IMLebanon

حياة الطلاب الرقمية في غياب التوعية

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

يعيش الطلاب اليوم في مجتمع رقمي بإمتياز، ويتبادلون كثيراً من البيانات والصوَر والنصوص والدردشات يومياً من دون إدراك المخاطر التي قد تلحق بهم جراء ممارسات خاطئة قد يقومون بها في بعض الأحيان.

بدأ الرأي العام العالمي يهتم كثيراً بخطورة ما توصّلت إليه تكنولوجيا الإتصالات، التي أصبح سوءُ إستخدامها يهدّد الأفراد بشكل مباشر، وخصوصاً الفئات العمرية بين 12 و18 سنة.

فعلى رغم أنّ أجهزة ووسائل الإتصالات إختراع في غاية الأهمية، ولكن مع الأسف الشديد تحوّلت في بعض الحالات من نعمة إلى نقمة بسبب سوء الإستخدام على أيدي بعض العابثين والمستهترين، الذين تسبّبوا في قلق كثير من الناس نتيجة تصرّفاتهم السيّئة غير المسؤولة.

الطلاب في الفضاء الرقمي

التراسل عن طريق برامج الدردشة والبريد الإلكتروني ونشر الصور على شبكات التواصل الإجتماعي، أنشطة يمارسها الطلاب في الفضاء الرقمي وهي مواكبة للعصر التكنولوجي الذي يعيشون فيه.

لذلك يجب الحرص على تعليمهم كيف يبقون آمنين ويحفظون خصوصيتهم على الإنترنت والإبتعاد من المخاطر التي قد تُلحق بهم الضرر مثل إرسال صورهم الخاصة والحساسة الى زملائهم الذين يستهترون بها ويرسلونها بدورهم الى الآخرين دون إدراك العواقب الناتجة عن ذلك.

وعلى الرغم من أنّ هذه الأفعال ليست منتشرة بكثرة وتبقى محصورة في عدد قليل من الطلاب، ولا يتمّ الإفصاح عنها حفاظاً على سمعة الطالب والطالبة وسمعة المدرسة، إلّا أنها مشكلة موجودة لا يمكن تجاهلها وستزداد يوماً بعد يوم في ظلّ غياب التوعية اللازمة.

دور المدرسة

في ظلّ غياب برامج التوعية اللازمة، أصبحنا نسمع الكثير عن عمليات نشر صور فاضحة ومحادثات خاصة، أو عمليات إبتزاز للطلاب، عبر التهديد بنشر صور أو مقطع فيديو مُخلّ بالآداب العامة أو محادثات شخصية أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تدمّر حياة الطلاب المعنيين.

وبما أنّ المدرسة تلعب دوراً فاعلاً في بناء الأجيال على كافة المستويات، لذلك بات من الضروري إعتماد برامج توعية تشرح للطلاب كيفية التعامل مع الحياة الرقمية والتكنولوجيا العصرية بكافة جوانبها، مثل طرق التعامل الصحيحة مع برامج الدردشة ومواقع التواصل وغيرها، التي أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من حياة الطلاب اليومية، بهدف تجنيبهم العواقب الناتجة عن التصرّفات غير المسؤولة.

دور الأهل

تُعتبر الأسرة، الخليّة الأولى للمجتمع وهي البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطالب ويرتبط بها ويشبّ في أحضانها. لذلك يقع على الأسرة دورٌ كبير في توعية الأبناء ورقابتهم ومساعدتهم على تجنّب مخاطر الإدمان على التكنولوجيا والوقوع في أخطائها.

لكن للأسف فيما يتعلّق بالتكنولوجيا هنالك تقصير واضح لأنّ بعض الأهل بالأصل مشغولون بهواتفهم، ومهما قدّموا لأولادهم من توعية ونصائح حتى يحذروا سوء إستخدام الهواتف وبرامج الدردشة، فإنّ نصائحهم ستضيع في مهب الرياح.

لذلك يجب على أولياء الأمور أولاً تنظيم حياتهم الرقمية ليكونوا القدوة الحسنة لأولادهم، والتحدّث معهم عن الأنشطة التي يقومون بها على الإنترنت، وإطلاعهم على مخاطر سوء الإستخدام وما هو مسموح وممنوع.