IMLebanon

الحريري قد لا يشارك في احتفال الاستقلال؟!

كتب ميشال نصر في صحيفة “الديار”:

فيما يترقب الجميع وصول الرئيس سعد الحريري الى فرنسا ومضامين الاتصالات والمشاورات التي سيجريها، رد الشيخ سعد على كل من قال انه محتجز في السعودية، عبر تغريدة على «تويتر» قائلاً: كل ما يشاع من قصص حول اقامتي ووضع عائلتي مجرد شائعات، في الوقت الذي تابع فيه الثنائي الوزاري السعودي السبهان – الجبير حملته الخارجية متخطيا وضع الحريري راسما سيناريوهات لمواجهة حزب الله مع الحلفاء.

فقد بات معلوما ان الوساطة الفرنسية لتهدئة الامور في لبنان  بعيد اعلان الحريري استقالته، لا تقتصر على حل لغز وضع الحريري في الرياض انما تخطت ذلك وصولا الى محاولة إيجاد قواعد جديدة تنظّم اللعبة السياسية الداخلية في المرحلة المقبلة املا في الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار الذي بدأ يهتز.

وبانتظار اللقاء المُرتقب تقول مصادر 14 آذار، لا يبدو ان «المبادرة» الفرنسية تقف عند حدود استقبال الحريري «كصديق»، اذ ان الطرف الفرنسي يعتزم عرض تصوره للمرحلة القادمة، بعد اتصالات جرت بكل من موسكو وواشنطن، اذ اشارت المصادر الى ان الساعات الماضية والتصعيد الذي شهدته خصوصا على جبهة بعبدا اجهض مسعى كان يقضي بتراجع الحريري عن استقالته مقابل عقد طاولة حوار جدية لمناقشة اسبابها، وتابعت بان الحريري لن تكون له تصريحات من فرنسا وان مدة اقامته قد تمتد لايام الى حين انتهائه من اجراء بعض الاتصالات بما فيها مع اطراف لبنانية.

وتكشف المصادر 14 آذار ان الموقف الفرنسي الجديد بعد الدخول الاميركي على الخط دفع بطهران الى التصعيد المفاجئ تجاه باريس التي ردت سريعا بابلاغ الايرانيين تأجيل زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى ايران تحضيرا لزيارة مرتقبة للرئيس ايمانول ماكرون، اذ تبين ان بنود المبادرة الفرنسية ذهبت ابعد مما كان حمله الموفد اللبناني سابقا الى باريس، لتشمل الى ما بات معروفا بالحفاظ على استقرار لبنان، تعهد حزب الله باعادة مقاتليه من جميع الساحات الاقليمية الى الداخل، وضمان رئيس الجمهورية اطلاق حوار جدي حول استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية تلحظ مستقبل سلاح حزب الله وهو ما رأت فيه الجمهورية الاسلامية رضوخاً للاملاءات السعودية ومحاولة غربية لتعويض المملكة في المضمون ما خسرته في الشكل.  علما ان الوزير باسيل اشار لاول مرة بان مسالة السلاح داخلية وتحل في لبنان،بعدما كان الموقف الرسمي السابق يتحدث عن ربط لهذا السلاح بالتسوية الاقليمية.

وتابعت المصادر في 14 اذار بان الاتصالات السابقة كانت توصلت الى تسوية تقضي بتسييرالحريري تصريف الاعمال حتى اجراء الانتخابات النيابية دون اي تنازلات سياسية، الا ان الاصرار السعودي وتوجه الوزير السبهان الى واشنطن قلب المعادلات،داعية في هذا الاطار الى ترقب ما يجري في العاصمة الاميركية من «طبخة»، خصوصا ان واشنطن ما زالت حتى الساعة بعيدة عن التدخل المباشر في الازمة، مكتفية بمواقف «رفع عتب»، مقدرة ان تشهد المرحلة المقبلة تصعيدا اميركيا مع بداية السنة على ابعد تقدير.

اوساط سياسية متابعة رات في ما جرى حتى الساعة انتصار لمحور الممانعة اللبناني الذي استطاع كسب الايام وتحويل المعركة الى قضية تحرير الحريري من المعتقل، مسجلا نقطة على المملكة، وان بقي «الانتصاران» خارج اللعبة السياسية، التي ستبدأ مع تقديم الرئيس الحريري للاستقالة فعليا ووفقا للاصول المرعية الاجراء، معتبرة ان الاسابيع والاشهر القادمة لن تكون سهلة والمواجهة ستكون الى تصاعد على اكثر من صعيد اولها وطني، وثانيها داخل الطائفة السنية وضمن كتلة المستقبل لايجاد الوريث السياسي للحريرية السياسية، آملة ان يبقى القرار الدولي ثابت على عدم ضرورة تفجير لبنان، لان كل حديث عن مظلة دولية – اقليمية واقية للاستقرار اللبناني بعيد عن الواقع، بحسب ما يلمس زوار عواصم القرار،مستبعدة ان يشارك رئيس الحكومة في احتفال عيد الاستقلال، داعية الى عدم التعويل على الموقف اللبناني الاحد في اجتماع وزراء الخارجية العرب اذ انه بات معروفا الاتجاه الذي تسير باتجاهه الامور.