IMLebanon

ماذا تُخبّئ ضيافات العيد من فوائد وكالوري؟

تقرير سينتيا عواد في صحيفة الجمهورية:

إنه شهر الأعياد والمناسبات السعيدة التي ينتظرها الجميع كباراً وصغاراً بفارغ الصبر، لكنه أيضاً ومن دون شكّ الأكثر اكتظاظاً بالمأكولات، خصوصاً الحلويات التي تصعب مقاومة مذاقها اللذيذ. لكن هل تعلمون ما هي الضيافة الأنسب لصحّتكم ورشاقتكم؟

قالت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، لـ«الجمهورية» إنّ «العديد من الأشخاص لا يفكّرون في صحّتهم أولاً عندما يشترون ضيافات عيدَي الميلاد ورأس السنة، إنما يبحثون تحديداً عن المذاق الألذّ، متجاهلين الكمّ الهائل من السعرات الحرارية التي يُدخلونها إلى أجسامهم، والأضرار الصحّية التي قد يتعرّضون لها».

سواءٌ كنتم تريدون شراء ضيافات عيد تملك قيمة غذائية عالية ومنافع صحّية ملحوظة، أو لا تعلمون أيَّ أصناف عليكم اختيارها والأخرى التي يُستحسَن تجنّبها أثناء زيارتكم أفراد العائلة والأصدقاء لمُعايدتهم، ما عليكم سوى الأخذ في الاعتبار الوقائع التالية التي كشفتها خبيرة التغذية:

الزبيب

يتميّز بفوائد كثيرة أهمّها محاربة الإمساك لغناه بالألياف، والتحصين ضدّ السرطان لاحتوائه نسبة عالية من مضادات الأكسدة، جنباً إلى محتواه العالي بالبوتاسيوم الذي يجعله مفيداً لمرضى الضغط المرتفع.

ناهيك عن أنه يحارب فقر الدم لاحتوائه الحديد والفيتامين B، ويقوّي النظر بفضل مادتي البوليفينول والبيتاكاروتين والفيتامين A، ويحافظ على عظام صحّية نظراً إلى وجود الكالسيوم وحامض الـ«Oleanolic».

لكنّ المشكلة الوحيدة في الزبيب تكمن في غناه بالسعرات الحرارية بسبب مذاقه الحلو، لذلك يجب الإنتباه إلى الكمية المستهلكة في حال اتّباع حمية غذائية للتخلّص من الكيلوغرامات الزائدة.

الجوز

مفيد جداً للصحّة بما أنه غنيّ بالدهون الصديقة للقلب والشرايين، كالأوميغا 3 والدهون الأحادية غير المشبّعة كحامض «Oleic». أثبتت الدراسات أنّ تناول الجوز بانتظام وباعتدال يقلّل مستويات الكولسترول السيّئ (LDL) ويحسّن نظيره الجيّد (HDL).

جنباً إلى قدرته على الحماية من أمراض القلب، وتعزيز صحّة العظام، ومكافحة الإلتهاب، الوقاية من السرطان، والحفاظ على بشرة نضرة نظراً إلى الكمّ الهائل من الفيتامين E المتوافر فيه، والمساعدة على النوم بفضل هرمون الميلاتونين. لكن على غِرار الزبيب، يجب الحذَر عند تناوله لغناه بالوحدات الحرارية، بحيث إنّ كل 30 غ تحتوي 200 كالوري.

الفاكهة المجفّفة

مهما كان نوعها، إنها مليئة بالألياف وخالية من المياه، ما يعني أنه يمكن الحصول على نسبة ألياف أكثر في الكمية ذاتها من الفاكهة الطازجة. كذلك تُعتبر مصدراً جيداً لأهمّ الفيتامينات والمعادن، إذ إنّ استهلاك كمية ضئيلة منها كفيل بتزويد الجسم بمغذّيات عالية.

لكنّ هذه القيمة العالية تُقابلها كالوريهات مرتفعة، لذلك يجب الانتباه إلى الكمية. المطلوب إذاً استهلاكها باعتدال تفادياً لكثرة السعرات الحرارية، جنباً إلى الحرص على اختيار الأنواع التي تخلو من السكر المُضاف خصوصاً أنها في الأساس غنيّة بالسكر.

المغلي

إضافةً إلى الأرزّ، يتألّف هذا النوع من الحلويات من الكراويا المفيدة للجهازَين الهضمي والمناعي بحيث إنها تحمي من الفيروسات خصوصاً في الشتاء، وتخفّض ارتجاع المري، وتساعد في حالات أمراض المعدة والقولون.

جنباً إلى القرفة الغنيّة بمضادات الأكسدة والتي تؤثر إيجاباً في المعدة والسكري والقلب. يُستحسَن استخدام السكر اللايت بدلاً من العادي بهدف تقليص مجموع السعرات الحرارية، والحرص على وضع كمية معتدلة من المكسّرات النيّئة التي تُضيف إلى المغلي مذاقاً مُقرمشاً وقيمةً غذائية لا تُثمّن.

الملبّس والليكور

كل حبّة من الملبّس المحشوّ باللوز تزوّد الجسم بـ25 كالوري، علماً أنّ هذا الرقم يكون أعلى في الملبّس بالشوكولا. غير أنّ ما يجمعهما هو السكر والسعرات الحرارية الفارغة، لذلك يُنصَح بتفاديهما كلّيا.

أمّا بالنسبة إلى الليكور، فكل 30 ملل يحتوي نحو 100 كالوري. وبما أنه يتضمّن نسبة عالية من السكر إلى جانب الكحول، يُفضّل الاستغناء عنه لأنه يرفع مجموع الوحدات الحرارية من دون الانتباه، كما أنه يخلو من المنافع الصحّية والغذائية.

الشوكولا

يشتهر بفوائد جمّة شرط إذا تمّ اختيارُ النوع الأسود الذي يحتوي 70 في المئة كحدّ أدنى من الكاكاو. إنه غنيّ بمعادن البوتاسيوم والحديد والزنك، ومجموعة فيتامينات خصوصاً الـB، وقد ثبُت أنه مفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، والكولسترول السيّئ، وتحسين المزاج. يمكن تحضيره في المنزل بطريقة صحّية مع إضافة إليه قليل من المكسرات، لكنّ المهمّ الابتعاد من الشوكولا الغنيّ بالسكر والكالوريهات الإضافية.

الـ«Bûche»

يبقى حاضراً طيلة فترة العيد، لكن بما أنّ كل قطعة منه تحتوي نحو 350 كالوري، يُستحسَن إذاً الإكتفاء بتناوله ليلة العيد وفي اليوم الثاني ثمّ حذفه نهائياً من الغذاء. من جهة أخرى، يمكن تحضير كايك العيد في المنزل، أي ما يُعرف بالـ«Christmas Cake»، بما أنه صحّي أكثر من الـ«Bûche» لاحتوائه مكوّنات صحّية تُغني عن الحاجة إلى الكريما، كالفاكهة المجففة والزبيب واللوز.

القهوة

صحيح أنّ وجودها لا يقتصر على هذه الفترة فقط، لكن بما أنّ الزيارات الإجتماعية والعائلية تكثر بدافع المُعايدة، فلا بدّ من تسليط الضوء سريعاً عليها. تشتهر القهوة باحتوائها جرعة مرتفعة من مادة الكافيين الغنيّة بمضادات أكسدة تساعد على تعزيز عملية الأيض، لذلك لا مانع من الحصول على 3 فناجين في اليوم، والأفضل شربها من دون سكر.

وأخيراً علّقت الغزال بالقول إنه «من المهمّ جداً التمسّك دائماً بنمط صحّي خصوصاً خلال فترة الأعياد. بالتأكيد يمكن الخروج عن المألوف أحياناً ولكن من دون المبالغة».

ونصحت بـ«تفادي كل ما يحتوي سكّريات مُضافة، والحرص على زيادة الحركة لأنّ كمية الأكل سترتفع تلقائياً وبوحدات حرارية أعلى. جنباً إلى شرب المياه بانتظام لضمان ترطيب جيّد، والتأكّد من الحصول على وجبات فطور وغداء وعشاء صحّية، أي الاستغناء عن الأطعمة التي يمكن تناولها يومياً، كالمنقوشة والكرواسان، وتفضيل تلك المفيدة التي تكثر فقط في هذه الفترة المجيدة من كل عام».