IMLebanon

صيدا – جزين: حزب الله يخوض المواجهة الى جانب سعد وعازار

كتب ايمن عبدالله في صحيفة “الديار”:

لم يعد خافيا على أحد أن الأزمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ستنفجر في الانتخابات النيابية المقبلة في اكثر من دائرة انتخابية، ولعل دائرة صيدا جزين ستكون الابرز بحيث يطمح بري للثأر من عون بعد فوز الأخير في انتخابات عام 2009، ولكن في هذه الدائرة يتواجد الى جانب حركة أمل والتيار الوطني الحر، تيار المستقبل وحزب الله، فكيف تبدو صورة هذه الدائرة اليوم؟

تشتعل المنافسة في دائرة صيدا- جزين على 5 مقاعد نيابية تتوزع على: 2 موارنة، 2 سنة، و1 روم كاثوليك. أما بالنسبة الى أعداد الناخبين في هذه الدائرة فهم على الشكل التالي بحسب القضاء والانتماء الطائفي والمذهبي: قضاء صيدا: 1323 موارنة، 303 ارثوذكس، 1578 كاثوليك، 215 ارمن ارثوذكس، 31 ارمن كاثوليك، 155 انجيليون، 25 سريان ارثوذكس، 22 سريان كاثوليك، 139 اقليات، 50900 سنة، 6672 شيعة. قضاء جزين: 33443 موارنة، ارثوذكس 1487، 8597 كاثوليك، 145 ارمن ارثوذكس، 89 ارمن كاثوليك، 165 انجيليون، 208 سريان ارثوذكس، 116 سريان كاثوليك، 288 اقليات، 1443 سنة، 12413 شيعة.

منذ أسابيع انطلق الحديث الانتخابي عن هذه الدائرة، وكيفية تركيب اللوائح، فكان الثابت بداية تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وحينها بحسب مصادر مطلعة قدّم أحد مسؤولي الوطني الحر مبادرة سياسية يحاول فيها كسب تأييد حزب الله لمرشحيه في جزين، وكانت المبادرة تقوم على تركيب لائحة تجمعه بتيار المستقبل وحزب الله، مكوّنة من 4 مرشحين، 1 سني هو النائبة بهية الحريري، 2 موارنة هما زياد أسود وأمل أبو زيد، و1 روم كاثوليكي هو جاد صوايا، ويترك المقعد السنّي المتبقي في صيدا لمرشح التنظيم الناصري أسامة سعد، الأمر الذي قد يغري حزب الله لكون سعد هو المرشح الذي يعنيه في هذه الدائرة.

وتضيف المصادر: «يحاول الوطني الحر من هذه التركيبة أن يكسب حزب الله الى جانبه في معركة جزين، خصوصا أن الحزب لا يمتلك علاقة متينة مع إبراهيم عازار نجل النائب السابق سمير عازار»، مشيرة الى أن المشكلة آنذاك كانت أن قبول حزب الله بهذا الطرح يعني تصويت ناخبيه للائحة تضم على متنها تيار المستقبل.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر مقرّبة من حزب الله قيام التيار الوطني الحر بطرح هذه المبادرة منذ أسابيع، دون ان تلقى نجاحا لأسباب متنوعة أبرزها أن الحزب قرر خوض المواجهة الانتخابية ضد تيار المستقبل في مختلف الدوائر، الأمر نفسه الذي قرره «المستقبل» منذ ما قبل بداية الحديث عن التحالفات الانتخابية. وتضيف المصادر: «عندما أعلن أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري في 10 كانون الثاني الماضي أن لا تحالف انتخابي مع حزب الله لأنه لا يشبه تيار المستقبل، لم يكن الحزب قد أعلن خياراته بعد، مع العلم أنه بالأساس لم يكن لدى حزب الله أي توجهات انتخابية مسبقة سوى تحالفه مع الحليف الشيعي حركة أمل»، مشيرة الى أن قيادة حزب الله قررت بعد تصريحات الحريري وكتلة المستقبل خوض المواجهات الانتخابية بوجه المستقبل في كل لبنان».

وتكشف المصادر المقربة من حزب الله، ان الحزب قرر خوض المواجهة في صيدا جزين الى جانب حليفيه، نبيه بري، وأسامة سعد، لافتة النظر الى أنه على التيار الوطني الحر أن يتفهم هذا الموقف الذي لن يكون موجها ضده بل ضد التيار الذي اختار التحالف معه انتخابيا.

خلط التحالف الشيعي أوراق دائرة صيدا جزين، فالثنائي يملك في صيدا 6000 صوت تقريبا يُتوقع أن يقترع منهم حوالي 4000، الأمر الذي يمدّ سعد بأصوات تفضيلية تجعله يحسم فوزه، اما في جزين فيمتلك الثنائي الشيعي حوالي 11000 صوت، ويتوقع أن يقترع منهم ما يزيد عن 7000، ما يعني «المساهمة» بحسم هوية المقعد الماروني الثاني لمصلحة ابراهيم عازار.

وفي سياق متصل، تتوقع المصادر المطلعة أن تدخل المعركة الانتخابية 4 لوائح، الأولى تضم المستقبل والوطني الحر بلائحة فيها مرشح سني واحد، الثانية تضم ابراهيم عازار كمرشح ماروني عن دائرة جزين، وأسامة سعد كمرشح سني عن دائرة صيدا، مع العلم أن هذه اللائحة ليست بحاجة الى مرشح ثالث كونها مطابقة لقانون الانتخاب الذي ينص على أن يكون في اللائحة مرشح عن كل قضاء بما يشكل 40 بالمئة من عدد مقاعد الدائرة، كما أن لائحة عازار-سعد تريد حصر الأصوات التفضيلية بهذين المرشحين كي لا تضيع نسبة منهم في التصويت لمرشح ثالث. اما فيما يتعلق باللائحة الثالثة والرابعة فلا تزال الأمور ضبابية حتى اليوم، رغم أن الأمور تتجه نحو تشكيل لائحة تضم الجماعة الاسلامية ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري وسيكون سعيها لأجل تأمين مقعد سني في صيدا، ولائحة تشكلها القوات اللبنانية وسيكون هدفها تأمين المقعد الكاثوليكي في جزين. وتقول المصادر: «لم يتقبّل الشارع الصيداوي بعد فكرة تحالف القوات والجماعة وهذا ما أجّل الحسم بالنسبة للفريقين».

كذلك من الامور اللافتة في هذه الدائرة ان المرشح الماروني امل ابو زيد الذي يعتمد على خدماته ولديه قوة شعبية لا يستهان بها في هذه الدائرة، كما انه يعتمد على قوة التيار الوطني الحرّ في المنطقة الامر الذي يؤكد ان عودته الى المجلس النيابي باتت شبه محسومة.