IMLebanon

لهذا ارتفعت أسعار الخضار وهكذا ستنخفض

كتبت مريام بلعة في “المركزية”:

اعتباراً من الخميس المقبل، ستبدأ أسعار الخضار والحشائش بالنخفاض التدريجي لتعود إلى معدّلها الطبيعي بل أقل من ذلك، وتصل إلى 40 و60 ألف ليرة في “أسواق الجملة” لا في “سوق المفرَّق”… هذا ما يؤكده رئيس تجمّع المزارعين في البقاع ابراهيم ترشيشي لـ”المركزية” في معرض عرضه أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار في الأيام الأخيرة.

ويعزو هذا الانخفاض، إلى عاملين اثنين: الأول، ارتفاع حرارة الطقس في الأيام المقبلة كما هو مرجَّح، إذ يُتوقَّع أن تصل درجة الحرارة يوم الخميس المقبل إلى 27 درجة على الساحل، الأمر الذي يزيد من معدل الإنتاج بما يلبّي الطلب المرتفع على الخضار والحشائش حالياً. أما الثاني فيتمثل في تهافت أخواننا الملسمين على شرائهما في الأيام الأولى فقط من شهر رمضان، ثم يعودون إلى الوتيرة الطبيعيّة.

من هنا ينصح المواطنين بأن “يقصدوا الأسواق العامة والشعبية حيث الأسعار معتدلة ولا يتقاضى التجار فيها أرباحاً مضاعَفة. أما في محال الـ”سبعة نجوم” فالأسعار مرتفعة طبعاً نظراً إلى ارتفاع كلفة الإيجار، واليد العاملة، والنقل، وحملة التسويق…إلخ”.

ويوضح ترشيشي أن ارتفاع الأسعار حالياً، يعود إلى “تراجع معدل الإنتاج بفعل الصقيع والطقس البارد – الذي أشرف على نهايته وبدأ بالتحسّن – قابله الطلب الكبير والتهافت على شراء المنتجات الزراعية في زمن الصوم، ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار”، إذ يُشير إلى أنه “في حلول الصوم عند المسيحيين والمسلمين يرتفع منسوب الطلب على الخضار والحشائش، وبالتالي ينخفض الطلب على اللحوم بشكل ملحوظ وتتراجع حركة ريادة المطاعم وينصبّ الاهتمام على تحضير أطباق الخضار والحشائش في المنازل”،

مشكلات القطاع الزراعي..
في المقلب الآخر، يستخلص ترشيشي من الواقع الزراعي الراهن، مشكلات عديدة يواجهها المزارعون، وفي طليعتها:
– مشكلة زراعة القمح، فيقول: زرعنا القمح للسنة المقبلة بـ”الإكراه”، علماً أنه لا يزال هناك أكثر من 20 و25 ألف طن من القمح لدى المزارعين لا يقل ثمنهم عن مليون دولار، مَرميّة في عنابر غير مهيّأة لتخزين القمح، فيما يتهافت التجّار على شراء القمح من الخارج مع ما يتردد عن وجود شحنة قمح عفِنة منتهية الصلاحية تم إدخالها إلى الأسواق اللبنانية وأطعموها للبنانيين “بدون رفّة جفن”، بعدما أخضعوها لفحوصات داخل مختبرات استخدمت معايير تناسب محتوى الشحنة! في حين أن القمح اللبناني العريق النظيف الطازج منتوج السنة من عرق الفلاحين، لا يزال مَرمياً في المستودعات… فكان الحَري بالدولة أن توجّه التجّار إلى استخدام القمح اللبناني لا القمح المستورَد المدعوم…

– مشكلة التصدير الزراعي: “إنه ليس بخير إطلاقاً” بحسب ترشيشي، “فالأسواق السعودية مُقفلة أمام الصادرات الزراعية اللبنانية، كما أن طريق الترانزيت قبل المملكة العربية السعودية وصولاً إلى الدول العربية مُقفلة أيضاً، كل ذلك معطوف على الوضع الأمني الخطير في البحر الأحمر حيث لا تستطيع البواخر التوجّه إلى مياهنا لتحميل البضائع اللبنانية كما يجب، بعدما كانت تأتي ثلاث مرات في الأسبوع لتحميل ثلاث بواخر من المزروعات اللبنانية.

“الصرخة المدوّية في 1 أيار المقبل” يحذّر ترشيشي، طالباً “كما اللبنانيين أن تنفرج الأوضاع وتنتهي الحرب ويعمّ السلام في المنطقة وجنوب لبنان، كي يتشبث المزارع بأرضه ويقطف منتوجه تعويضاً عن الأكلاف التي تكبّدها”.