IMLebanon

معركة “أبناء البيت الواحد” في “عاصمة الكثلكة”

كتب عيسى يحيى في صحيفة “الجمهورية”:

مع اقتراب إقفال باب الترشيحات غداً الثلثاء تتّضح الصورة أكثر عن شكل التحالفات بين الأقطاب والأحزاب السياسية التي تتحضّر لإعلان لوائحها وأسماء مرشّحيها في الأيام القليلة المقبلة، بعد إجراءاتٍ تكتيكيّة إعتمدها البعض بضخّ أسماء مرشحين تقدّموا بطلباتهم على أن ينسحبوا لاحقاً وفق الخطة التي وُضعت من قبل أحزابهم.

يترقّب الجميع إعلان الرئيس سعد الحريري لتحالفاته في الإنتخابات المقبلة وأسماء مرشحي «المستقبل» في كل لبنان بعد مشاورات أجريت على أعلى المستويات.

وعليه، تعوّل «القوات اللبنانية» على خوض الحريري الإنتخابات إلى جانبها في دوائر عدة ومنها زحلة بعد أن كان قد حُسم التحالف بينهما في دائرة بعلبك- الهرمل، فـ«المستقبل» صاحب القوة الأولى في عروس البقاع يستطيع خوض المعركة منفرداً وتأمين الحاصل الإنتخابي وأن يفوز بمقعدَين سنّي وآخر مسيحي، ويولي المقعد الأرمني في هذه الدائرة أهمية خاصة بالتحالف مع «الطاشناق».

غير أنّ تركيبة زحلة المتنوّعة والتي تضمّ سبعة نواب من مختلف الطوائف تفرض التحالف بين أكثر من طرف، فكل مرشح لن تكون له حيثية تمثيلية إذا لم ينجح بأصوات من الطوائف الأخرى.

وبعد إشاعة أجواء التحالف بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في زحلة، تؤكدّ المعلومات أنّ «التيار الحر» سيكون إلى جانب «حزب الله» والنائب نقولا فتوش، فيما أصبح ثابتاً تحالف «المستقبل» مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف التي كانت تلقّت وعداً من الحريري بالتحالف معها إبان زيارته لزحلة، غير أنّ المفاجأة المرتقبة ستكون وفق مصادر مطلعة بدخول القوات في هذا التحالف بعد أن كانت أبوابُ المفاوضات بين القوات وسكاف قد قطعت شوطاً كبيراً. وتضيف المصادر أنّ هذا التحالف من شأنه أن يحصد بين الأربعة والخمسة مقاعد، فيما التحالف الآخر قد يحصد مقعدَين وعلى الأكثر ثلاثة.

وعليه فإنّ المعركة المرتقبة ستعطي أولويّة وأهمّية للمقعد الماروني الذي ستتنافس عليه «القوات اللبنانية» مع «التيار الوطني الحر»، وكان الأخير قد حسم إسم النائب السابق سليم عون مرشَّحاً له عن المقعد الماروني ومتحالفاً مع أسعد نكد وميشال ضاهر الذي أعلن أخيراً ترشحه عن أحد مقعدَي الروم الكاثوليك بحضور الحليف عون. ووفق معلومات فإنّ القوات قد حسمت ترشيح رجل الأعمال سمير صادر عن المقعد الماروني.

كذلك ينظر التيار البرتقالي إلى دعم «حزب الله» لمرشحه بأصوات تفضيلية التي سيوزّعها الأخير بين مرشحه أنور جمعة والحليف نقولا فتوش.

لن تكون عاصمةُ الكثلكة في لبنان والشرق والتي تضمّ مقعدَين عن الروم الكاثوليك بمنأى عن الصراع حول تلك المقاعد، فخلط أوراق التحالفات يجعل المعركة حول هذين المقعدَين محتدمة، وهي ستكون بين أبناء البيت الواحد، ففيما تترشح ميريام سكاف على لائحة واحدة مع «المستقبل»، يستعدّ ميشال سكاف إبن عم الراحل إيلي سكاف، لخوض غمار المعركة تحت عنوان إعادة الكتلة الشعبية إلى دورها الحقيقي والدخول في خضم التفاهمات الحاصلة في البلاد.

وفي حين تشير المعلومات إلى إمكان تحالفه مع الوطني الحر وفتوش والحزب، يُطرح السؤال حول مصير ترشح ميشال الضاهر على اللائحة التي لن تضمّ سوى مرشحَين إثنين عن الروم الكاثوليك، وهو الذي تلقّى إشارات إيجابية من الوزير جبران باسيل بالتحالف معه. والمعركة نفسها في عائلة فتوش حيث قدّم ميشال فتوش طلبَ ترشحه عن أحد المقاعد، وهو يطمح بأن يكون على لائحة القوات.

وفي خضم تلك المعركة يقول طوني طعمة لـ»الجمهورية» وهو أحد مرشحي الدائرة عن المقعد الكاثوليكي وهو عضو الهيئة التنفيذية لـ»المجلس الأعلى للروم الكاثوليك» ورئيس لجنة الإقتصاد في غرفة التجارة والصناعة في زحلة والبقاع، إنّ زحلة ستختار مَن يمثلها، وأشار أنّ هذا القانون ليس كما يعتقد البعض فهو قانون هجين، فحليفك في اللائحة هو عدوّك نتيجة الصوت التفضيلي، وفيما لا يخفي طعمة إنتماءه إلى 14 أذار أشارت إستطلاعاتُ رأي في زحلة أخيراً الى تقدّمه على عدد من المرشحين لتبقى التحالفاتُ رهينة الأيام المقبلة.

وحول مقعد الروم الأرثوذكس يبقى أسعد نكد حتى الآن الأقوى وهو المتحالف مع «الوطني الحر» الذي كان قد حسم عدم تبنّيه سيزار المعلوف ما دفع الأخير للتقرّب من القوات وفتح باب التفاوض معها، وتتّجه الأمور في هذا المضمار إلى تبنّيه على اللائحة.