IMLebanon

تعاون بالمفرّق بين “القوات” و”المستقبل”؟

يتهيأ زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري لإعلان لوائح مرشحيه وحلفائه في 10 آذار المقبل، في وقت كثف لقاءاته مع منسقيات تياره في المناطق كافة، والتقى العديد ممن يمكن أن تطرح أسماؤهم، سواء في مقاعد تعود حالياً إلى «المستقبل» بدلاً من نواب حاليين، أم لطرح أسماء حلفاء من طوائف متعددة، ليحسم خياراته أواخر هذا الأسبوع.

وسلّطت الأضواء على المفاوضات الجارية بين «المستقبل» وبين حزب «القوات اللبنانية»، حيث عقدت أكثر من 3 اجتماعات بين وزير الإعلام ملحم الرياشي والحريري خلال 5 أيام، آخرها مساء أول من أمس، في حضور وزير الثقافة غطاس خوري، قبل مغادرة الحريري إلى السعودية.

وقالت مصادر معنية لصحيفة “الحياة” إن الاتفاق السياسي الذي يسعى الفريقان إلى التوصل إليه والذي على أساسه سيتابعان النقاش حول التعاون الانتخابي، يتناول إعطاء الأولوية لبناء الدولة بعيداً من المحاصصة، ولحصرية السلاح بيد المؤسسة العسكرية ورفض السلاح غير الشرعي، والتعاون داخل المؤسسات الدستورية على هذه الأسس من أجل تحقيق التوازن المطلوب في السلطة. وذكرت المصادر أن الحوار الدائر بين الرياشي والحريري حقق تقدماً على هذا الصعيد، معتبرة أن تكريس التحالف على الأسس السياسية الذي يفترض تثبيته بلقاء بين الحريري ورئيس «القوات» سمير جعجع، يسهل التعاون الانتخابي.

وكشفت «الحياة» أن الدوائر التي يبدو التعاون فيها بين الجانبين ومع «التيار الوطني الحر» أسهل من غيرها هي: البقاع الغربي، حيث هناك مقعدان للسنة ومقعد لكل من الشيعة والدروز والموارنة والأرثوذكس، ويشمل التعاون فيها الحزب التقدمي الاشتراكي، بعلبك – الهرمل التي تضم مقعدين للسنة ومقعدا مارونياً وآخر كاثوليكياً، مرجعيون – حاصبيا – النبطية التي تضم مقعداً سنياً وآخر أرثوذكسياً.

أما الدوائر التي تواجه صعوبة في التعاون فهي أولاً، بيروت الأولى (الأشرفية..) حيث يحول تحالف «المستقبل» مع حزب «الطاشناق»، و «التيار الحر» دون قبول الحريري التخلي عن مرشحه الوحيد الوزير جان أوغسبيان، لمصلحة مرشح أرمني لـ «القوات». وتتردد معلومات عن أن اتفاق الحريري مع «الطاشناق» على حصول الأخير على 3 مقاعد أرمنية في هذه الدائرة مقابل مقعد أوغسبيان، سيؤدي إلى تفهم «الطاشناق» لترشيح الحريري أرمنياً على لائحته، بالتحالف مع «التيار الحر» وميريام سكاف في دائرة زحلة البقاعية. كما أن «القوات» متمسكة بالتعاون مع النائب نديم بشير الجميل عن المقعد الماروني، نظراً إلى رمزيته، فيما المرشح الماروني في تحالف «المستقبل» و«التيار الحر» هو مسعود الأشقر وطوني بانو ونقولا صحناوي.

وواجه التعاون بين «القوات» و «المستقبل» في دائرة عكار الشمالية صعوبة أيضاً، نظراً إلى أن تحالف الثاني مع «التيار الحر» قد يؤدي إلى حصول الأخير على المقعد الأرثوذكسي، (ما يعني تضحية «المستقبل» بالنائب الحالي نضال طعمة) فيما «القوات» تصر على استبداله بمرشحها وهبة قاطيشا. إلا أن «التيار الحر» لم يحسم خياره بعد بالنسبة إلى المقعد الأرثوذكسي، في ظل وجود اتجاه لديه بالحصول على المقعد الماروني أيضاً، في وقت يصر «المستقبل» على الاحتفاظ به للنائب هادي حبيش.

أما في شأن التحالف بين «القوات» و «التيار الحر» فتقول مصادر «القوات» إن التفاوض مفتوح معه ومع «الكتائب» من أجل التعاون في دوائر بعبدا، وصور الزهراني بنت جبيل (حول المقعد الكاثوليكي)، والشوف عاليه أيضاً من دون إقفال الباب على الاتصالات مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» في هذه الدائرة. لكن عقدة دعم «الحزب الاشتراكي» للمرشح ناجي البستاني، مقابل مرشح «القوات» ونائب رئيسها النائب جورج عدوان (كلاهما من بلدة دير القمر) ما زالت العقبة الرئيسة أمام إنجاز التفاهم على التحالف الانتخابي بين الأخيرة و «الاشتراكي» و «المستقبل». ويتوقع عقد لقاء قيادي بين «القوات» و «الاشتراكي» لمحاولة تذليلها.

لكن المصادر القواتية ترجح افتراق الفريقين المسيحيين ليتواجها في لوائح متنافسة في الدوائر الآتية:

– المتن الشمالي: بينما يتعاون مرشح «القوات» إدي أبي اللمع مع ميشال مكتف ومرشحين آخرين مستقلين، مع احتمال التحالف مع «الكتائب»، تستمر المفاوضات بين «التيار الحر» و «الطاشناق» ونائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، في ظل توقعات بأن يتجه «التيار الحر» إلى تأليف لائحة مع «الطاشناق» من دون المر. وتشير التوقعات إلى أن الدائرة قد تشهد ولادة 4 لوائح وربما 5.

– كسروان- جبيل: تقترب «القوات» من تشكيل لائحة من مرشحها شوقي دكاش بالتعاون مع مستقلين وزياد حواط، فيما يواصل النائب السابق فارس سعيد اتصالاته مع النائب السابق فريد هيكل الخازن وشاكر سلامة عن «الكتائب» للتحالف في لائحة، الأرجح ألا تكون مكتملة. أما لائحة «التيار الحر» فالمعلومات تفيد بأنها باتت شبه مكتملة من العميد شامل روكز ونعمة فرام ومنصور غانم البون وروجيه عازار، والخيار سيحسم بين ضم جيلبرت زوين أو زياد بارود أو قيادي من «التيار»، بالإضافة إلى النائبين سيمون أبي رميا ووليد خوري. لكن حسم اكتمال اللائحة يتوقف على الخيار النهائي لـ «التيار» في شأن المرشح الشيعي عن جبيل، الذي يصر «حزب الله» على حليفه العوني أن يتبنى الشيخ حسين زعيتر. فالكثير من اللغط أثير حول الأخير كونه من خارج بلاد جبيل، ما طرح أسئلة داخل «التيار» حول فائدة ضمه إلى اللائحة وإمكان اختيار غيره. لكن هذه الدائرة ستشهد أكثر من 4 لوائح نظرا إلى استبعاد 2 إلى 3 من النواب العونيين الحاليين عنها.

– بشري زغرتا الكورة البترون: يتنافس «القوات» و «التيار الحر» بقوة في هذه الدائرة مع «المردة» ولائحة رابعة قد تتشكل، ويتوقف تركيب اللوائح على التحالفات النهائية مع القوى التي تتمتع بأصوات مرجحة ومنها «المستقبل».