IMLebanon

كيف توقفون الطفل عن قضم أظافره؟

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

إنه الطفل الصغير، بدأ فجأةً يأكل أظافره، وهو يرفض الامتناع عن هذه الحركة التي تحوّلت إلى عادة. الوالدان قلِقان، ولكن ما العمل؟

«توقّفْ عن أكلِ أظافرك»، جملة يردّدها الأهل على مسامع الطفل بشكل كثيف، وكلّ ما رأوا أصابعَه في فمه. هل تكفي هذه الملاحظة لردع الطفل عن أكل أظافره؟ وهل هي فعّالة؟

الأسباب

«إذا عُرف السبب بطلَ العجب». بدل أن تتعجّبوا وتقوموا بزجرِ الطفل، لِماذا لا تحاولون معرفة الأسباب الكامنة وراء تعلّقِه بأكل أظافره؟

تؤكّد الاختصاصية الفرنسية في شؤون الأمّهات والأطفال ساندرين دوري أنّ الأسباب وراء ميلِ الطفل إلى أكلِ أظافره عديدة، وأبرزُها شعوره بالقلق وعدمِ الأمان جراء تغيّرات طرأت على حياته اليومية وغيّرَت من مسارها الروتيني، كالعودة إلى المدرسة بعد الفرصة، ولادة أخٍ أو أخت، توقّف الوالدِ عن العمل، استخدام مربّية جديدة… حتّى تغيّرات الحياة الطبيعية بنظر الأهل قد تكون مفصلية بالنسبة للطفل فتشوّش نظامَه الاعتيادي ويُعبّر عن عدم توازنِه واضطرابه جراءَها بأكل أظافره.

أيضاً، لا يغِبْ عن بالكم أنّ الطفل قد يتعلّم هذه العادة من أحد أصدقائه الصغار أو أحد الراشدين من حوله، إذ إنه يقلّد ما يراه. ولكن، يؤكّد الخبراء أنّ اتخاذ الطفل هذه العادة عبر تقليدِ الآخرين قد يُسهّل عليه التخلّي عنها.

ماذا تفعلون؟

لمواجهة هذه العادة تنصَح دوري الأهل أوّلاً بتقليم أظافر الطفل وقصّها بشكل قصير، وتشجيعه أيضاً على غسلِ يديه بانتظام حفاظاً على نظافته.
ولا تهمِلوا التحدّثَ مع طفلكم لمعرفة ما يَجول في خاطره ويُقلقه ويدفعه إلى أكلِ أظافره.

ربّما سلوكه هذا ينبع من عدم قدرته على التعبير عن ما يزعجه، فهو قد لا يرتاح لمدبّرةِ المنزل أو جليسةِ الأطفال، أو يتعرّض للضغوطات في الحضانة، أو تشاجر مع أحد أصدقائه…. عندما يصغي الأهل لطفلهم باهتمام ساعين إلى إيجاد الحلول لمصادر خوفِه سيرتاح من عبء مشكلات تُثقل كاهله وتزعجه، ما يحرّره من قلقه الدافعِ الأوّل لأكله أظافره.

أيضاً، أخبِروه عن أحدٍ في محيطتكم كان يأكل أظافره وتوقّفَ عن هذه العادة، فذلك سيريحه ويشجّعه، ويُفهمه أنه لا يمارس هذه العادة وحده وأنّ التخلّص منها متاح.

وإذا باتت هذه العادة تسيطر على حياته وتمنَعه من التركيز على نشاطات أخرى قدِّموا له البدائل التي تلهيه ومنها الذهابُ لشراء دمية Peluche يلعب بها ويُحرّكها على هواه، أو اقترِحوا عليه متابعة الرسوم المتحرّكة على التلفزيون… أو ممارسة الأعمال اليدوية ومنها الرسم والتلوين واللعب بالمعجون pâte à modeler…

تجنّبوا هذا السلوك

لا يُخفى على أحد أنّ أكلِ الطفلِ لأظافره غالباً ما يُزعج الأهل، ولكن من الأفضل أن لا يلاحقوه بشكل يزعِجه مردّدين على مسامعه: «لا تأكل أظافرَك»، «انزَع يدك من فمك». تسليط الأهل الضوءَ على هذه العادة السيئة طوال الوقت لن يفيد الطفل، بل بالعكس، قد يجلب نتائجَ عكسية، ومجرّد منعِه عن هذه الحركة سيزيد حاجته لممارستها.

أيضاً لا يجب إحراج الطفل وتوجيه الملاحظات له في العلن، أو السخرية منه أو تقليده للتأكيد له أنّ حركاته سيئة وبشعة وغير ملائمة، فذلك يَهينه ويضرّ تطوّرَه النفسي والعاطفي.

كما أنّ طلاء أظافرِ الطفل بطعمٍ مرّ لإجباره على عدمِ أكلِها قد يكون غيرَ فعّال، خصوصاً إذا شعر الطفل أنّ الهدف هو مقاصصتُه. في المقابل الاتفاق مع الطفل على عدم أكلِ أظافره قد يَحمل نتائج جيّدة.

هل الأمر مقلِق؟

يُذكر أنّ هذه العادة ليست مُرعبة كما أنّها لا تؤشر إلى اضطرابات خطيرة لدى الطفل. هي لا تعني أنه يعاني عدم الاتّزان النفسي أو اضطرابات نفسية. الأطفال يُعبّرون عن قلقهم من الحياة اليومية بطرقٍ عديدة، منها مصُّ الأصابع أو أكل الأظافر… هم ينتهجون هذه العادات البسيطة ليسيطروا على قلقِهم الطبيعي وللتعبير عن شعور عابر بعدم الأمان أو التعصيب.

لكن، استمرار تعلّقِ الطفل بأكلِ أظافره لفترةٍ زمنية طويلة وإصراره إلى حدّ إنزال الدماء من أصابعه يُنذر بتفاقمِ هذه العادة وسيطرتها على الطفل. لا تتردّدوا في هذه الحال باسشتارة طبيب الأطفال. هو قد يؤثّر على صغيركم ويدفعه إلى تغيير سلوكه ويساعدكم على اكتشاف الأسباب الكامنة وراء أكلِه لأظافره وربّما يوجّهكم إلى اختصاصي في علم النفس إذا قضت الحاجة.