IMLebanon

مفاجآت في زحلة و«القوات» تخوض معركتها وحيدة؟

كتبت مارلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

لن تكون زحلة في مأمن مِن تداعيات قانون النسبية في الدائرة الثانية في البقاع، بل ستشهد دار السلام «عراكَ الأسُود» في معركةٍ تبدو من أشرسِ المعارك في الدوائر الانتخابية. وفي ضوء خلطِ الأوراق وتشابُكِ التحالفات تتريّث الأقطاب عن إعلان تحالفاتها المتداوَل بها، وذلك في ضوء التشكيك القائم من الثبات عليها. إلّا أنّ المعلومات حتى مساء أمس كانت تشير إلى انتهاء المفاوضات بين أقطاب رئيسية ستعلن قوائمها قريباً في زحلة.

سيتحالف «حزب الله» كما صار معلوماً مع حركة «أمل» فيما أُكّد أمس تحالف «التيار الوطني الحر» معهما في زحلة. أمّا «تيّار المستقبل» الذي أعلن رئيسه الرئيس سعد الحريري في 14 شباط أنه لن يتحالف مع «حزب الله»، فقد اختار التحالف مع ميريام سكاف أي «الكتلة الشعبية» مستبعِداً اثنين من حلفائه عن هذه الدائرة، الأوّل «التيار الوطني الحر» بعد قرار الاخير التحالف مع «حزب الله» في دائرة البقاع الثانية، وحزب «القوات اللبنانية» الحليف القديم الذي تزداد صعوبةُ التحالف معه في غالبية الأقضية، خاصة بعد خطاب الحريري في البيال الذي تُرجم في اختيار «المستقبل» التحالف مع سكاف على حساب «القوات» في زحلة على رغم شيوع خبرِ التحالف الثلاثي (تيار وقوات ومستقبل).

الجدير ذكرُه أنّ سكاف بدورها لمسَت الحاجة إلى التحالف مع قطب سياسي، رئيسي بعد تشكيك الإحصاءات بحتمية فوز لائحتها في الانتخابات المقبلة في ظلّ بروزِ خطورة رقمية تمنعُها من بلوغ الحاصل الانتخابي المطلوب، إذ تشير الإحصاءات الى إمكان حصول سكاف بين 9 إلى 10 آلاف صوت في وقتٍ يفرض القانون حتمية تجاوزِها 14 ألف صوت للوصول الى الحاصل الانتخابي، بالاشارة إلى انّ نسبة المقترعين من المغتربين من المتوقع ان ترفعَ الحاصل الإنتخابي، ومن الممكن، حسبَ الخبراء، تجاوُز عدد الناخبين عتبة الـ100 ألف ناخب.

العرض المرفوض

وفي السياق، ذكرَت مصادر سياسية أنّ السيّدة سكاف سعت إلى إقناع يُمنى بشير الجميّل بالترشّح والانضمام إلى لائحتها، إلّا أنّ الجميّل اعتذرَت، كما أنّها قررت ضمَّ السيّد بول شربل، وهو طبيب قلب، عن المقعد الماروني الى لائحتها.

بدوره، حسَم «المستقبل» أمرَه بالاستعانة بسكاف في جولته الانتخابية في زحلة لأنه أيضاً يتوجّس من تشرذمِ الصوت السنّي في هذه الدائرة في ضوء تنامي اصوات سنّية معارضة، الوضع الذي تلقّفه اللواء أشرف ريفي فسارَع الى الاعلان عن نيتِه تشكيلَ لائحة له في زحلة إلّا أنّ هذا الأمر لم تتّضح معالمه حتى الساعة.

القوات اللبنانية

على رغم أنّ ماكينة «القوات» الانتخابية تبدو واثقة من عملِها وسعيدة بالعامل الاغترابي الجديد، إلّا انّها تبدو وكأنّها تُركت وحيدةً على الساحة الزحلاوية، بعدما انفصَل التياران الحليفان المفترَضان عنها، (المستقبل والوطني الحر)، الاوّل باتّجاه سكاف، والثاني باتجاه «حزب الله» بمساندة محلّية من النائب نقولا فتوش.

في ضوء تلك المعطيات، تشير المعلومات الى أنّ الاتجاه القوّاتي ينحصر الآن في فرَضية تحالفِه مع حزب «الكتائب» وريفي، غير أنّ المعلومات حتى مساء أمس أفادت بسقوط احتمال التحالف الكتائبي – القواتي في زحلة، في وقتٍ يُردّد مناصرو القوات أنّ انفصال «القوات» و»تيار المستقبل» انتخابياً في زحلة قد يتأثّر حتماً، إنّما سياسياً ستعطي المشهدية ثباتاً أكثر لحزب «القوات» على اساس انّه بقي على مبادئه ولم يتلوّن تحت ستار الانتخابات ولم يتراجع عن ايّ عنوان سيادي حَمله، وبقاؤه وحيداً هو شيء منطقي وطبيعي، أمّا التحالفات الاخرى فهي غير منطقية لأنّها تُعاكس العناوين السيادية الانتخابية.

ومِن الشخصيات الجديدة البارزة المطروحة في قضاء زحلة للانتخابات المقبلة القاضي جورج عقيص الذي يتمّ التداول باسمه عن المقعد الكاثوليكي على قائمة «القوات اللبنانية» التي لم تعلن ترشيحَه رسمياً حتى الساعة، علماً انّ عقيص كان قد عبّرَ عن آرائه على صفحته الخاصة بالقول إنّه سيقود المعركة الانتخابية الى جانب «القوات» التي تُمثّل خياراته الوطنية، وإنه لن يستمرّ في المعركة الانتخابية مع لوائح اخرى ولا مع المجتمع المدني في حال لم يكن اسمه على لائحة «القوات». ومن الأسماء المطروحة ايضاً على لائحة «القوات» الدكتور ميشال فتوش.

أمّا على المقعد الأورثوذكسي فيتمّ التداول بأسماء عدة، أبرزُها السفير انطوان شديد، بالإضافة الى العميد سامي نبهان، والمحامي الياس اسطفان، ومرشّحين آخرين لم تَحسم القوات قرارَها بعد في أيٍّ منهم .

أمّا الشخصيات النسائية على لائحة «القوات» في زحلة فيتمّ التداول باسمِ السيّدة مهى قاصوف عن المقعد الأورثوذكسي، كما يبرز إلى الضوء نسائياً أيضاً حركة السيّدة ماغدا بريدي الناشطة الاجتماعية التي افتتحت منذ أكثر من عام مستوصفاً للاستشفاء داخل زحلة.

الوطني الحر

يتكتّم «التيار الوطني الحر» عن إعلان لائحته، فيما مرشّحُه عن المقعد الماروني ثابتٌ، وهو النائب السابق سليم عون. وفيما تُرجّح المعلومات انضمامَ السيّد أسعد نكد على لائحة «التيار الوطني» تفيد مصادر مقرّبة من التيّار عن احتمال انضمام ميشال ضاهر إلى لائحته عن المقعد الكاثوليكي. إلّا أنّ اسماء المرشحين ستبقى محصورة في قرار رئيس التيار الذي يتولّى وحده الإعلان عنها.

ماذا عن اللوائح الجديدة؟

لحزب 7 والمجتمع المدني قائمتان مفترضتان في هذه الدائرة، إلّا أنّ أركانهما ليست مكتملة و «لم تركب» حتى الساعة. فحزب 7 هائمٌ في زحلة في عقدِ اجتماعات متعدّدة مع أطياف وشخصيات مرموقة عديدة في المجتمع الزحلاوي، وهو بصددِ عقدِ اجتماعات يومية مع العديد من الشخصيات؛ قضاة – محامين – ناشطين اجتماعيين وغيرهم من الأسماء التي كانت مطروحة وربّما ما زالت على قوائم اللوائح الانتخابية الرئيسية.

جمعة أَم يعقوب

ويبقى النائب السابق حسن يعقوب في دائرة زحلة من الأسماء المرشّحة المثيرة للجدل، سيّما بعد إعلان «حزب الله» ترشيحَ أنور جمعة عن المقعد الشيعي، فيما تتعالى أصوات معترضة على ترشيح جمعة بحجّة أنّه لا يتمتّع بحضور جدّي في القضاء وهو يقيم مع عائلته في دمشق.

ويبقى القول إنّ قضاء زحلة يُعتبَر من أكثر الأقضية دقّةً مع سبعة مقاعد ملوّنة طائفيّاً يَرسم خارطتها لاعبون كثُر يبدو أنّهم سيحتاجون إلى المزيد من الوقت والتريّث والتدقيق قبل الإعلان عن تشكيل اللوائح.