IMLebanon

هدفان لمؤتمر “روما ـ 2”!

تعكف الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش على إعداد جدول أعمال متقن ومدروس، لعرضه على مؤتمر «روما – 2» المقرر عقده في العاصمة الإيطالية في أواخر شهر شباط المقبل، والمخصص لدعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية.

ويقول متابعون للتحضيرات لصحيفة “الشرق الأوسط” إن المؤتمر سينعقد تحت عنوانين أساسيين: الأول، تعزيز الحماية الدولية للأمن والاستقرار في لبنان. الثاني، دعم وتطوير قدرات الجيش والقوى الأمنية، من ضمن خطّة تعوّل عليها دول القرار، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية، ليكون الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية، القوة الوحيدة المخوّلة حماية الأمن والاستقرار في الداخل، وحفظ الحدود اللبنانية.

وكان مجلس الوزراء أثار في جلسته التي انعقدت يوم الخميس الماضي، الترتيبات التي تسبق هذا المؤتمر، وقال رئيس الحكومة سعد الحريري، إن التحضيرات جارية للمشاركة في مؤتمري روما (المخصص لدعم الجيش والقوى الأمنية) وباريس (لدعم الاقتصاد اللبناني)». كما بحث وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق التحضيرات لهذا المؤتمر، مع السفير الإيطالي ماسيمو ماروتّي.

ولا تزال المظلّة الدولية توفّر الغطاء للاستقرار الأمني في لبنان، لمنع امتداد الحرائق المحيطة إلى الساحة اللبنانية، حيث اعتبر وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، أن «مؤتمر روما – 2، سيكون محطة جديدة لإعادة تعزيز وتحصين الحماية الدولية لأمن لبنان واستقراره، ويؤسس لدعم الجيش اللبناني عسكرياً». وأكد فرعون لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا المؤتمر «سيستكمل ما تأسس في مؤتمر (روما ـ 1) الذي انعقد في أواخر العام 2014، وأوجد غطاءً أمنياً دولياً للبنان، بدأ مع الخطة الأمنية التي أنهت البؤر الأمنية في طرابلس، وانتقلت إلى مناطق أخرى، وأسس لتنسيق قوي بين أجهزة الأمن اللبنانية والدولية لتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب».

وتعرّض لبنان في السنوات الأخيرة لخضّات أمنية كبيرة، بدأت بالسيارات المفخخة التي ضربت مناطق لبنانية متعددة، ثم باجتياح تنظيم داعش ومجموعات مسلحة مدينة عرسال البقاعية في شهر أغسطس (آب) 2014 وخطف عسكريين من عناصر الجيش، قبل أن تنتهي هذه الظاهرة بمعركة «فجر الجرود» التي خاضها الجيش اللبناني، وأدت إلى اجتثاث التنظيمات المتطرفة من الحدود الشرقية.

وتعوّل الدولة اللبنانية على هذا المؤتمر لتحقيق نقلة نوعية في مجال ترسيخ الأمن والاستقرار، وقال الوزير ميشال فرعون إن «المؤتمر الدولي سيخلص إلى خطوات عملية لدعم الجيش والأجهزة الأمنية، في إطار الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتعزيز الاستقرار في لبنان»، مؤكداً أن «الاستقرار الأمني يعزز في الوقت نفسه الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي».

وتواكب قيادة الجيش التحضيرات الجارية لهذا المؤتمر، وأكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش اللبناني «يعوّل كثيراً على مؤتمر روما، ويتوقّع أن يصل إلى نتائج إيجابية تحقق نقلة مهمة على صعيد دعم الجيش تسليحاً وتدريباً». وقال المصدر إن «وفداً من الجيش يضم ضباطاً من أصحاب الاختصاص سيكون في عداد الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر»، لافتاً إلى أن قيادة الجيش «وضعت خطة خماسية (على مدى خمس سنوات) لتطوير قدرات الجيش القتالية، وستقدمها خلال المؤتمر الذي يضم عدداً كبيراً من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفي ضوء نتائج المؤتمر تحدد المساعدات التي ستقدمها تلك الدول للجيش والمؤسسات الأمنية». وأكدت أن الجيش «أعدّ قوائم بكل الأسلحة والمعدات التي يحتاجها، التي ستعرض على المشاركين في المؤتمر».

وتلقى الجيش في السنتين الأخيرتين، مجموعة من الأسلحة النوعية من الولايات المتحدة الأميركية ومن المملكة المتحدة، بينها راجمات صواريخ ومرابض مدفعية متطورة تعمل على موجات أشعة الليزر، وطائرات حربية دفاعية، لعبت كلّها دوراً مهماً في حسم معركة جرود القاع ورأس بعلبك، وسرّعت في انتصار الجيش على المجموعات المسلّ