IMLebanon

مشاورات بعبدا… الطبخة ليست جاهزة بعد!

اوضحت مصادر رسمية لصحيفة «الحياة» إن الرئيس ميشال عون استمزج آراء القيادات التي التقاها في بعبدا في العناوين الآتية: ضمان الاستقرار السياسي والتزام اتفاق الطائف وتطبيق النأي بالنفس والعلاقة مع الدول العربية.

وأوضحت المصادر أن المشاورات انتهت إلى تفاهم على صيغة تحتاج إلى استكمال الاتصالات حولها، لا سيما في شأن «حدود النأي بالنفس وهامشه»، وسيواصل رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري المشاورات حولها خلال وجود الرئيس عون في إيطاليا بدءاً من الأربعاء حتى الجمعة.

وذكرت مصادر معنية لـ «الحياة» أن الرئيس بري سيقوم باتصالات مع «حزب الله» في شأن الصيغة المتعلقة بالنأي بالنفس.

وقالت مصادر عدة لـ «الحياة» إن إرجاء استكمال المشاورات إلى ما بعد عودة عون من سفره يدل على أن هناك أموراً عالقة تتطلب المزيد من الاتصالات، خصوصاً أن إشارة البيان الرئاسي إلى أن أي صيغة ستطرح على المؤسسات الدستورية، تحمل تفسيراً بأنه إذا كان هناك من تعديل أو إضافة على البيان الوزاري للحكومة، فإن الأمر يحتاج إلى إقراره في مجلس الوزراء ومن ثم في البرلمان.

كما رجحت هذه المصادر لـ «الحياة» أن يكون الرؤساء الثلاثة ينتظرون نتائج الاتصالات الخارجية الجارية مع الجانب الإيراني كي يسهل الصيغة التطبيقية لمبدأ النأي بالنفس وابتعاد «حزب الله» من التدخلات في عدد من الدول العربية. ولخصت مصادر مطلعة على نتائج المشاورات حصيلتها بالقول إن «المدعوين إلى الوليمة حضروا جميعاً، لكن الطعام لم يكن جاهزاً بعد».

وكان هدف المشاورات، وفق مصادر مقرّبة من بعبدا، معرفة مفهوم الكتل الممثلة في الحكومة وغير الممثلة فيها لمفهوم النأي بالنفس، «فهناك قراءتان مختلفتان لهذا المصطلح. منهم من يعتبر أن النأي بالنفس يجب أن يطبق في الخلافات العربية-العربية ومنهم من يعتبر أن النأي بالنفس يجب أن تطبق في الخلافات العربية- الإقليمية».

وقالت المصادر إن عون سأل في لقاءاته الثنائية مع رؤساء الكتل وممثلين عنها: «ما مفهومكم للنأي بالنفس وما رأيكم بالحكومة؟ هل تريدونها أن تستمر أم تتعدّل أم تريدون تأليف حكومة جديدة؟ وما رأيكم باتفاق الطائف ومكافحة الإرهاب ومواجهة إسرائيل؟ ليقوم بعدها بجوجلة الأفكار وإطلاع الحريري على الأجوبة ليفكرا سوية ماذا سيفعلان».

وكشَفت مصادر مطّلعة على جوّ المشاورات لصحيفة «الجمهورية» أنّ عون فتح التشاور على أسئلة: هل تريدون استمرار الحكومة؟ ما هو موقفكم من النأي بالنفس؟ كيف تواجهون إسرائيل والإرهاب وخصوصاً القادم من سوريا؟

فكان إجماع على هذه النقاط التي انطلقت منها دوائر القصر الجمهوري للتأكيد على الأجواء الإيجابية والبنّاءة واستكمال المشاورات لتذليل العقبات أمام ما يعيق مسيرةَ النهوض مع الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي».

وأشارت مصادر بعبدا إلى أنّ المشاورات ركّزت على 4 نقاط أساسية: الحكومة، الطائف، النأي بالنفس والعلاقات العربية. وقالت «إنّ نتيجة المشاورات لم تكن سلبية في ما خَص عنوان «النأي بالنفس»، بحيث كان هناك إجماع على انّ الخطر الاسرائيلي لا تهاوُنَ فيه، كما أنّ لبنان لا يمكن ان ينأى بنفسه عن محاربة الإرهاب».

ونَقل فريق 8 آذار أفكاراً موحّدة حول استحالة النأي بالنفس عن سوريا التي تَربطها حدود مشتركة مع لبنان. أمّا الدول البعيدة فيمكن «النأي بالنفس» عنها. وفي ما خَص العلاقات مع الدول العربية كان إجماعٌ على الحفاظ عليها مع طلبِ بعضِ الفرقاء وقفَ الحملات.

ولفتَت المصادر الى انّ عون حرصَ على تدوين كلّ الملاحظات خطّياً واتّفقَ مع بري والحريري على ان يُجريا مشاورات أثناء غيابه عن البلاد تُستكمل عند عودته الجمعة من روما، من أجل توفير موقفٍ جامع حول النقاط المختلَف عليها وإيجاد صيغة للتعبير عنها».

وقالت مصادر مواكبة للمشاورات إنّ عون عبّر أمام بري والحريري عن ارتياحه للمسار الذي دارت فيه المشاورات، وللأجواء الايجابية والانفتاحية التي سادتها، وعبّرت عن شعور عام لدى الجميع، بالحاجة الى كلّ ما يعزّز استقرار لبنان، والنأي به عن أيّ توترات، أياً كان مصدرها، سواء من الداخل أو الخارج.

وبحسبِ المعلومات فإنّ الأجواء الإيجابية، ظاهرة تماماً في بعبدا وعين التينة وبيت الوسط. وقد لمِست بوضوح خلال اللقاء الرئاسي الثلاثي بعد المشاورات، حيث أطلعَ عون بري والحريري على «النتائج المبشّرة بانفراج»، استناداً إلى أنّ معظم الآراء كانت إيجابية، مع تسجيل تمايزٍ عبّر عنه رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل.

وتضيف المعلومات أنّه في نهاية اللقاء الثلاثي، سألَ رئيس الجمهورية بري والحريري عمّا إذا كانا سيصرّحان بعد اللقاء، فردّ برّي: طبعاً.. تفاءَلوا بالخير تجدوه». وهو ما أكّد عليه لدى خروجه مع الحريري، فيما صرّح رئيس الحكومة بابتسامة معبّرة، بقوله للصحافيين: ألا ترون حجم ابتسامتي؟

وبحسب المعلومات، فإنّ فكرةً طرِحت بموازاة لقاء بعبدا، تقول بـ«خير البِرّ عاجلُه»، أي الشروع فوراً في إخراج التفاهم الجديد، وإعلانه اليوم أو غداً أو بعده، إلّا أنّ مانعاً أساسياً يَحول دون ذلك، ومتعلّق بارتباط رئيس الجمهورية بزيارة إلى روما، التي قد يَبقى فيها لثلاثة أو أربعة أيام، الأمر الذي أجّلَ إعلانَ التفاهم إلى الأسبوع المقبل.