IMLebanon

“حزب الله” يرد على شروط الحريري بأخرى مضادة

ردت مصادر “حزب الله” عبر “المركزية” على شروط عودة الرئيس سعد الحريري عن قرار الاستقالة بالتأكيد “ان لا بحث في مسألة خروجنا من سوريا، واننا لن ننأى بأنفسنا الا عن نيكارغوا وكوريا الشمالية”، الا انها اعلنت في المقابل “اننا نذهب نحو طاولة حوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس السلاح وذلك بعد عودة الرئيس الحريري”.

ورفضت المصادر ما قاله الرئيس الحريري في معرض ردّه على اسباب الاستقالة بأنها اتت نتيجة “تراكمات” ممارسات “حزب الله” تجاه سياسة النأي بالنفس والامعان في خرقها خلافاً لما ورد في البيان الوزاري، مشيرةً الى “انها “املاءات سعودية لتبرير الاستقالة”، مستشهدةً “بتفاؤل الرئيس الحريري في الجلسة الاخيرة للحكومة قبل “سبت الاستقالة”، اذ تحدّث بإيجابية جداً عن إنجازاتها التي ستتوّج بإجراء الانتخابات العام المقبل وبان البلد مُقبل على ورشة مشاريع في مجالات عدة، من دون ان يغفل الاشارة الى نتائج محادثاته في السعودية، وتحديداً مع الملك سلمان، اذ نقل حرص المملكة على استقرار لبنان وإنتظام عمل مؤسساته وبانها ستواصل دعمها لبنان في شتى المجالات”.

وإقتناعاً منها بأن الرئيس الحريري “اُجبر” في السعودية على الاستقالة وبان الخروج من التسوية السياسية لم يكن وارداً في حساباته، كشفت مصادر “حزب الله” لـ “المركزية” “ان الرئيس الحريري واثناء زيارته الاولى للسعودية الاسبوع الماضي وبعد إلتقاطه “السيلفي” مع وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان سارع الى ايفاد احد اقرب المقربين اليه الى الضاحية للقاء مسؤولين في الحزب ناقلاً رسالة سياسية “ايجابية” لمنع المصطادين في الماء العكر من إعادة عقارب ساعة العلاقة بين “التيار” والحزب الى ما قبل التسوية، ومفادها ان لقاءه مع السبهان صاحب الخطاب الاكثر تصعيداً وتشدداً تجاه “حزب الله” لا يعني بتاتاً انه يوافق على ما يقوله وبانه سيقلب الطاولة على الحزب، لا بل العكس هو متمسّك بالتسوية الى ابعد الحدود، لأنها تجني “ثماراً” كثيرة، وان التفاهم هو الاساس في معالجة الملفات الخلافية”.

واضافت المصادر “بناءً على لقاء اقرب المقربين من الحريري اطمأنينا الى ان “قلب الطاولة” ليس وارداً، واذ نتفاجأ “لا بل صُدمنا” السبت باعلان الاستقالة التي لم يأتِ على ذكرها حتى في احلك الظروف التي مرّت خلال السنة الاولى للعهد، خصوصاً ان لا شيء في الافق السياسي يوحي بان الرئيس الحريري اصبح اقرب الى خيار الاستقالة، وهذا ان دل على شيء فالى انه “اُرغم” عليها وهذا لم يعد سراً. وتكفي قراءة لمضمون اعلان الاستقالة لنستنتج ان الرئيس الحريري الذي كان في بيروت قبل يومين يمدح بحكومته وإنجازاتها ويُعلن تمسّكه بالتسوية هو نفسه الذي يتلو بيان استقالة اشبه بـ”اعلان حرب”. هذه ليست من شِيَم الرئيس الحريري الذي نعرفه جيداً بغض النظر عن خلافاتنا السياسية العميقة معه”.

ولفتت الى “ان ظروف الحريري في الرياض ووضعه في “الاقامة الجبرية” لم يعد خافياً على احد، ومعظم البيانات التي صدرت عن وزارات خارجية الدول الغربية وحتى الولايات المتحدة الاميركية تضمّنت اما تلميحاً او في شكل مباشر اشارة الى وضعه وبانه ليس “حرّاً” في تحرّكاته”، معتبرةً “ان الضغط الدولي الدبلوماسي معطوفاً على التماسك الداخلي الذي قاده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري فعلا فعلهما في “لجم” الخطوة السعودية في فكّ اسر رئيس مجلس وزراء لبنان”.

ماذا بعد العودة المرتقبة للرئيس الحريري الى لبنان والمسار الذي سيسلكه المشهد السياسي بعدها، اجابت مصادر “حزب الله” “هناك احتمالان: اما ان يبقى على موقفه ومواصلة التصعيد واما ان يستكمل بخطابه “الهادئ” الذي اطل به مساء الاحد (الا اذا كان فعلاً هو من تكلّم في الاطلالة التلفزيونية) “الله اعلم” عندها نذهب نحو طاولة حوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس سلاح “حزب الله”، لكن في كلا الحالتين سيتم اجراء استشارات نيابية من المرجّح ان يُعاد تكليفه تشكيل حكومة جديدة من شبه المستحيل ان يتم تأليفها كما يرغب الرئيس الحريري بأن تكون غير تلك القائمة حالياً”.

اما عن “لبّ” الازمة وهي سياسة النأي بالنفس التي اصبحت شعاراً افرّغ من مضمونه، اوضحت مصادر الحزب “اننا ننأى بانفسنا عن نيكارغوا وكوريا الشمالية، وسألت “عن اي نأي بالنفس يتحدّثون وآلاف التكفيريين والارهابيين يتربّصون شرّاً ببلدنا وهم على مرمى حجر من لبنان؟ كيف انأى بنفسي عمّن يريد احتلال بلدنا؟ أارفع في وجهه “اعلان بعبدا” والقرارات الدولية؟ هذه المسألة مرتبطة بوجود لبنان ليس فقط بنا كـ “حزب الله” وشيعة بالتحديد، ونحن فضّلنا ان يرتفع شهداؤنا في سوريا بدلاً من لبنان، و”نعمة” الاستقرار التي نتحلّى بها في لبنان نتيجة وجودنا في سوريا”.

وختمت المصادر بالتأكيد “ان لا بحث في مسألة خروجنا من سوريا، والحل بالابقاء على التسوية الحالية القائمة على مبدأ اساسي وهو ترك المسائل الخلافية جانباً والانصراف الى معالجة المشاكل اليومية الحياتية التي تهمّ اللبنانيين كافة، والرئيس عون “مُقتنع” بهذا الموضوع”.