IMLebanon

لبنان سويسرا الشرق بفواتير بعض المطاعم!

كتبت منال أيوب في “الديار”

“ممتع” هذا الأمر، عندما يقرّر الشخص الذي لا يقدر أن يسافر، ولا حتى أن يأكل في المطاعم أكثر من مرتين في الأسبوع، ولا يمكنه لقاء الرّفاق كل يوم للقيام بمشاريع ونشاطات… لأن دخله محدود، ولو لم يفعل ذلك، لما كان قادراً على توفير الحاجات الأساسيّة.

“ممتع” أيضاً أن يذهب بمناسبة الأعياد للتّرفيه وكسر الرّوتين اليومي إلى وسط المدينة مثلاً في بيروت، ليستمتع بالزينة وليشعر بأنّه سافر إلى منطقة رائعة بالفعل، حيث كل الأمور منظّمة والشّوارع نظيفة.

“ممتع” أيضاً أن يجلس في أحد المطاعم، ليطلب “البرغر” ويُسأل إذا كان يريد زيادة البطاطا… إلى شبه البرغر التي تكون بحجمها “الولادي” غير كافية لسدّ الجوع بعد التجوّل لساعات في أسواق المدينة.

“ممتع أيضاً، أن يدفع 25 ألف ليرة لبنانية، لأنه طلب البرغر مع البطاطا. أمر قد لا يستغربه البعض، لأنهم إما تعوّدوا على هذه الأسعار المرتفعة، أو ربّما لأنّهم من الأغنياء أصحاب المال والجاه لا يأبهون ولا يسألون أصلاً، أو ربّما لأنّهم لا يفكّرون في إدارة المصروف ليتمكّنوا من الإستفادة من الراتب بطريقة متوازنة.

أما الفقير، أو الشّخص الذي يرى أن “الليرة” لا تزال لها قيمة، والذي يعرف أنه يمكن أن يحصل على “البرغر مع البطاطا” بكلفة لا تتعدّى ال 10 آلاف ليرة لبنانية أو ربّما أقلّ، في أماكن أخرى نظيفة وجيّدة وسريعة… سوف يُصدم بالسّعر العجيب، بأسعار غير معقولة في بعض المطاعم اللبنانية.

هذا الفرق غير مسموح، فهل من دولة ووزارات تراقب الأسعار؟ وتراقب الفرق بينها وبين المطاعم الأخرى؟ هل للجودة والطّعم دور في هذا الفرق الكبير؟ فما هي معايير الجودة التي تؤدّي إلى زيادة السعر؟ أليست كل المواد الغذائية في لبنان مماثلة؟

مخجل هذا الأمر، لأن الدولة لا تراقب، ولا تراعي ظروف الفقير الذي يحبّ أن يقوم ولو لمرّة في السنة بتجربة الغني، ويمكن أن تكون ال 25 ألف هي ما تبقى معه من الرّاتب، فهل من عدل في هذا الوطن؟

لنحضّر البرغر في المنزل، ولنأخذها “زوّادة” على الظّهر، هذه هي المراحل المقبلة في وطن يرجع إلى الوراء، بأسعاره التي لا تزال تؤمن بأن لبنان “سويسرا الشرق”. لبنان هو لبنان مثل أي دولة، وعلى الأسعار أن تكون معتدلة ومناسبة مع متوسط الدخل لتتمكن كل الطبقات من العيش بمساواة!