IMLebanon

6 عوامل مسؤولة عن تعبكم الدائم 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

من الشائع جداً لوم نمط الحياة المشحون بالضغوط عندما يتعلّق الأمر بمعاناة الإرهاق، وهذا صحيح معظم الوقت. لكن إذا كنتم تشعرون بتعب متواصل وتتساءلون عن السبب، عليكم بدء التفكير في عوامل أكثر جدّية. فما هي؟إذا لاحظتم أنّ التعب لا ينفكّ عنكم، إمنحوا أنفسكم نحو 2 إلى 3 أسابيع لإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، كالنوم لساعات إضافية، وتقليص الأنشطة الإجتماعية، واستهلاك مزيد من المأكولات الكاملة، وشرب جرعات جيّدة من المياه، والحصول على «Multivitamin»، وخفض الكحول والكافين.

في حال استمرار أعراض الإرهاق بعد القيام بهذه التغييرات، يعني إذاً أنكم بحاجة إلى مساعدة مُحترفة، بما أنّ التعب المُفرط قد يُشير إلى حالة طبية أكثر جدّية يمكن معالجتها:

الأنيميا

التعب الناتج من الأنيميا عبارة عن نقص خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة والخلايا، وعندها قد تشعرون بالضعف وضيق التنفس. يمكن للأنيميا أن تحدث بسبب نقص الحديد أو الفيتامين، أو خسارة الدم، أو نزيف داخلي، أو مرض مُزمن كالتهاب المفاصل الروماتويدي، أو السرطان، أو قصور الكِلى. النساء في سنّ الإنجاب هنّ الأكثر عرضة للأنيميا المرتبط بنقص الحديد بسبب خسارة الدم أثناء الطمث واحتياجات أجسامهنّ لمزيد من الحديد خلال الحمل والرضاعة.

إلى جانب التعب معظم الوقت، فإنّ الأعراض تشمل الضعف الشديد، وصعوبة النوم، والعجز عن التركيز، وتسارع دقات القلب، وأوجاع الصدر، وآلام الرأس. كذلك فإنّ ممارسة أي تمرين بسيط، كصعود الدرج أو المشي لمسافات قصيرة، يمكن أن يسبّب التعب.

أمراض الغدّة الدرقية

عندما تخرج هورمونات الغدّة الدرقية عن السيطرة، فإنّ ذلك سيؤثر حتماً في عاداتكم اليومية. من المعلوم أنّ الغدّة الدرقية الموجودة في الجزء الأمامي من العنق تنتج الهورمونات التي تسيطر على الأيض، وبالتالي فإنّ فرط نشاطها يؤدي إلى تسريع الأيض، في حين أنّ قصوره يُبطئه.

يسبّب الفرط تعباً عضلياً وضعفاً، وهو ما يمكن ملاحظته بداية في الفخذين. كذلك فإنّ التمارين، كركوب الدرّاجة الهوائية أو صعود الدرج، تصبح أكثر صعوبة. أمّا الأعراض الأخرى فتشمل خسارة وزن غير مبرّرة، والشعور بالدفء طوال الوقت، وتسارع دقات القلب، وانخفاض انتظام الطمث وقصور مدته، وارتفاع العطش.

أمّا القصور فيسبّب التعب، والعجز عن التركيز، وأوجاع العضلات حتى أثناء القيام بنشاط بسيط. وتشمل العلامات الأخرى زيادة الوزن بسبب احتباس السوائل، والشعور بالبرد دائماً حتى خلال الطقس الحار، والإمساك، وحدوث الدورة الشهرية بشكل متواتر أكثر وبتدفّق شديد.

السكري

من المعلوم أنّ السكر، المعروف أيضاً بالغلوكوز، هو بمثابة وقود للجسم. وهذا يعني مشكلة بالنسبة إلى مرضى السكري من النوع الثاني الذين لا يستطيعون استخدام الغلوكوز بشكل صحيح، ما يسبّب تراكمه في الدم. من دون الحصول على طاقة كافية لضمان سير الجسم بشكل طبيعي، يتعرّض مرضى السكري غالباً للتعب الذي يُعتبر من بين الإشارات الأولى المُحذّرة.

وإلى جانب الإرهاق كل الوقت، يمكن مواجهة أعراض أخرى تشمل العطش المُفرط، والتبوّل المنتظم، والجوع، وخسارة الوزن، وتشوّش الرؤية.

الكآبة

عبارة عن مرض كبير يؤثر في طريقة النوم، والأكل، والمشاعر تجاه أنفسكم والآخرين. من دون الخضوع للعلاج، يمكن لأعراض الكآبة أن تدوم لأسابيع، أو أشهر، أو حتى أعوام.

اللافت أنّ الأشخاص لا يواجهون الكآبة بالطريقة ذاتها. لكن عموماً، إنها تسبّب انخفاض الطاقة، وتغيّرات في النوم وعادات الأكل، ومشكلات في الذاكرة والتركيز، والشعور بخيبات الأمل، وانعدام القيمة، والسلبية.

متلازمة التعب المُزمن

الأشخاص الذين يشكون من هذه المتلازمة يشعرون بإرهاق شديد وسريع، لدرجة أنهم يعجزون عن القيام بأنشطتهم العادية ويتعرّضون للتعب بسهولة بمجرّد بذل جهود ضئيلة. أمّا العلامات الأخرى فتشمل أوجاع الرأس، وتعب في المفاصل والعضلات، وضعف، وعدم القدرة على التركيز.

إنقطاع التنفس أثناء النوم

من المحتمل أنكم تعانون هذه المشكلة التي تعوق النوم إذا كنتم تشعرون بتعب بعد استيقاظكم، بغضّ النظر عن وقت الراحة الذي حصلتم عليه. في مثل هذه الحال، يُغلق مجرى الهواء العلوي لبضع ثوان، الأمر الذي يُنذر الدماغ بالاستيقاظ للتنفس مجدداً. يمكن للشخص الذي يعاني هذه المشكلة أن يتوقف عن التنفس عشرات أو حتى مئات المرّات في الليلة.

ويمكن الاستدلال إليه غالباً من خلال الشخير الذي يكون مُصاحباً عموماً بتعب في اليوم التالي. وبما أنّ انقطاع التنفس أثناء النوم قد يؤدي إلى أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية، من المهمّ الخضوع لاختبار مُخصّص له.