IMLebanon

قيس نجيب: أبحث عن الشعور الصادق ولا أعرف الندم

كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

يبرز الممثل السوري قيس الشيخ نجيب في الصفوف الأمامية للدراما المحليّة والعربية، ضمن معادلة قوامها البراعة التمثيلية والأخلاق المهنية التي جعلت من محبّيه يُطلقون عليه لقب الأمير. وبعد عشرات الأعمال التمثيلية البارزة، يواصل الممثل المحترف مشواره المهني بخطى ثابتة، وها هو يتعاقد على مسلسل جديد يعيد من خلاله ثنائيته الناجحة مع الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن، ولكنه يكشف في حوار خاص لـ«الجمهورية» أوجه اختلاف عدّة في العمل الدرامي المرتقب أبرزها الرومانسية والكوميديا في آن.

قيس الشيخ نجيب صاحب الطبع الهادىء في الحياة، والعاصِف على الشاشة بحسب تركيبة الشخصيات التمثيلية التي يؤديها، يتريّث قبل الكشف عن أيّ مشروع درامي جديد، ولكنه يُبدي حماسة خاصة إزاء المسلسل الذي سيجمعه مجدداً بماغي بو غصن، مشدّداً على انّ الاختلاف والتجديد هما سِمتاه البارزتان.

ويقول في هذا الخصوص: «إنه مشروع جديد ومختلف، فالمسلسل يحمل طابع الـ Light romantic comedy وقرأتُ لغاية الآن عدداً قليلاً من الحلقات لأنّه ما زال قيد التحضير والمفاوضات.

ولكن لغاية الآن حلقات المسلسل توحي بأنّه جديد ومختلف جداً، سواء على صعيد الأعمال الكوميدية أو على صعيد الشخصيات والكاراكتيرات المطروحة فيه. المسلسل من كتابة مازن طه، ويتمّ التشاور الآن لاختيار المُخرج، وهو من إنتاج Eagle Films».

مع ماغي بنكهة كوميدية

وعن ثنائيته مع ماغي بو غصن يقول: «للحقيقة الثنائية في «يا ريت» كانت ناجحة جداً، وسبق أن اجتمعنا في ثلاثية «ليه يا بحر»، والأصداء كانت جيدة حول علاقة الشخصيات ببعضها البعض، خصوصاً في «يا ريت»، وأحَسّ الناس بالكيمياء التي جمعتنا، وتفاعلوا معنا كما تحدّثت الصحافة عن ذلك.

المسلسل الجديد يجمعنا بطريقة ثانية مختلفة، حتى بالنسبة لي إنه مشروع جديد لأنني منذ زمن بعيد لم أقدّم عملاً يحمل طابعاً كوميدياً أو «مهضوماً» كما يُقال، وكلّ شيء سيكون جديداً على الجمهور حتى العلاقة بين ممثلين جمعهما عمل سابق».

ويضيف: «المسلسل كلّه جديد ومختلف، أحببتُ الشخصية التي سأؤديها كثيراً وسأقدمها بحب، وفي النهاية الحكم للجمهور، أنا عليّ أن أبذل جهدي في تأدية الدور، ولكنني أعدهم بإطلالة جديدة ومختلفة وبطريقة لم أظهر بها منذ سنوات».

ثنائيّات مع هؤلاء الممثلات

وعن أفضل الثنائيّات التي جمعته بممثلات لبنانيات وسوريات، يقول: «عملتُ مع ممثلات لبنانيات وسوريات كثيرات، وللحقيقة أنا أؤمن بالمشروع أكثر من الثنائيات نفسها، وأرى أنّ فكرة الثنائيات مُستحدثة على الدراما لأنّ الثنائية تجتمع ضمن مشروع واحد يكون فيه دور مناسب لممثل معيّن ودور آخر مناسب لممثلة معينة… جَمعتني ثنائيات مع أكثر من ممثلة مثل سلافة معمار في أكثر من ثنائية، ومع كندة علوش وديما بياعة ومجموعة كبيرة من الممثلات السوريات أو اللبنانيات. وفي النهاية، الجمهور هو من يحكم على نجاح العلاقات أو طبيعة الثنائيات بين الممثلين في المسلسل».

بين الحقيقة والندم

عندما يوافق قيس الشيخ نجيب على شخصية جديدة، يقول إنه يسعى لاختيارها على أساس قدرتها على المَس به لناحية الشعور وتضمّنها عدة نواح تسمح له بأن يقدّم أموراً مختلفة للجمهور لم يقدّمها في أدوار سابقة.

ويقول في هذا الإطار: «عندما أمثّل أبحث عن شيء أقوله، عن شيء أشعر به أولاً، أبحث دائماً عمّا يرضيني ويرضي التجربة التي مررتُ بها في الحياة، شيء يكون حقيقياً ونابعاً من القلب طيلة الوقت، وأن أقدّم كاراكتيرات جديدة تحكي عن النفس البشرية، وأن يكون العمل جديداً بالنسبة للجمهور، وأن يكون حضوري دائماً مختلفاً، هذا ما أبحث عنه بشكل عام كممثل».

ولدى سؤاله إذا كان يندم على أدوار معيّنة لعبها في السابق، يجيب: «لا أبداً، لا شكّ أنّ الممثّل لا يُوفّق دائماً في أدواره وأعماله، وكلّ الممثلين في أنحاء العالم لم يُوفّقوا في كلّ ما قدّموه، فلا يُمكن للانسان أن ينجح طول الوقت.

ولكن أنا لا أندم، حتى لو لم تلقَ تجربة معيّنة النجاح أو لم تحصد الصدى المطلوب، ولكنها تضيف كي يتعلّم الممثل وكي يكتشف أخطاءه ولا يكرّرها في المستقبل. لا أعرف شيئاً إسمه ندم، هذا شعور سلبي، وأنا شخص إيجابي في الحياة أبحث عن الأشياء الإيجابية والجميلة وأبتعد عن الأمور السلبية».

هذه الأدوار هي الأهم

وعن الدور الذي يرى أنه شَكّل له نقلة نوعية كممثل، يقول: «أنا أعتقد أنّ هذه المرحلة الانتقالية هي التراكم بحد ذاته. مجموعة أعمال سنة تِلو الأخرى هي التي أدّت إلى التقدم أو التغيير الذي لاحظه الجمهور.

يوجد مجموعة من الأعمال حققت جماهيرية أكثر من غيرها، ويوجد أعمال أحببتها كثيراً كممثل لكنها لم تحصد جماهيرية كبيرة. المقياس مختلف بين أن يقدّم الممثل دوراً جيّداً ويشعر أنه يقدّم شيئاً مختلفاً فيه وبين ما يحبّه الجمهور، هذا لأننا نقدّم مسلسلات تلفزيونية وليس سينمائية أو مسرحية.

في بداياتي بعد تخرّجي قدّمتُ مسلسلات أحبها الجمهور كثيراً، ومن ثمّ قدّمتُ مسلسلات اجتماعية وبعدها مسلسلات تاريخية مثل «الجمل»، وقدّمت مسلسلاً إسمه «التغريبة الفلسطينية» وهو عزيز جداً على قلبي، شاركتُ في مسلسل «ليالي الصالحية» أيضاً وهذه المسلسلات شكّلت نَقلات بالنسبة لي. أمّا «على حافة الهاوية» و»نفس العالم» و»الأخوة» و»يا ريت» و»بنت الشهبندر»، فهي مجموعة كبيرة من المسلسلات كنتُ في كل منها أخطو خطوة إلى الأمام في مشواري كممثل».

وعمّا أعجبه أخيراً من الاعمال الدرامية في رمضان، يقول: «إنّ مسلسل «هذا المساء» في مصر هو ممتاز. وكذلك مسلسل «الهيبة» الذي حصد جماهيرية كبيرة بغضّ النظر عن موضوعه الذي من الممكن أن نتّفق أو نختلف معه، أي موضوع السلاح الذي كان مشغولاً بطريقة جيدة. هذا المسلسل، بشكل عام، يتميّز بتقنية جيدة من الكتابة إلى النص فالإخراج. أمّا «لا تطفئ الشمس» فهو من المسلسلات المهمة جداً».

هذا رأيي بـ«أوركيديا»

وعن الجَدل الذي أثاره مسلسل «أوركيديا» واتهامه أنه يشبه «game of thrones»، يقول: «رأيي الشخصي بمعزل عن رأي صانعي المسلسل، انّه لا يشبه «game of thrones» لا من قريب ولا من بعيد. إنّ إنتاج حلقة واحدة فقط من «game of thrones» يُعادل إنتاج 4 مسلسلات في الوطن العربي.

حلقة واحدة منه تكلّف نحو 10 ملايين دولار، وبتكلفة حلقة واحدة منه يُمكن إنتاج 10 مسلسلات عربية. النص يُكتب في ورشة عمل ولا يكتبه كاتب واحد، ويعمل عليه أكثر من مخرج بتقنيات عالية جداً، وبالنسبة الى الممثلين فهم يشاركون في دورات كي يقدّموا أدوارهم وشخصياتهم. لنكن واقعيين، نحن بعيدون جداً عن «game of thrones». وهذه المقاربة أو المشابهة أنا لم أكن معها ولا ضدها.

وأعرف أننا نحتاج لوقت طويل كي نقدّم هكذا أعمال في الوطن العربي، وهذا الأمر كان مغلوطاً. حصل لغط بين الكاتب والمخرج وشركة الانتاج، وحصلت تعديلات على النص، وفي النهاية عُرض المسلسل على قناة «أبو ظبي» العام الفائت، ولم يحقق جماهيرية كبيرة ربما لأنه عُرض على محطة واحدة فقط ولأنه مسلسل تاريخي اعتمد اللغة العربية الفصحى… وهو يُعرض حالياً على قناة mbc، وسنحكم على مستواه في العروض الثانية».