IMLebanon

ورقة “النووي” لسحب طهران من اليمن!

كشفت مصادر عربية في فرنسا لـ”المركزية” الى ان باريس تبدو متجهة للعب دور قد يفوق اهمية ذاك الذي كانت ستلعبه في سوريا، بوابته الازمة اللبنانية وهدفه اقليمي كبير يتمثل بجمع النقيضين المتخاصمين الرياض وطهران حول طاولة مستديرة تعقد في باريس التي تملك اكثر من ورقة ضغط يمكن ان تستخدمها لاصابة عصفوري الازمتين الاقليمية واللبنانية بحجر مبادرتها الحوارية.

وتقول المصادر ان المبادرة تنطوي على خريطة طريق ثنائية الهدف لانقاذ لبنان والمحافظة على استقراره عبر اعادة تفعيل المؤسسات لاسيما مجلس الوزراء من جهة واطلاق حوار بين المملكة العربية السعودية وايران يلجم التوتر ويفرمل الانزلاق نحو تدهور كبير قد يصيب المنطقة برمتها.

وفيما تشير المصادر الى ان وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الموجود في الرياض طرح المبادرة على المسؤولين السعوديين، منطلقا من وجوب تسهيل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان ليتمكن من سلوك الطرق الدستورية لتقديم استقالته، وتاليا فتح نقاش مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اقتراحات الحلول الممكنة لانهاء الازمة، وضرورة مساعدة السعودية لفرنسا في المبادرة لتتمكن من توفير ظروف عقد طاولة حوار سعودية- ايرانية على اراضيها بعد ترطيب العلاقات واعادتها الى لحظة ما قبل التصعيد الكبير.

وفي الموازة سيطلب لودريان من المسؤولين الايرانيين سحب مقاتلي حزب الله من اليمن كخطوة اساسية تساعد على انطلاق الحوار، بحيث تعمل فرنسا في حال نجحت في اقناع ايران بالخطوة، على توجيه الدعوة لعقد طاولة الحوار، خصوصا ان لديها ورقة قوية يمكن ان تستخدمها لحمل طهران على التجاوب، تتمثل بموقفها من الاتفاق النووي المخالف للاميركي الذي يدفع الرئيس دونالد ترامب في اتجاهه لالغاء الاتفاق النووي، وهو ما تعارضه الدول الاوروبية المعنية به وخصوصا فرنسا، بحيث توظف موقفها هذا لتضغط على ايران للقبول بالطرح، بدءا من سحب اذرعها العسكرية من اليمن كخطوة اولى على درب بدء الحوار باعتباره شرطا سعوديا لا رجوع عنه، وتاليا تخفيف التوتر في المنطقة والدفع نحو تسريع خطوات الحل بدءا من الازمة السورية، بحيث يتم التعاون الدولي الاقليمي لانجازه برعاية روسية اميركية ودور فرنسي ومشاركة اقليمية.

وتراهن فرنسا في هذا المجال، بحسب المصادر، على موقفها من ايران لجهة ضرورة الاعتراف بوجودها ودورها في المنطقة، المفترض ان يتم التشاور في شأنه مع الدول العربية بعد تبديل سياستها التوسعية وتصدير الثورة في اتجاه هذه الدول عبر الحرس الثوري وغيره من التنظيمات التي تحركها.