IMLebanon

تصعيد نصرالله… حاجة لمواجهة التطورات؟

تقول مصادر سياسية في الفريق “السيادي” للوكالة “المركزية”، ان موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه المُستجِد في اسبوع الشهيدين القائد علي العاشق ومحمد ناصرالدين يوم الاحد في بلدة العين البقاعية، جاء هذه المرة ردّ فعل وليس فعلا على خلفية مهاجمة وزير الدولة لشؤون الخليج سامر السبهان حزب الله في تغريدة قال فيها “العقوبات الاميركية ضد الحزب المليشياوي الارهابي في لبنان جيدة، ولكن الحل بتحالف دولي صارم لمواجهته ومن يعمل معه، لتحقيق الأمن والسلام الاقليمي”. فكان نصرالله امام هذه الواقعة امام واحد من خيارين، اما السكوت وتجاهل ” القرصة” السعودية، او الرد كما فعل، استكمالا لمسار التجييش الشعبي في بيئة الحزب وهو حاجة ماسة في الظرف الراهن لاعادة التعبئة بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها في سوريا اخيرا حيث سقط له في “الغارة الصديقة” في البادية السورية في بلدة حميمة 17 قتيلا دفعة واحدة بما يعني ذلك في اوساط الحزب الشعبية، التي تقول المصادر انها ضاقت ذرعا بتقديم ابنائها بالعشرات دفاعا عن النظام السوري، وان حال التململ خرجت من الغرف المغلقة الى العلن حيث عادت تطل برأسها حركات وتنظيمات على الساحة الشيعية رافعة الصوت ازاء ما يجري ومطالبة بالدولة وآخرها “لقاء الشيعة المستقلين”.

ويأتي موقف نصرالله ايضا في ظل تطور دولي بالغ الاهمية يتمثل بالقمة الروسية ـ السعودية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها تمثّل “انعطافة حقيقية” في العلاقات بين البلدين، بما تعني تلك الانعطافة على مستوى ارتداداتها في الاقليم خصوصا على ايران المتوجسة من تقاطع مصالح دولي-إقليمي ينهي نفوذها في المنطقة وينعكس مباشرة على حزب الله، خصوصا انه يتزامن داخليا مع عودة سعودية قوية الى الساحة اللبنانية وخارجيا مع بداية حل للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي في ضوء نجاح مصر في انجاز مصالحة بين فتح وحماس افضت الى التقائهما في حكومة واحدة.

ومن دواعي رد نصرالله ايضا وايضا بحسب المصادر، حاجة محلية لتوجيه رسالة إلى زوار السعودية في مضمونها تحذير من مغبة العودة الى هذا المحور لانه سيجدد حال الانقسام الداخلي، في حين تعمّد في الخطاب نفسه الاشارة الى مدى حرصه على الاستقرار، بحيث يصبح من يزور السعودية مسؤولا عن اي خرق للخطوط الحمر المرسومة لهذا الاستقرار وترشيح الستاتيكو الداخلي للانهيار من بوابة السخونة السياسية، فيما حزب الله يوجه بندقية مقاومته في الاتجاه الاسرائيلي الذي يحرص نصرالله في مجمل اطلالاته الاخيرة على التلويح بأنه يستعد لشن حرب على لبنان مهددا ومتوعدا برد لم تشهد مثله الدولة العبرية من قبل.

وتبعا لهذه الحاجات، تتوقع المصادر ان يستكمل حزب الله مشوار تصعيد سقف خطابه مع كل يوم تقترب فيه التسويات السياسية في المنطقة من انجاز مشروع تحولها الى واقع، مع الحفاظ على “ماء الوجه” في الداخل.