IMLebanon

جعجع بين بعبدا وبيت الوسط

أعلنت مصادر معراب لـ”المركزية” ان خلال وجود رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في أوستراليا حيث التقى الجالية اللبنانية القواتية وغير القواتية، سجّل شريط الاحداث اللبنانية مستجدات بارزة كان الحكيم يتابعها ويتفاعل معها من الخارج. الا انه وبعد عودته الى لبنان، سيتفرّغ للاهتمام بها من كثب، وذلك عبر مروحة اتصالات ينوي إطلاقها في المرحلة المقبلة. الملفات الأبرز التي ستحظى بانتباه رئيس القوات، هي العلاقة مع التيار الوطني الحر من جهة، والأداء الحكومي من جهة ثانية.

على الخط الاول، تكاثرت التباينات بين طرفي تفاهم “معراب” وقد بات يحتاج الى صيانة مستعجلة وقد بلغ الخلاف بينهما حدّا متقدما مع حديث أوساط التيار البرتقالي عن ضرورة ان يعرف الجميع حجمه الفعلي، الذي على أساسه يتم توزيع الحصص والمقاعد في الدولة، لتضاف هذه المواقف الى الهوة التي تفرّق بين الجانبين في النظرة الى التطبيع مع سوريا والى ملف النازحين والتسجيل المسبق للناخبين خارج مكان سكنهم والى مناقصات البواخر وتعيينات مجلس ادارة تلفزيون لبنان.

ولا تستبعد المصادر ان يتم الاعداد في الظل لزيارة يقوم بها جعجع الى قصر بعبدا حيث يلتقي الرئيس ميشال عون فيخصص هذا الاجتماع، الذي قد يشارك فيه ايضا رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، لتعويم التفاهم مجددا ودوزنته ووضع النقاط على حروفه.

أما الملف الثاني، الاداء الحكومي، فسيكون حاضرا في اتصال لا بد ان يحصل قريبا على خط معراب – بيت الوسط، يبقى تحديد وقته وشكله. ففيما لوّح جعجع منذ أسابيع باستقالة وزرائه في حالتين (التطبيع بين لبنان الرسمي ونظام دمشق، وتجاوز الآليات القانونية في اي تلزيمات خصوصا على خط بواخر الطاقة)، كان اتصال بينه وبين الحريري استوضح منه الاخير حقيقة موقفه وقد اتفقا على لقاء بعيد عودة جعجع الى بيروت.

وعليه، يفترض ان يكون الاجتماع المنتظر الذي يمكن ان يحصل في معراب او في بيت الوسط او في مكان ثالث، مناسبة لطرح هذه المسألة، غير ان الاستقالة لا تبدو واردة اليوم في ضوء ابلاغ الرئيس الحريري جعجع بأن التطبيع مع سوريا خط أحمر بالنسبة اليه وبأن الحكومة حريصة على احترام كل قوانين المحاسبة العمومية التي تضمن الشفافية.

وسيشكل الاجتماع العتيد أيضا، فرصة لاستعراض الاجواء الدولية والاقليمية، حيث سيطّلع الحكيم من رئيس الحكومة على أجواء مشاوراته في الرياض. وتقول المصادر ان بات واضحا ان المملكة حريصة على الاستقرار اللبناني وعلى التسوية الرئاسية وعلى ديمومة الحكومة، الا انها لا ترضى بأن يخرج البعض عن مندرجاتها لناحية حياد لبنان ووسطيته، وهي تطلب من اللبنانيين الرافضين لممارسات حزب الله وللمواقف الايرانية وآخرها على لسان الرئيس حسن روحاني، أن يعلنوا رفضهم بصوت عال، لابقاء التوازن المحلي قائما. وتوضح المصادر ان الرياض لا تريد إنشاء 14 آذار، ولا نفض يدها من التسوية الرئاسية، الا انها تريد من أطرافها كلّهم احترامها وعدم الصمت عن محاولات كسرها لضم لبنان الى محور الممانعة في المنطقة.