IMLebanon

عن “حزب الله” المأزوم… (بقلم رولا حداد)

على مسافة حوالى 40 يوماً من الانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، يعيش “حزب الله” أكثر من أزمة داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الخارجي تتعرّض إيران و”حزب الله” لحملة كبرى تقودها الولايات المتحدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب الذي عزّز فريقه بإبعاد وزير خارجيته ريكس تيليرسون وتعيين مايك بومبييو المعادي لإيران مكانه، وتشمل الحملة إضافة إلى العقوبات الاقتصادية والمالية بحق “حزب الله”، توجّهاً لإستهداف النظام السوري وإيران و”حزب الله” في الداخل السوري بضربات عسكرية أعلن عنها المسؤولون الروس. ويتوقع خبراء أن تشهد سوريا وربما المنطقة ككل مواجهة عسكرية بعد المناورات الكبرى التي شهدتها إسرائيل وبمشاركة قوات أميركية، ما يجعل “حزب الله” في موقع المتوجّس، وخصوصاً في حال اشتراك قوات أميركية ومن حلف شمالي الأطلسي في أي حرب مقبلة.

وفي موازاة الغليان الإقليمي والدولي في مواجهة محور إيران- نظام الأسد- “حزب الله”، يعيش الحزب هاجساً داخلياً مع دخول لبنان في مرحلة العد العكسي للانتخابات النيابية، وخصوصاً في ظل قلقه من إمكان خرق لوائحه في مناطق نفوذه، وخصوصاً دائرة بعلبك- الهرمل التي عاش فيها تجربة خطرة في الانتخابات البلدية قبل عامين.

وظهرت معاناة الحزب انتخابياً من خلال الامتعاض الشعبي الكبير تجاه أسماء مرشحيه في معظم المناطق، ووصل الامتعاض إلى حد أن عدداً من مسؤولي الحزب ووزرائه مُنعوا من القيام بواجب العزاء في أكثر من منطقة!

وقد حاولت قيادة “حزب الله” مواجهة حال النقمة باللجوء للمرة الأولى في تاريخ مشاركة الحزب في الانتخابات النيابية إلى توزيع كتيّب ونشرات بما أسمته “إنجازات” نواب “حزب الله” في مناطقهم في الأعوام الماضية، وهو ما لم يلقَ الصدى الإيجابي المطلوب.

عند هذا الحد اضطر الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى الدخول على خط المعارك الانتخابية مباشرة ليعلن أنه سينزل إلى أرض بعلبك- الهرمل شخصياً إذا لزم الأمر وسيقوم بزيارات إلى المنازل، في محاولة منه لشد العصب وإقناع الناخبين بالتصويت لمصلحة لوائح التحالف الشيعي الثنائي.

لم يعد شعار “المقاومة” يدغدغ مشاعر “البيئة الحاضنة”، وخصوصاً بعد انغماس الحزب في حروب المنطقة، وفي طليعتها الحرب السورية التي سقط فيها للحزب الآلاف من الضحايا والمصابين. بات الجمهور يطلب إنجازات إنمائية بالدرجة الأولى. بات أهل مناطق “حزب الله” يحتاجون إلى تحريك الدورة الاقتصادية في مناطقهم وخلق فرص عمل وليس إلى رفع شعارات.

هكذا يجد “حزب الله” نفسه مأزوماً وفي موقع لا يُحسد عليه في الداخل والخارج. وحتى لو فاز في الانتخابات النيابية وحقق أهدافه، إن وقعت الحرب لن يبقى شيء مضموناً…