IMLebanon

كالوريهات مخفيّة في مشروباتكم اليوميّة

 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

هل تحرصون على تناول حِصص معتدلة من الأطعمة الصحّية وتمارسون الرياضة بانتظام، ولكنكم تعجزون عن تحقيق نتائج جيّدة على صعيد الرشاقة أو حتى تتساءلون عن سبب ارتفاع الرقم على الميزان رغم تقيّدكم بنظام صحّي؟ في الواقع، قد يرجع السبب إلى إفراطكم في المشروبات وغضّ النظر عن نسبة السعرات الحرارية الموجودة فيها والتي قد تفوق في كثير من الأحيان مأكولات عديدة. إكشتفوا اليوم المعلومات الصادمة التالية!أشارت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ”الجمهورية” إلى أنه “يتمّ عادةً احتساب السعرات الحرارية المتوافرة في الأطعمة عند اتّباع حمية غذائية لخسارة الوزن، وفي المقابل يتمّ غضّ النظر عن المشروبات التي تكون غنيّة بالكالوري وقد تؤثّر سلباً في تراكم الوزن من دون معرفة ذلك”.

وتابعت حديثها قائلةً إنّ “العديد من الأشخاص يعتقدون أنّ احتساء بعض المشروبات، كالصودا والعصائر والكحول والأنواع الأخرى الغنيّة بالسعرات الحرارية، يمكن أن يؤمّن لهم الشعور بالشبع وبالتالي يُجنّبهم الرغبة في الأكل، ولكن تبيّن أنّ معظم الذين يلجأون إلى هذه الوسيلة لإرواء عطشهم يتناولون بعدها تقريباً كمية الأكل ذاتها المستهلكة عادةً”.

وإستناداً إلى أبو رجيلي، فإنّ “المشكلة لا تقتصر فقط على الوحدات الحرارية الكثيرة التي يتمّ الحصول عليها من خلال اتّباع بعض العادات الغذائية أثناء تناول الوجبات الرئيسية والخفيفة، كاحتساء القهوة أو الكوكتيل أو الصودا أو العصائر، إنما أيضاً على حجم الأكواب الذي يتراوح بين صغير فكبير وصولاً إلى العملاق”.

 

وسلّطت خبيرة التغذية في ما يلي الضوء على أكثر المشروبات إستهلاكاً خلال اليوم، والتي إذا تمّ احتساب كالوريهاتها فذلك سيّسبب لكم صدمةً كبيرة وسيدفعكم إلى التفكير ألف مرّة قبل اللجوء إليها مجدّداً:

في الصباح

ثمّة أشخاص قد يبدأون نهارهم بالقهوة (360 ملل) المُضاف إليها الحليب الكامل الدسم والمُحلّيات فيحصلون على نحو 260 كالوري. وخلال ساعات لاحقة قد يلجأون إلى كوب من العصير الذي يحتوي 170 كالوري للكمية ذاتها. وبغضّ النظر عن كالوريهات الأطعمة المستهلكة على الفطور، فإنّ عدد الوحدات الحرارية الآتية فقط من المشروبات حتى الآن قد تخطّى 400 كالوري.

وعند بلوغ الساعة 10 أو 11، قد يُعاود بعض الأشخاص إحتساء القهوة المُحلّاة مع الحليب، فيحصلون على 260 كالوري إضافية. اللافت أنّ وجبة الغداء لم تحِن بعد، وعدد السعرات الحرارية التي تلقّاها الجسم حتى الآن بلغ نحو 690 كالوري.

عند الظهر

يلجأ العديد من الأشخاص إلى شرب الشاي المثلّج أو الصودا أو العصير أو الكحول مع وجبة الغداء. يجب معرفة أنّ كوب 260 ملل من الشاي المثلّج أو الصودا يحتوي نحو 120 كالوري، والعصير ما بين 120 و170 كالوري، والنبيذ نحو 100 كالوري، والبيرة 150 كالوري تقريباً. كمعدل عام، فإنّ مجموع الكالوري حتى الآن هو 840 كالوري تقريباً مصدرها المشروبات وحدها.

العصر والمساء

عند الساعة 4 و5 عصراً، من الشائع جداً إعادة شرب القهوة المُحلّاة المُضاف إليها الحليب أو مشروبات أخرى تزوّد الجسم بنحو 150 كالوري إضافية. وعلى وجبة العشاء، قد يحتسي الشخص كوب نبيذ (100 كالوري)، أو بيرة (150 كالوري). وبذلك يكون مجموع السعرات الحرارية الآتية من السوائل خلال يوم واحد فقط قد تخطّى 1000 كالوري!

تعديلات فعّالة

وفق هذه الحقائق، أوصت أبو رجيلي بـ”الحذر من السعرات الحرارية المخبّأة بنسبة عالية في مختلف أنواع المشروبات. أمّا في حال اعتاد الشخص على أمور معيّنة، يمكنه تعديلها سريعاً: على سبيل المثال، الإستغناء عن الحليب الكامل الدسم مع القهوة أو إستبداله بنظيره القليل الدسم، والإكتفاء بكمية أقلّ من السكر أو الإستعانة بالمُحلّيات الصناعية، وتفضيل الفاكهة الكاملة على العصير الذي يحتاج إلى حِصص إضافية من الثمار ولا يزوّد الجسم بالألياف”.

ودعت إلى “الإنتباه إلى حجم المشروبات وعددها خلال اليوم، فالإعتدال ضروري كما في الأكل كذلك في السوائل. بدلاً من احتساء 4 أكواب من المشروبات الروحية أو الغازية، يجب خفض الكمية والإكتفاء بكوب وتفادي الأحجام الكبيرة. من خلال الحذر التامّ من هذه الأمور، يمكن بدء خسارة الوزن بطريقة فعّالة”.

وأكّدت أنّ “المياه تبقى المشروب الأول والأساسي من دون أيّ مُنازع، لذلك يجب التركيز عليها طوال اليوم وتشجيع الأولاد على شربها بدلاً من الصودا والعصائر المعلّبة التي للأسف أضحت صديقة وجباتهم الغذائية. أمّا في حال عدم تقبّل مذاق المياه، يمكن إضافة إليها منكّهات طبيعية كالليمون والفريز والكرانبيري والبطيخ…”.