IMLebanon

من الأغلى بالنسبة إلى داليدا خليل؟

كتبت رنا اسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

الأغلى بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية داليدا خليل هو محبّة الناس وتفاعلهم مع الادوار التي تجسّدها ببراعةٍ على الشاشة. الممثلة اليافعة تجد أنها ما زالت في بداية درب أحلامها المهنية، على رغم لعبها عدداً كبيراً من البطولات الدرامية ونجاحها بأكثر من عمل في تشكيل حالة لافتة علقت في أذهان المتابعين، وأكسبتها جمهوراً وفياً يتظهّر وجوده خصوصاً على مواقع السوشال ميديا حيث تحظى بمتابعة عالية.

في مسلسل «50 ألف» الرومانسي – الكوميدي ها هي تشدّ المشاهدين بشخصية «ميا» التي تتشارك معها سِمة العفوية، على ما تؤكّد داليدا خليل في حوار خاص لـ«الجمهورية»، تكشف فيه عن جوانب شيقة من نشاطاتها المهنية ومقاربتها الإنسانية.

فبعد دور «فرح» في «أمير الليل» إلى جانب رامي عيّاش، تطلّ داليدا خليل بدور بطولي جديد في مسلسل «50 ألف» من كتابة آية طيبة وإخراج دافيد أوريان، لتتشارك ثنائية تمثيلية جديدة تجمعها هذه المرّة بالممثل اللبناني طوني عيسى.

«ميا» غير «داليدا»

وتؤكّد في مقابلة لـ«الجمهورية» محبّتها بشكل خاص للأعمال الكوميدية، مُعربةً عن سعادتها بالمشاركة في «50 ألف»، حيث تقول: «لم أقدّم دوراً شعرتُ فيه أنني أؤدّي بعفوية ومرح وراحة كما هي الحال مع دوري في «50 ألف».

فأحسّ براحة كبيرة لهذا الدور، كما مع النص وفريق العمل بكامله. الشخصية كوميدية خفيفة، وهذا أمر جميل خصوصاً بعد دوري في مسلسل «أمير الليل» حيث كانت شخصية «فرح» تحمل أبعادا درامية بامتياز وتشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة لي كممثلة.

ولقد ركّزتُ على ألّا يكون الدور الذي أقدمه حالياً يُشبه أيّاً من الأدوار الكوميدية التي سبق أن قدّمتها، خصوصاً دور «داليدا» في «حلوة وكذابة». وأعتقد أنّ ذلك ظهر منذ حلقات المسلسل الأولى، وأنّ الكاراكتير والشخصية يختلفان عمّا سبق ولعبته في هذا الإطار، فأنا أقدّم الشخصية بتَماه تام وبتفاصيلها الصغيرة».

غلطة الشاطر بألف

وتعترف: «يجب أن يخطّط الممثل ويعمل على كل شخصية من جميع النواحي وبالتفاصيل كافة من ألفها إلى يائها، كيف عليها أن تتكلّم وأن تسير، كيف يجب أن تكون لهجة كلامها وكيف تتصرف مع حبيبها من ناحية ومع بقية الأشخاص من ناحية ثانية، إضافة إلى علاقتها مع والدتها وكيفية التلاعب بشخصيتها حسب ما يتطلّب المشهد والدور. هذه التفاصيل يكتشفها ويركّز عليها الممثل وفق خبرته، فينوّع بين شخصية وأخرى كما يُضيف إلى الدور المكتوب أبعاداً جديدة».

تُعرب داليدا عن سعادتها بتفاعل محبّيها الكبير مع كل شخصية جديدة تؤدّيها، وعمّا إذا كان هناك من ينتظرها على غلطة بعد النجاحات التي حققتها؟ تقول: «غلطة الشاطر بألف»، لذلك أخاف القيام بأيّ خطوة خاطئة أو ناقصة في أي دور أقدّمه أو أي مسلسل أشارك فيه.

فالمسؤولية تكبر في ظلّ محبة الناس الكبيرة والحقيقية ودعمهم ومتابعتهم المُستمرّين، إضافة إلى دفاعهم عني عند تعرّض أحدهم لي. لذلك عليّ أن أكون «عا قَدّ الحِمل»، وإلّا لن أستحق هذه المحبة، فهي أغلى ما أملك لأنّ الناس هم ركيزة أيّ نجاح ويمنحون محبتهم بشكل مجاني وصادق، ولا يجب ان تُقابل محبتهم إلّا بمسؤولية وامتنان».

لا للغيرة !

ولدى سؤالها عن الذي هنّأها بدورها وإذا كانت المنافسة بين الممثلات أقوى من الروح الرياضية؟ أجابت: «من الضروري أن يكون هناك منافسة بين الممثلين، وعلينا أن نقدّم أدواراً جميلة كي ندفع بالدراما اللبنانية إلى الأمام، فالجيل الجديد من الممثلين عليه مسؤولية ليبرهن في مصر وسوريا وجميع الدول العربية أنّ لبنان لديه ممثلات جيدات وقويات وناجحات لا يَتّكلن على مظهرهنّ الجميل فقط في الأدوار التي يقدّمنها. لذلك يجب ألّا تجد الغيرة مكاناً لها بين الممثلات اللبنانيات وأن تكون المنافسة بروح إيجابية لتقديم أفضل الأدوار.

بعض الممثلات اللواتي عملتُ معهنّ يَتّصلن بي ويقُمن بتهنئتي على أعمالي، ولكنني لا ألوم من لا يتصل بي فأنا بدوري لا أتصل لتهنئة الجميع بسبب ضيق الوقت أو لأنّ الممثلات غير قريبات مني في الحياة اليومية. ولكن هناك زملاء لهم مكانة خاصة في قلبي وهم أصدقاء حقيقيون».

وعن صفة السذاجة في شخصية «ميا» التي تؤدّيها، تقول: «السذاجة ليست ضرورية حكماً في الـ«لايت كوميدي»، ولكنها من صفات «ميا» لأنها فتاة بسيطة لا تملك خبرة في الحياة، تشعر بالحب للمرة الأولى ولم تعِش علاقة عاطفية سابقاً. إنتقالها من الحياة البسيطة إلى حياة الرفاهية، أدّى إلى تغيير في شكلها ومظهرها، لكنها بقيت «ساذجة» نوعاً ما لأنّ التغيير في الكاراكتير يكون خارجياً ولا يُمكن أن يؤدّي إلى تغيير في صفات الشخصية الأساسية، فلا يُمكن أن تصبح ذكية فجأة».

أحبه كشخص وكممثل

وعمّا إذا كانت ثنائيتها مع طوني عيسى ستشكّل حالة خاصة على ما جرى في أدوارها مع زياد برجي ورامي عياش وسواهما؟ تقول بثقة: «سبق أن حققنا ذلك، ومن حلقات المسلسل الأولى لاقت ثنائية داليدا خليل وطوني عيسى النجاح، وأنا سعيدة جداً بهذه الثنائية التي كنتُ بانتظار أن تتشَكّل في مسلسل لأنني أحبّ طوني عيسى كإنسان وكممثل.

كما أنّ وقوفي أمامه مَدّني بقوة أكبر، وتمثيلنا مع بعض أضافَ احترافية على عمل كلٍّ منّا، فنحن الاثنان ممثلان محترفان، ولم أقف منذ فترة طويلة أمام ممثل أعطاني الكثير كما فعل طوني».

وتضيف: «من حلقات «50 ألف» الأولى أحبَّ المشاهدون هذه الخلطة وهذه الثنائية التي جمعتني مع طوني عيسى. لذلك، أتصوّر أنّ التبدلات المستمرة في علاقة «ميا» و«عماد» في الحلقات المقبلة ستثير حماسة المتابعين كثيراً، فعلاقة ميا بعماد ستشهد تقلّبات ومفاجآت كثيرة».

وعن مناكفات «ميا» مع «لميس» التي تؤدي دورها الممثلة ميرفا قاضي، تقول:

«تجمعني صداقة بميرفا قاضي، وهي من الأشخاص الأكثر طيبة الذين تعاملتُ معهم على الإطلاق، كما أنها محترفة وفتاة رائعة بكل ما للكلمة من معنى، وتلعب دورها على أكمل وجه و»زيادة». وكُره الناس لها دليل على أنها أدّت دورها باحتراف ونجحت بتجسيد الشخصية. وستشهد الحلقات الأخيرة من المسلسل ليونة في العلاقة القاسية بين «ميا» و«لميس».

فن

وداليدا التي تتألّق حالياً في «ديو المشاهير» حيث تحمل قضية مركز الشمال للتوحّد، تتحدّث عن التغريدات الأخيرة المتبادلة بينها وبين رئيسة المركز السيدة ريما فرنجية، فتقول: «أتقدّم بالشكر للسيدة ريما فرنجية على تغريدتها، ويهمني كثيراً أن أساهم بتعريف الناس وتوعيتهم حول مرض التوحّد من خلال «ديو المشاهير». أنا ابنة الشمال وزغرتا تحديداً، والجمعيات الإنسانية التي تُعنى بالعجزة أو الأطفال أو بمرضى التوحّد تحديداً في الشمال معدودة.

وحتى أنا تعرّفت فعلياً الى هذا المرض حين اختَرته قضيّتي، فأجريتُ بحثاً عنه وعن تأثيره وتداعياته، كما عرّفتني زيارتي للمركز في فترة الميلاد أكثر الى هذا المرض، الذي أثّر بي كثيراً ولمسني. لذلك، أردتُ الإضاءة عليه ليعرف الناس أنّ مرضى التوحّد بحاجة لمساعدة دائمة».

وداليدا التي جمعت التمثيل بالغناء والرقص تقول: «قدّمتُ أدواراً تمثيلية كثيرة، ورقصتُ في برنامج «Dancing with the stars»، ومن خلال «ديو المشاهير» أقدّم نوعاً من العروض الغنائية الراقصة الصغيرة، ولكن هدفي هو أن أجمع الغناء والتمثيل والرقص في دورٍ واحد على خشبة المسرح، فـ«المسرح الاستعراضي الغنائي» هو حلم حياتي.

وختمت قائلة: «حقّقت جزءاً من أحلامي، وآمل أن أظهر قدراتي وأقدّم أفضل إمكانياتي في عمل مسرحي إستعراضي أو فيلم موسيقي».