IMLebanon

الكنائس تدخل السعودية؟

إعتبرت الوكالة “المركزية” أنّه لا يُمكن فصل الزيارة التاريخية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المملكة العربية السعودية كما وصفها القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري لدى تسليمه الدعوة امس عن المسار الجديد الذي تسلكه المملكة منذ تعيين الامير محمد بن سلمان صاحب رؤية “2030” ولياً للعهد بعد قمتي الرياض اللتين عُقدتا في حزيران الفائت والتي اعُتبر تعيين الامير الشاب اولى نتائج مقرراتهما.

فمنذ تولّيه المنصب الثاني في المملكة بعد العاهل الملك سلمان بن عبد العزيز وورشة الاصلاحات الدينية والاجتماعية والثقافية على قدم وساق كان ابرزها في اتّجاه المرأة السعودية بالسماح لها بالقيادة ورفع الحظر عن دخولها إلى ملاعب كرة القدم ابتداءً من مطلع العام المقبل، في ما يُعتبر انعكاساً لما “تعهدّ” به ولي العهد خلال اطلاقه مشروع مدينة “نيوم” كاضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول “بالعودة إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وانه سيقود مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة”.

وبانتظار تحديد موعد الزيارة التاريخية لأوّل بطريرك ماروني الى المملكة وترقّب نتائجها لناحية تخفيف التشدد على الحريات الدينية للمسيحيين، علمت “المركزية” من مصادر مقرّبة من بكركي “ان التحضيرات للزيارة تعود الى ثلاثة او اربعة اشهر سابقة، وان الفضل فيها يعود للسفير السعودي علي عواض العسيري الذي كان مقرّباً من بكركي وعمل على تقريب وجهات النظر مع المملكة”.

ووضعت المصادر الزيارة في اطار “الانفتاح السعودي الذي تعتمده المملكة منذ اشهر”، وعوّلت كثيراً على “دلالاتها، خصوصاً لجهة ايجاد الحلول للعديد من الازمات القائمة بدءاً من اليمن والعراق وسوريا وصولاً الى العلاقات الخليجية-الايرانية، وذلك بعد سقوط مخطط التقسيم في الدول العربية الثلاث المذكورة والتوجّه الجديد نحو اعادة ترتيب اوضاعها في ضوء ثبات صلاحية اتّفاق “سايكس-بيكو”.

اما في النتائج، فتوقّعت المصادر “ان تحمل الكثير من الايجابيات بالنسبة الى لبنان، وان تتكامل مع الاجواء الجيّدة التي عاد بها رئيس الحكومة سعد الحريري من المملكة قبل يومين”.

وعلى رغم تأكيد البخاري من على منبر بكركي ان الزيارة ستتم خلال اسابيع قليلة، الا ان مصادر الصرح البطريركي اوضحت لـ”المركزية” “ان البطريرك الراعي لم يُعطِ جواباً ايجاباً او سلباً للقائم بالاعمال السعودي في شأن تلبية الدعوة”.

واذ أثنت على “الدعوة “المميزة” والمشكورة من السعودية والتي اذا ما تُرجمت ستكون الاولى لبطريرك ماروني الى السعودية، وتعكس تقدير المملكة لدور البطريرك الماروني التاريخي في لبنان”، اعتبرت “ان كل انفتاح ايجابي ومجرّد اللقاء والحوار تطوّر اساسي”.

وفي ابعاد الزيارة، اوضحت المصادر “ان البطريرك سيحمل معه وجهة نظر بكركي “الجامعة” تجاه لبنان الواحد الموحّد بجناحية المسيحي والمسلم ورسالته في العيش المشترك والتزامه بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات”، واملت في “ان تكون الزيارة خطوة اولى على طريق بناء الكنائس في السعودية وبالتالي ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية بحرية ومن دون خوف”، ولم تستبعد “ان يطرح البطريرك الراعي هذه المسألة انطلاقاً من المسار الانفتاحي الجديد الذي تسلكه المملكة، فما المانع من بناء كنيسة في الرياض أسوةً بباقي الدول العربية والانفتاح الغربي”؟