IMLebanon

جعجع: سيكون لنا مرشحون في معظم الدوائر

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع انه سيكون لـ”القوّات” مرشحين في الأغلبيّة الساحقة من الدوائر، مشيراً إلى أن المرشحين المفترضين من حملة التغيير الفعلي وليس بالقول فقط بل بالإصلاح في العمق وليس بطرق أخرى. وشدد في الذكرى الـ22 على تفجير كنسية سيدة النجاة على أن النظام الأمني السوري اللبناني قام بتفجير كنيسة سيدة النجاة لإلصاق التهمة بـ”القوّات” وحلها واضطهاد قياداتها.

كلام جعجع أتى خلال حفل تخريج دورة الكوادر السياسيّة الرابعة لرؤساء المراكز الذي ينظمه جهاز التنشئة السياسيّة في حزب “القوّات اللبنانيّة”، في معراب، في حضور الأمين المساعد للشؤون الإداريّة المحامي فادي ظريفة، رئيس جهاز التنشئة السياسيّة المحامي شربل عيد، مدير أكاديميّة الكوارد د. ميشال عواد، منسق منطقة عاليه المهندس بيار نصار، منسق منطقة جبيل شربل أبي عقل، منسق منطقة صور فؤاد عودة وعدد عدد من أعضاء المجلس المركزي ورؤساء المراكز.

وقال جعجع: “نلتقي اليوم في الذكرى الـ24 لتفجير كنيسة سيّدة النجاة التي سيذكرها التاريخ اللبنانيّ إلى أبد الآبدين لأن قيام السلطة بتفجير إحدى الكنائس من أجل أن توقع بأحد الأحزاب السياسيّة فقط لأنه معارض ما هو إلا تعدّ وهذه واقعة فريدة من نوعها في تاريخنا اللبنانيّ”، مشيراً إلى أنهم “لا يزالون حتى اليوم يحاولون الإيقاع بهذا الحزب المعارض إلا أنني لا أعرف لماذا لم يعد لديهم القدرة على تفجير الكنائس ولكنهم للأسف يحاولون بطرق أخرى القيام بذلك على خلفية أن هذا الحزب غير مناسب لهم في المجالات كافة”.

وتابع: “لا أفشي سراً عندما أقول إن السلطة القائمة هي التي فجّرت الكنيسة فأنا منذ اللحظة الأولى أدركت ما كان يخطط لنا وذلك بمجرّد أنه تم اتهام “القوّات اللبنانيّة” مباشرةً لحظة وقوع الإنفجار بالرغم من أن لا علاقة لـ”القوّات” بهذا الإنفجار”، مشيراً إلى أن “ما قامت به السلطة بالإتهام المباشر لـ”القوّات” كان من أجل تغطية الفاعليين الحقيقيين وهم تلك السلطة بحد ذاتها والإستفادة من ذاك التفجير من أجل إلباس التهمة بـ”القوّات اللبنانيّة” وحل الحزب وسوق قادته إلى السجون وهروب من بقي منهم خارجها”.

واستطرد جعجع: “إن ما سبق كان مجرّد نظريّة غير مثبتة بالنسبة لنا إلى حين اجتماعي منذ أربعة أو خمسة سنوات بأحد الشخصيات في “14 آذار”، حيث أن قسماً من هذه القوى كانت في حقبة تفجير الكنيسة تنقسم ما بين ساكتة أو متعاونة مع النظام الأمني السوري – اللبناني وذلك للأسباب المعروفة، وخلال اللقاء أطلعتني هذه الشخصيّة بأنها التقت بأحد المسؤولين الأمنيين في سلطة الوصاية في الحقبة التي تلت تفجير الكنيسة وسأل المسؤول الأمني في حينه إن كانت السلطة جادة في أن اللبنانيين سيصدقون أن “القوّات اللبنانيّة” هي التي فجّرت الكنيسة؟ فأجاب المسؤول الأمني تلك الشخصية بالقول: “إن كنت تعلم بوجود حيّة داخل الحائط هل تنتظر خروجها من الحائط ولدغك أم تجد الطريقة من أجل الدخول إليها وإجبارها على الخروج من مخبئها والقضاء عليها؟”، مشدداً على أن هذه الرواية كافية لتأكيد ما كان لدينا كنظريّة في أن سلطة الوصاية هي التي أقدمت على تفجير كنيسة سيّدة النجاة ما أوقع عدد كبير من الشهداء والجرحى والمتضريرين يومها وكل هذا فقط من أجل محاولة الصاق التهمة بـ”القوّات اللبنانيّة” والقيام بما قاموا به لأن “القوّات” كانت في نظرهم حيّة الأمر الذي لا شك فيه ولنا الفخر أن نكون حيّة على سلطة مماثلة. وأضاف: “هم يعرفون أننا ننتظر الوقت الملائم من أجل التحرّك ولم يكونوا يريودون السماح لنا بانتظار الوقت الملائم من أجل التعاطي مع سلطة الوصاية بالشكل الذي كان يجب أن يتم التعاطي به معها لذلك انقضوا على “القوّات” أولاً وقاموا بما قاموا به، إلا أنه في نهاية المطاف فقد بقت القوّات ورحلوا هم”.

من جهة أخرى، تناول جعجع في كلمته ملف الإنتخابات النيابيّة، لافتاً إلى أن “الإنتخابات تذكره بمرحلة الدراسة حيث أن التلاميذ كانوا ينقسمون إلى قسمين بعض يذاكر يومياً فيما الآخرون ينتظرون إلى ما قبل الإمتحان من أجل المذاكرة. إلا أن التلاميذ الذين كانوا يتفوقون هم الذين كانوا يقومون بالمذاكرة يومياً فيما الباقون كانوا يجدون صعوبة في اجتياز الإمتحان وذلك إن اجتازوه بفارق بسيط عن المعدل وعمليّة نجاحهم مرتبطة بالحظ فقط وذلك إن طرح في الإمتحان أسئلة من القسم الذي تمكنوا من مذاكرته”.

وتابع: “إن الإنتخابات النيابيّة كما الإمتحان، صحيح أنه على الجميع مضاعفة الجهود في الأشهر الأخيرة قبلها إلا أن هذه الجهود هي من أجل استثمار العمل الذي كانوا يقومون به في الثماني سنوات الأخيرة فإن كانوا قد قاموا بعمل جيّد فبجهودهم المكثفة سيتمكنون من استثمار هذا العمل والوصول إلى نتيجة جيّدة وخلافاً لذلك ومهما عززوا جهود الآن فلن يصلوا إلى أي نتيجة إيجابيّة”، مشدداً على أن “القوّات اللبنانيّة” هي من الأحزاب التي كانت تذاكر بشكل يومي.

ولفت جعجع إلى أن “دور رؤساء المراكز في الماكينة الإنتخابيّة محوري وأساسي إلا أن الدور الأهم الذي يجب عليهم القيام به هو المذاكرة بشكل مستمر على مدى السنوات الأربعة بمعنى أنهم إن كانوا يسهرون على أعضاء المركز وأهالي قراهم ويتعاطون معهم بالشكل المطلوب ويساعدونهم قدر المستطاع”. وقال: “إن المفهوم الشائع في أن على كل رئيس مركز أن يكون لديه مخصصات بملايين الدولارات من أجل إعطاء الناس المال كلما احتاجوا هي نظرة خاطئة جداً وقد أدخلت إلى السياسة في لبنان خلال السنوات العشرين المنصرمة إلى حد أن العمل السياسي أصبح يكاد يتحوّل إلى مجرّد توزيع الأموال والذي يوّزع أكثر هو من يربح”، منتقداً هذا الأمر الوضع الذي ما هو إلا تشويه كبير للعمل السياسي ولا سيما للإنتخابات النيابيّة.

وأوضح جعجع أن ما يطلبه المواطن هو أن نكون إلى جانبه وأن نسعى قدر المستطاع لمساعدته فإن تمكنا من ذلك فهذا أمر جيّد جداً إلا أنه في الحال المعاكسة فمجرّد أن يرى المواطن أننا بذلنا قصارى جهدا وأبدينا كل نيّة إيجابيّة في مساعدته وشاركناه لحظاته الحرجة فهذا أكثر من كافٍ بالنسبة له، طالباً من رؤساء المراكز أن يقوموا بالمذاكرة اليوميّة تبعاً لما ذكره آنفاً.

وأعلن جعجع أنه سيكون لـ”القوّات اللبنانيّة” مرشحين في الأغلبيّة الساحقة من الدوائر والمرشحين المفترضين هم من حملة التغيير الفعلي وليس بالقول فقط والإصلاح في العمق وليس بطرق أخرى، وهؤلاء المرشحين سيكونون على شاكلة نواب القوّات الحاليين ووزرائها، متمنياً على رؤساء المراكز تكثيف جهودهم وعملهم باعتبار ان الإنتخابات المقبلة ستحدد مسار البلاد في السنوات الأربع المقبلة.

وتابع: “يمكننا ان نلجأ إلى “النق” والتشكي من زحمة السير والكهرباء والمياه والموازنة العامة وأي أمر آخر إلى أن هذا الأمر لن يجدي نفعاً فيما المجدي هو الفعل فقط والتأثير الفعلي في هذه المسألة لا يتطلّب جيوشاً جرّارة وإنما مجرّد أن يدلي المواطن بصوته لصالح أشخاص أكفاء للوصول إلى الندوة البرلمانيّة فهذا سيؤثر كثيراً على الواقع”، مذكراً بأن “القوّات اللبنانيّة” استطاعت بتأثيرها المحدود ان تغيّر الكثير في المسار السياسيّ العام فاذا أصبح لديها تمثيل أكبر وبالتالي تأثير أكثر يمكنها أن تغيّر أكثر في الواقع العام.

ودعا جعجع إلى إزالة المفهوم القائم بأنه لا إمكانيّة لإصلاح هذا البلد أنه خاطئة وهناك إمكانيّة كبيرة للإصلاح ولكن هذا الامر مرتبط بشكل مباشر بالمواطنين الذين عليهم الإقتراع لصالح المصلحين لا اللجوء إلى “النق” طيلة أربع سنوات ليعودوا ويقترعوا لصالح النواب الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم”، مشدداً على أن الإنتخابات المقبلة مهمة جداً لأنها المدخل الأساسي للتغيير الذي لا يتطلب في لبنان حرق الدواليب أو إقفال الطرقات والتمرّد وإنما جل ما يحتاجه هو التصويت بالنحو المطلوب باعتبار أن لبنان بلد ديمقراطي بكل ما للكلمة من معنى وإذا لم نستفد من هذه الديمقراطيّة فالملامة ستقع علينا لا على السياسيين.

واستطرد: “إن بعض الناس يلعنون السياسيين مئات المرّات في اليوم الواحد وبالرغم من أن هؤلاء السياسيين يستحقون اللعنة عشرات الآلاف من المرات إلا أن من يلعنهم عليه ألا ينسى أنه هو من اقترع لهم وأتى بهم إلى سدّة الحكم. من هذا المنطلق اللعنة لا تفيد بشيء إلا أن الإقتراع بالشكل الصحيح هو المدخل للتغيير”، مشيراً إلى انه إذا ما كنا نشيّد منزلاً نحتاج إلى مهندس لذلك فإن كان هذا المهندس غير كفؤ فعندها علينا تغييره بمهندس آخر وليس بمحام أو طبيب وبعض الناس في لبنان يطالبون بتغيير جميع السياسيين ويقومون بتغيير المهندس بمحام أو طبيب”.

وختم جعجع: “أريد أن أشكر بشكل كبير رئيس جهاز التنشئة والمسؤول عن الأكاديميّة والأساتذة والمحاضرين والإداريين ومن تعبو من أجل تخريج هذه الدورة التي تتطلب الكثير من التعب والجهد المضني”.

وكان قد استهل اللقاء بكلمة الدفعة المتخرجة التي ألقتها طليعة الدورة منتورة غالب تلاها كلمة لمدير معهد الكوادر د. عواد الذي شرح عن المشاريع المستقبليّة للمعهد، شاكراً الهيئة العامة والدكتور جعجع على الدعم الكامل الذين يقدموه للأكاديميّة. وفي الختام قدّم جعجع توزيع الشهادات للمتخرجين كما قدم جهاز التنشئة السياسيّة درعاً تكريمياً لرئيس “القوّات”.