IMLebanon

إحموا أولادَكم على الإنترنت في فترة الأعياد

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
من المهم في فترة الأعياد الحفاظ على حسن سلوك الأولاد على شبكة الإنترنت وعدم دخولهم مسائلَ محظورةً في عالمٍ أصبحت فيه التكنولوجيا جزءاً لا يتجزّأ من حياة كل طفل.

كثيرة هي منافع الأجهزة الذكية التي يمكن أن يستفيد منها الأولاد، ومنها للتواصل مع أولياء أمورهم، أو مشاركة بعض الفيديوهات والصور مع أصدقائهم، أو البحث عن بعض المعلومات على الإنترنت، أو التواصل عبر برامج الدردشة والمواقع الإجتماعية.

لكن في المقابل، يمكن أيضاً من خلال هذه الأجهزة الوصول الى مواد عنيفة وجنسية وصور إباحية قد تتسبّب مع الأيام بمشكلات نفسيّة للأولاد، أو حتى الى دردشات مع أشخاص غير معروفين يمكن أن تؤدّي الى دخول الأولاد عالمَ المخدّرات وإغرائهم وإبتزازهم جنسياً.

لذلك، تقع على أهاليهم مسؤولية كبيرة في كل فترات السنة وخصوصاً في فترة الأعياد حيث تكثر الهجمات الإلكترونية، تبدأ من توعيتهم وتمرّ بمراقبة نشاطاتهم حتى لو إضطروا إلى اللجوء لبرامج المراقبة الأبوية، لتصل حتى الى منعهم من إستخدام الهاتف.

دور الأهل

إنّ الطريقة الصحيحة لحماية الأولاد من مخاطر الأجهزة الذكية والإنترنت، هي جعلهم يدركون أولاً أنّ أهلهم يهتمّون بهم ويتابعونهم دائماً. من هنا، يجب توعية الأولاد على المخاطر المختلفة التي قد يواجهونها بسبب سوء إستخدام التكنولوجيا. كذلك، على الأهل تخصيص وقت للأولاد للسماح لهم بإستخدام الهاتف أو أيِّ جهازٍ ذكي آخر، والحرص على عدم تجاوزهم هذا الوقت.

مراقبة الأجهزة

إذا لم ينجح الأهل في توعية أولادهم على مخاطر الأجهزة الذكية وأهوال الإنترنت، وإذا أدركوا أنّ هناك أمراً غير طبيعي يحصل، فيمكن في هذه الحال اللجوء إلى مراقبة الأجهزة الذكية الخاصة بالأولاد من دون معرفتهم بالأمر، وذلك من خلال تثبيت برامج الرقابة الأبويّة على هواتفهم النقالة.

وتسمح هذه البرامج التي تعمل بنحوٍ خفيّ بالكامل، ولا تظهر حتى في لائحة البرامج المثبتة على الأجهزة، بمراقبة نشاطات الأولاد عن قرب، حيث تمنح الأهل رقابةً كاملة على نشاطات الأولاد، كتسجيل المكالمات ومراقبة الرسائل الواردة والمرسَلة ومراقبة الرسائل الإلكترونية، ومواقع الإنترنت التي يزورونها، والأسماء، وسجلّات الإتصال، إضافة إلى مراقبة كل ما يحصل من خلال الجهاز على مواقع التواصل الإجتماعي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ المراقبة هذه تندرج في إطار تربوي بحت، وهي لا تندرج في إطار الحضّ على المراقبة والتجسّس، وذلك حفاظاً على عدم إنتهاك حرّيات الأفراد وخصوصياتهم.

دور المدرسة

في ظلّ الإنتشار الهائل للأجهزة الذكية وتطوّر وسائل التواصل، أصبح لا بدّ أيضاً من إدراج برامج توعية إلكترونية شاملة للطلاب في المدارس، تهدف الى تعريف الطلاب بمخاطر العالم الرقمي عند سوء إستخدام التكنولوجيا، وكيفية حماية أنفسهم، وحضّهم على التبليغ عن أيِّ إبتزاز أو إنزعاج إلكتروني قد يتعرّضون له.