IMLebanon

لمَ يُساعد الطبخ في المنزل على خسارة الوزن؟ 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

هناك دراسات عديدة تدعم حقيقة أنّ الأكل في المنزل يُعتبر طريقة فعّالة وسهلة تمكّنكم من تقديم لأنفسكم ولأفراد عائلتكم الأطعمة الجيّدة التي تُغذّي الأيض القويّ والصحّي. لكن كيف يمكن لذلك أن يساهم في التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية؟الأكل في المنزل يجنّبكم المأكولات المصنّعة والمواد المُضافة التي تعبث في الأيض. لكن لا داعي للقلق، يمكنكم الاستمرار في الأكل الصحّي حتى إذا اضطررتم للأكل خارجاً. سواء كنتم تمضون عطلة أو تنتظرون عشاءً مميّزاً أو بكل بساطة عليكم الحصول على طعام سريع في اليوم المشحون بالضغوط، تأكدوا أنه من السهل جداً إيجاد مأكولات صحّية مدوّنة على الـ«Menus».

غير أنّ الدراسات لا زالت حتى اليوم تؤكّد أنّ الأطباق المحضّرة في المنزل تساعد تلقائياً على تناول أطعمة صحّية أكثر، ما يسهّل الرغبة في الحصول على جسم أكثر عافية ووزن ملائم تماماً، ولعلّ أبرز أسباب هذا الواقع ترجع إلى:

السيطرة على الكالوري بلا احتسابها

في دراسة حديثة من «University of Illinois» شملت أكثر من 18000 شخص، قال الباحثون إنّ الذين استهلكوا وجباتهم في المطاعم حصلوا على 190 كالوري إضافية لكل وجبة مقارنةً بوجباتهم التي تناولوها في المنزل.

ناهيك عن أنهم ركّزوا أكثر على الدهون المشبّعة والصوديوم، وهي المواد التي ثبُت أنها تُبطئ معدل الأيض وتعزّز زيادة الوزن. أمّا المفاجأة الكبرى التي صدمت العلماء، فهي احتواء وجبات المطاعم كمية الدهون ذاتها الموجودة في الوجبات السريعة لا بل حتى صوديوم أكثر.

إستهلاك مزيد من المأكولات «الصديقة» للأيض

إستناداً إلى دراسة نُشرت في «Journal of the American Dietetic Association» أجراها علماء من «University of Minnesota» على 1710 أشخاص راقبوا عاداتهم الغذائية، تبيّن أنّ الذين يحضّرون الطعام في المنزل يستهلكون مزيداً من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، مقارنةً بنظرائهم الذين يعتمدون المواد المصنّعة والمعلّبة أو لا يحصلون نهائياً على الوجبات المطبوخة في المنزل.

اللافت أنّ قلّة الوقت كانت السبب الرئيسي وراء عدم تمكّن المشاركين في هذه الدراسة من تحضير الوجبات في المنزل معظم الأحيان، لكن في الواقع من السهل جداً مزج المأكولات الصحّية خلال بضع دقائق.

الحفاظ تلقائياً على رشاقة أكبر

في دراسة من «University of Minnesota» تتبّعت صحّة 3,031 شخصاً وعاداتهم الغذائية لـ15 عاماً، تبيّن أنّ الذين حصلوا على الأطعمة السريعة مرّتين أو أكثر أسبوعياً اكتسبوا نحو 4,5 كلغ إضافية مقارنةً بالذين قلّما يتصرّفون بالمِثل.

وفي بحث آخر من الجامعة نفسها، فإنّ النساء اللواتي حصلن على مأكولات سريعة مرّة واحدة إضافية أسبوعياً خلال 3 سنوات إكتسبن نحو 0,72 كلغ إضافي.

ما العمل عند الأكل خارجاً؟

إلى جانب أخذ الوقت الكافي للاطلاع على كافة الأطباق المدوّنة على الـ«Menu» والتدقيق في مكوّناتها لاختيار الأفضل والأصحّ، وَجد بحث أجراه مدير «Cornell University’s Food and Brand Lab»، الطبيب براين وانسنك، أنه «عند الأكل في المطعم يُستحسن الجلوس إلى

مائدة طعام مرتفعة وتكون قريبة من النافذة بما أنّ الأمرين يساعدان على تناول كمية أقلّ واختيار مأكولات صحّية أكثر».

في هذا الاختبار، تبيّن أنّ الأشخاص الذين جلسوا قرب النوافذ أو اختاروا الطاولات المرتفعة طلبوا وجبات غذائية صحّية أكثر ومالوا إلى تفادي الحلوى والكحول مقارنةً بنظرائهم الذين جلسوا في أماكن خافتة.

في الواقع، يرجع السبب إلى أنّ جعل الأمور أكثر وضوحاً والجلوس في وضعية مستقيمة ويقظة أكثر يساهمان في تعزيز ضبط الجوع والخيارات الغذائية، وبالتالي يخفّضان احتمال الانغماس في المواد التي تدركون أنه يُفضَّل عليكم تفاديها.