IMLebanon

مواقف باسيل قد تخلق تباعدا مع “القوات”

اكدت أوساط حزب “القوات اللبنانية” والتيار “الوطني الحر” أن لا عودة الى الوراء في العلاقة بينهما وأنهما متمسكان بقوّة بتفاهم معراب الاستراتيجي رغم التباينات التكتية.

واشارت مصادر قواتية الى انها تنظر الى كلام رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل على أنه عابر ولشد عصب القواعد “العونية” عشية الانتخابات النيابية، وتؤكد ان خطابه لن يؤثر أبدا لا على تفاهم الطرفين ولا على طبيعة علاقة القوات برئيس الجمهورية، تقول ان “غيمة الصيف” التي أثارتها مواقفه ستتم إزالتها قريبا، بحركة ستنشط مجددا على خط الجانبين، سيضطلع بها وزير الاعلام وكنعان.

في المقابل، تعتبر أوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” أن اللهجة التي يتحدث بها وزير الخارجية في الآونة الاخيرة، حيث لم يكتف فقط بـ”زكزكة” القوات، بل صوّب بشكل غير مباشر على تيار المستقبل من باب ملف النازحين السوريين والتنسيق مع سوريا لاعادتهم، في مقابل رفع منسوب مغازلته “حزب الله” حيث قال منذ أيام قليلة ان “الحزب ضحى وقاتل، وهذا الشيء لم يقم به اي فريق لبناني آخر، ونحن كفريق سياسي نريد الجيش ولكن لا يمكن انكار الانجاز الذي حققته المقاومة”، هي نتيجة قراءة رئيس “التيار” للتطورات الاقليمية.

ففي رأيه، وبناء على مستجدّات الميدان، لا سيما السوري، يميل ميزان الأحداث لصالح “الحزب” ومحور الممانعة في المنطقة. واذا سلّمنا ان هذا الواقع ستكون له ارتداداته محليا، لا بد لكلّ من يتطلعون الى بلوغ أهدافهم وطموحاتهم السياسية، من أخذ العامل المستجدّ هذا في الاعتبار، دائما بحسب الاوساط.

على أي حال، تشير المصادر الى ان مواقف باسيل قد تخلق تباعدا مع القوات الا انه سيبقى مضبوطا تحت سقف “تفاهم معراب” ولن يتخطاه أو يكسره، خصوصا ان ثمة توجها لدى رئيس القوات لتوطيده وتوسيعه. فالمصادر تكشف أن ثمة خطة “أوّلية” تعمل القوات على رسمها وهي قيد الدرس والتمحيص حاليا، هدفها الانفتاح على القوى المسيحية الاخرى وأبرزها الكتائب والاحرار والمردة والمستقلين، للمّ شملها ورص صفوفها في ما يشبه “الجبهة اللبنانية” سابقا، تحت عنوان “مصالح المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار”، ومن ضمن مشروع سياسي وطني عنوانه “الدولة القوية”. فمهما ازدادت الخلافات والمقاربات في ما بينها، يمكن تنظيمها وإبقاؤها مضبوطة داخل هذا الاطار. فهل تنجح المساعي القواتية؟