IMLebanon

وجهة نظر مشتركة بين الصيفي ومعراب في المتن

غداة إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية، بدأت الصورة الانتخابية في دائرة المتن الشمالي (4 موارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس) تتوضح أكثر فأكثر، وإن كانت واحدة من أشرس ساحات المواجهة السياسية، بين معسكري الموالاة والمعارضة، حيث يسجل الطرفان حضورا لافتا سيترك تداعيات كثيرة في ما تفرزه صناديق الاقتراع.

وفي السياق، تتجه الأنظار أولا إلى حزب الكتائب، الذي حسم ترشيحي رئيس الحزب النائب سامي الجميل وعضو المكتب السياسي الياس حنكش، عن المقعديين المارونيين في معقله المتني، خصوصا أن الجميل لا يزال متريثا في رسم تحالفات سياسية، بمعناها الأشمل. ذلك أن الصيفي تبدو متمسكة بموقعها المعارض للنهج السياسي السائد في البلد، وتنوي خوض الانتخابات على هذا الأساس. وتضع مصادر مطلعة على الحركة الانتخابية في المتن عبر “المركزية” في هذه الخانة الاتجاه الكتائبي إلى عدم التحالف مع عدد مما تسميها أحزاب السلطة، على رأسها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهما من أصحاب الحضور المهم في المتن، بما يعزز مخاوف المراقبين مما تسميها “خسائر” قد يسجلها الكتائبيون في عرينهم. غير أن المقربين من الجميل يصرون على الركون إلى تفاؤل يتيحه لهم “انطلاقهم من نائبين على الأقل في المتن”، ويعززه الرهان على القوى التغييرية. وفي هذا السياق، يأتي حسم الكتائب خيارها إلى جانب عدد من شخصيات المجتمع المدني، وبينهم رئيسة حزب الخضر ندى زعرور لتشكيل لائحة مكتملة يرأسها الجميل.

وتضيف المصادر إلى هذه اللوحة نقطة مهمة لشرح الخيارات الانتخابية للقيادة الكتائبية، خصوصا في ما يخص الفشل في إنشاء تحالف مع النائب ميشال المر، وهو أمر يلتقي عليه الكتائبيون مع عدد من القوى السياسية المتنية. وفي هذا الاطار، تكشف المصادر أن الأوساط السياسية المتنية تحفل بكلام يفيد بأن الوقت حان لإحداث بعض التغيير في الوجوه السياسية في الدائرة، وضخ عنصر الشباب بين ممثليها.

إلا أن كل ما في المشهد الانتخابي في المتن الشمالي يؤكد مضي المر، الذي لا يختلف إثنان على كونه حالة تاريخية استثنائية، بما يفسر استمراره في المفاوضات مع عدد من القوى الفاعلة، بينها الطاشناق. علما أن الأخير كان أول المبادرين إلى جمع التيار الوطني الحر والمر، في محاولة للتأسيس لتحالف في مواجهة القوات والكتائب وسواهما. غير أن هذا المسعى ما لبث أن اصطدم بسجال ذي طابع شخصي بين المر والنائب ابراهيم كنعان يشكل عائقا أساسيا أمام أي حلف بين الطرفين، خصوصا أن اسم كنعان يبدو ثابتة لا مس بها في المتن.

وكما مع المر والكتائب، فشل التيار الوطني الحر في ترجمة تفاهم معراب السياسي في استحقاق أيار النيابي، إنطلاقا، كما تفيد المصادر، من أن حجم الحزبين في الدائرة لا يتيح لهما شبك الأيادي نظرا إلى حسابات مرتبطة بالصوت التفضيلي أولا. تبعا لذلك، رست الخيارات البرتقالية على عدد من المرشحين عرف منهم حتى الآن النائبان ابراهيم كنعان ونبيل نقولا، والوزير السابق الياس بوصعب، والقيادي العوني إدي المعلوف. بدورها، تخوض معراب المنازلة المتنية بعدد من المرشحين، لا سيما منهم القيادي إدي أبي اللمع، والزميلة جيسيكا عازار، والرئيس السابق لمجلس الأقاليم والمحافظات في حزب الكتائب ميشال مكتف.

على أن الاخفاق العوني في الاتفاق مع القوات والكتائب، لأسباب سياسية وتكتيكية،  قد يتيح للحزب السوري القومي الاجتماعي التعاون مع التيار، بحسب المصادر، وهو الخيار الذي تعده الأفضل بعدما قرر القومي إعادة النائب السابق غسان الأشقر (على حساب الوزير السابق فادي عبود) إلى البرلمان من بوابة المتن، خصوصا أن قيادتي الصيفي ومعراب لا تريان في القومي خيارا مقبولا.