IMLebanon

للصمود في وجه حساسية الخريف طبيعيّاً 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

من الشائع جداً التحدّث عن حساسية الربيع وسُبل خفض أذيّتها والوقاية منها، لكن ماذا تعلمون عن حساسية الخريف؟ إذا شعرتم أنّ حساسيتكم تسوء أو تدوم لوقت أطول من المُعتاد هذه السنة، فإنّ ذلك يرجع حتماً إلى التغيّر المناخي، وإطالة مدة حياة النباتات التي تصدر غبار الطلع (Pollen) كنتيجة لارتفاع درجات حرارة الطقس وزيادة ثاني أوكسيد الكربون. لكن ماذا أيضاً عن دور التغذية في هذا المجال؟ لفتت إختصاصية التغذية جوزيان الغزال “الجمهورية” إلى أنّ “الشخص الذي يشكو من حساسية الخريف يقوم بردّات فعل تجاه غبار الطلع باعتباره عدوّاً له، وقد تشمل العطس، والسعال، وتدميع العين، وسَيلان الأنف، وحكّة في العيون والأنف، واسوداداً في منطقة تحت العين”.

وأوضحت أنّ “الأشخاص الذين يتحسّسون على غبار الطلع تزداد لديهم خلال هذه الفترة من السنة الحساسية على بعض المأكولات، بحيث أنّ أجسامهم قد تتأثر من أطعمة معيّنة بسبب احتوائها بروتينات تعتبرها بمثابة غبار الطلع، الأمر الذي يدفعها إلى إصدار ردّة فعل تجاهها. وتُعرف هذه الحالة علمياً بمتلازمة الحساسية الفَموية”.

وتحدّثت الغزال عن المواد الغذائية الأكثر تأثيراً في حساسية الخريف، فدعت إلى “الابتعاد بشكل خاصّ عن التفاح، والموز، والإجاص، والشمّام، والبطيخ، والكرز، والخيار، والكوسا، وشاي البابونج بعدما رُبطت بزيادة الحالة سوءاً. وفي المقابل، لا بدّ من التركيز على كل من:

البروكلي

هذا النوع من الخضار يملك أسلوبين جيّدين في تسكين أعراض الحساسية، إذ إنه غنيّ بالفيتامين C الذي يُهدّئ الحساسية، كما أنه ينتمي إلى عائلة النباتات الكرنبية التي تبيّن أنها تعالج احتقان الجيوب الأنفية. وجد الباحثون أنّ استهلاك نحو 500 ملغ من الفيتامين C يومياً قد يخفّض أعراض الحساسية، وفقط كوب واحد من البروكلي يزوّد الجسم بـ80 ملغ تقريباً. كذلك يمكن الاستعانة بالقرنبيط أو الملفوف لانتمائهما أيضاً إلى الخضار الكرنبية، علماً أنهما يؤمّنان 56 ملغ من الفيتامين C في كل كوب مطبوخ.

الـKale

على غِرار البروكلي، يُعتبر الـ”Kale” أحد أفراد الكرنبيّات، إلّا أنه غنيّ أيضاً بالكاروتينات التي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A الذي يبدو أنه يحسّن أعراض الحساسية. أظهرت دراسات عديدة أنّ الأشخاص الذين يعانون نقصاً في الفيتامين A هم أكثر عرضة للربو ومشكلات الحساسية.

الثوم والبصل

يُعتبران من أهمّ مصادر مادة الـ”Quercetin” التي تشكّل سلاحاً قويّاً للمساعدة على محاربة الحساسيات من خلال التصرّف كمُضادات الهيستامين. كذلك تعمل الـ”Quercetin” بمثابة الفيتامين C وتحارب الإلتهاب في الجسم، ما يساعد على وَقف الآثار الجانبية المرتبطة بالتهاب الحساسية كاحتقان الأنف. لكن يبدو أنّ هذه المادة لا تُمتصّ بسهولة من الغذاء، ما يعني أنه على رغم أنّ استهلاك الكثير من البصل والثوم قد يحارب بعض الأعراض، إلّا أنّ الأشخاص الذين يشكون من حساسية خريف شديدة قد يحتاجون إلى مكمّلات إضافية.

اليقطين والجزر والكرفس

يحتوي اليقطين والجزر الكاروتينات الضرورية لمحاربة أعراض الحساسية. أمّا الكرفس فهو مشبّع بالفيتامين C ومركّبات مضادة للإلتهاب، الأمر الذي يجعله بمثابة أداة طبيعية فعّالة ليس فقط في محاربة الحساسيات، إنما أيضاً ضغط الدم المرتفع، والألم المُزمن. إنه الخضار الوحيد الذي يمكن تناوله نيئاً أو مطبوخاً من دون خسارة عناصره الغذائية. كذلك يُنصح بعدم تجاهل أوراقه، إنما تقطيعها لاستخدامها في الشوربة واليخنات للإفادة من محتواها بالفيتامين C”.

وعلّقت خبيرة التغذية أخيراً بالقول إنه “لا يوجد أيّ طبق أفضل من الحساء عند تعرّضكم لوعكة صحّية، فكيف إذا احتوى كل العناصر الغذائية المذكورة في آن، كالبصل والثوم والجزر؟ لا تترددوا إذاً في تحضير مثل هذه الوصفات الصحّية واللذيذة إذا كنتم تشكون من حساسية الخريف، لضمان تزويد أجسامكم بكلّ المركّبات الضرورية لها للصمود في وجه هذه المرحلة المُزعجة”.