IMLebanon

الفاتيكان قال كلمته…

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”:

في خطوة تسجّل للفاتيكان عمق علاقتها وتعلّقها بلبنان بلد الرسالة وليس فقط لبنان الوطن، تأكّد، وفق معلومات ديبلوماسية رفيعة المستوى، بأنّ قداسة البابا فرنسيس قد رَشّح سيادة المونسنيور جوزيف سبيتيري الى منصب سفير دولة الفاتيكان في لبنان. كما أكدت المعلومات أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وافق على هذا الاقتراح، ورحّب بقدومه سفيراً جديداً لحاضرة الفاتيكان في لبنان.

ويأتي هذا الخبر المُفرح للمؤمنين في لبنان، بلد التعدد ووطن الرسالة، بعد الملابسات والشائعات التي طاوَلت علاقته بحاضرة الفاتيكان، لا سيما التي شكّكت اللبنانيين بثبات علاقة الفاتيكان بلبنان، والتي قال عنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني انها تاريخية وعميقة حين وصف لبنان مهد ثقافة عريقة وإحدى منارات البحر الابيض الموسط، وهي الثقافة التي تُغنيها تقاليد دينية متعددة، والبلد الذي يقطنه مسيحيون هم أعضاء في كنائس بطريركية مختلفة.

وانّ «لبنان سيبقى شاهداً لمعنى الحرية والعيش المشترك». ويجدر التذكير أنه ليس مصادفة اختيار القديس البابا يوحنّا بولس الثاني زيارة لبنان في عزّ محنته وإعلانه بلد الرسالة في الإرشاد الرسولي الأول، ليأتي قداسة البابا بنديكتوس عام 2012 من بعده، وباسم كل دول المنطقة، ليقدّم من لبنان الإرشاد الرسولي الجديد الى أبناء هذه الدول.

علاقات ممتازة بين البلدين

تشير المعلومات الى انّ موافقة رئيس الجمهورية على اقتراح تعيين المونسنيور سبيتيري يأتي انعكاساً للعلاقات الممتازة التي تربط لبنان بحاضرة الفاتيكان، والمميزة بين فخامة الرئيس وقداسة البابا فرنسيس، والتي عزّزها الرئيس عون في آخر زيارة له لحاضرة الفاتيكان، فثَبّتتها عاصمة الكثلكة بترحيبها بسفير لبنان الجديد المعيّن بالرغم من التشويش على الحقائق.

ومن أبرز تلك الحقائق تأكيد قدوم المونسنيور سبيتيري قريباً سفيرأ جديدأ لحاضرة الفاتيكان في لبنان .

فمن هو السفير البابوي الجديد؟

ولد المونسنيور سبيتيري في مالطا سنة 1959.

رُسم كاهناً سنة 1984 بعد ان حاز شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي.

دخل السلك الديبلوماسي لدولة الفاتيكان سنة 1988 وخدم في دول عديدة كباناما، العراق، المكسيك، البرتغال، اليونان وفنزويلا.

عيّن سفيراً للفاتيكان في سيريلنكا سنة 2009.

عيّن سفيراً للفاتيكان في الكوت ديفوار سنة 2013.

يتكلّم اللغات الايطالية والانكليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية.

أمّا العبرة المعنوية السياسية هذا الاسبوع، فتُقرأ سعودية وفاتيكانية بامتياز. اذ لم يكتف لبنان بردّ اعتباره من خلال عودة السفير السعودي الى لبنان بعد اللغط الذي رافق مغادرته الفجائية الى السعودية واعتبارها احتجاجاً على أداء أصدقاء المملكة وأبنائها، بل عاد السفير السعودي مدجّجاً بوفد ملكي رفيع لتأكيد أهمية لبنان بالنسبة الى المملكة ولتثبيت أواصر العلاقات السعودية مع العهد، ولاقى ترحيباً رئاسياً بدعوة المملكة وقراراً سريعاً بزيارة حكومية للمملكة في اليوم الثاني لمجيئه. هذا على الصعيد العربي.

امّا على الصعيد الغربي، فتعود حاضرة الفاتيكان إيجابيّاً الى الواجهة اللبنانية، وتلاقي الخطوة السعودية بأخرى مشابهة لتعزّز مكامن الثقة في العهد وفي الدولة اللبنانية وفي شعبها، فتقرّر إرسال سفير بابوي الى لبنان لتنقُض جميع الشائعات وتُنهي الجدل.

وفي القراءة الإيجابية أيضاً، يعزّز هذا القرار عودة الحديث عن احتمال زيارة البابا فرنسيس الى لبنان بعد ضجيج البعض من انّ قداسته لن يزور لبنان لأسباب عدة بروتوكولية وغيرها، بدءاً من «روزنامته الضاغطة»، الى التلويح بأنّ قداسته لن يتمكن من تحقيق هذه الزيارة من دون وجود سفير بابوي يستقبله في بيروت.

الّا أنّ الوقائع جاءت لتدحض كل هذه الاسباب أو الإفتراضات، فإذا صحَّ إحداها او جميعها فهي سقطت جميعها اليوم بعد الاعلان الفاتيكاني والموافقة الرئاسية على قدوم السفير الجديد، قريباً جداً الى لبنان.

أمّا السؤال، فتطرحه المصادر رفيعة المستوى على المشككين والمراهنين على عدم تعيين سفير جديد لحاضرة الفاتيكان، إذا آمنوا أو ما زال البعض يفضّل رؤية إصبع توما؟!