كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:
إذا شعرتم فجأة برغبة شديدة في تناول قطعة كايك، فقد تجدون أنّ ذلك يرجع إلى عشقككم للمذاق الحلو أو شعوركم بجوع شديد. لكن في الواقع فإنّ الشهيّة المُلِحّة على نوع معيّن من المأكولات قد تحدث أحياناً لأنّ الجسم يحاول إرسال رسالة معيّنة لمعرفة أي مغذّيات تنقصه وما هي الحالات التي قد يشكو منها.إكتشفوا في ما يلي المعنى المُحتمل لهوَسكم في السكر، أو الملح، أو اللحوم، أو غيرها من المواد الغذائية، إستناداً إلى الطبيب الأميركي العالمي د. أوز:
السكر
يمكن للشهيّة على السكر أن تعود إلى عوامل عديدة تكون أبعد من مجرّد الشعور بالملل في العمل أو الخضوع ببساطة لضغط الأصدقاء عليكم لطلب الحلوى. العلاقة التي تجمع السكر بالدماغ تبلغ أشواطاً عميقة، ويمكن لمثل هذه الشهيّة أن تُشير إلى انخفاض الغلوكوز الذي يحدث عند الشعور بالجوع وإلحاح الدماغ على إصلاح الطاقة.
بما أنّ السكر يُمتصّ بسرعة ويفرز الناقل العصبي المعروف بالدوبامين الذي يسيطر على مراكز المكافأة والرضا في الدماغ، فإنّ الجسم قد يطوّر الإدمان على هذه المادة ويشتهيها باستمرار لإصلاح وضعه.
كذلك يمكن للشهيّة على السكر أن تحدث نتيجة تناول وجبة مشبّعة بالكربوهيدرات ومنخفضة بالدهون والبروتينات، ما يؤدي إلى ارتفاع الغلوكوز. أو ببساطة عقب استهلاككم الكافيين وشعوركم برغبة في الحصول على مذاق حلو.
اللحوم
عند الشعور برغبة مُلِحّة في تناول البرغر واللحوم، فإنّ الجسم قد يُنذركم بأمر جدّي. هذا النوع من الشهيّة قد يحدث بسبب عدم استهلاك بروتينات كافية، أو معاناة نقص في الفيتامينات B، أو انخفاض الحديد. كذلك يمكن للنساء خلال مرحلة الطمث أن يشتهين اللحوم أكثر من المعتاد، الأمر الذي قد يحدث بسبب تقلّبات الهورمونات ونقص الحديد أيضاً.
الشوكولا
بما أنّ الشوكولا غنيّ بالماغنيزيوم، فقد تشتهونه معظم الأحيان إذا كنتم تشكون من نقص فيه. من بين الوسائل الفعّالة لتعزيز جرعة الماغنيزيوم إستهلاك مأكولات صحّية ومليئة بالمغذيات كالمكسرات (كاجو، ولوز، وفستق)، والورقيات الخضراء (سبانخ، و«Kale»)، والموز، والفاصولياء، والأرزّ الأسمر، والعدس.
كذلك من المحتمل أنكم تشعرون بالكآبة أو الكسل بما أنّ الشوكولا يفرز الناقل العصبي «Phenylethylamine» الذي قد يؤثر في مستويات السكر وضغط الدم ويجعلكم أكثر يقظة. علماً أنّ المركّبات الموجودة في الشوكولا تفرز الدوبامين الذي يمنحكم سعادة كبرى يمكن أن يشتهيها الجسم.
الكافيين
في حال الشعور بتعب منتظم، فقد تشتهون الكافيين لتعزيز طاقتكم، الأمر الذي يعوق الـ«Adenosine» الذي هو عبارة عن مركّب مسؤول عن هذا الشعور بالإرهاق. المعلومة المهمّة عن مادة الكافيين أنها قد تخفّض في الواقع قدرتكم على تسجيل النكهات الحلوة، ما يعني أنها قد تساهم أيضاً في تعزيز الرغبة على المأكولات السكرية.
الملح
إذا كنتم تستعينون بمرشّة بالملح على كل الوجبات الغذائية، وتبحثون عن كيس التشيبس الأكثر غِنى بالملح، فإنّ الجسم قد يحاول إرسال إشارات عديدة لكم! يمكن للشهيّة على الملح أن تدلّ إلى الجفاف الناتج إمّا من التعرّق بسبب الطقس الحار، أو عدم شرب ما يكفي من المياه بانتظام، أو ممارسة الرياضة بكثافة وعدم تعويض السوائل.
كذلك يُحتمل أنكم تشكون من عدم توازن الإلكتروليات الذي قد يرتبط بالجفاف أو قد يرجع إلى قصور الغدّة الكظرية. لمعرفة السبب الفعليّ، لا بدّ إذاً من استشارة الطبيب لإجراء الإختبارات الضرورية والتوصّل إلى تشخيص دقيق.