IMLebanon

تحالفات ومفاجآت في “الشمال المسيحي”

كتب الان سركيس في صحيفة “الجمهورية”:

إذا لم تحصل مفاجأةٌ في ربع الساعة الأخير، ويتّفق حزبا «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» على المقعد الماروني في البترون، فإنّ الصورة الانتخابية تتّجه الى تأليف 4 لوائح أساسية في دائرة الشمال المسيحي التي تضمّ أقضية البترون- بشرّي- الكورة- زغرتا إضافة الى لوائح للمجتمع المدني.

تعيش الدائرة الثالثة في الشمال شدَّ حبال طبيعياً يسبق كل انتخابات، لكنّ اللافت أنّ العناوين الكبرى قدّ سقطت مع اقتراب موعد 6 أيار. وإذا كانت القوى والأحزابُ المسيحية تعتبر أنّ المعركة هي سياسيّة بامتياز، إلّا أنّ الناخبَ الشمالي يُسقط من ذهنه كل تلك الحسابات الكبرى.

لا يفكّر إبنُ البترون أو زغرتا أو بشري أو الكورة، بأنّ ما يجري في دائرته هو صراعٌ خفيّ على رئاسة الجمهورية بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ولا يتوجّه الى صناديق الإقتراع وفي ذهنه أنّ صوته سيحدّد الزعيمَ المسيحيّ الأقوى الذي سيتزعّم مسيحيّي لبنان والشرق، كذلك فإنّ الناخب الشمالي لم يعد يكترث بالخلافات المسيحية الداخلية، «فالكل تَصالح مع الكل».

ورغم أنّ الشمال المسيحي مُسيَّس الى أقصى درجة، وفيه 3 من قادة الموارنة، إلاّ أنّ العصبَ العائلي والمناطقي ما زال حاضراً بقوّة، ولم تستطع الأحزابُ والتياراتُ الكبرى تحويلَ المعركة سياسية فقط. وهنا تطلّ عائلاتٌ كبرى برأسِها مجدّداً على الساحة، مثال: الدويهي، معوض، فرنجية، مكاري، طوق، رحمة، كيروز، جعجع، غصن، سعادة، حرب، يونس، مراد، طربيه، وكوكبةٌ كبيرة من العائلات التي تبحث عن دورٍ وسط التزاحم على المقاعد النيابية.

والجدير ذكره، أنّ أحداً غيرُ مستعدّ للدخول في المعركة جدّياً قبل 26 آذار، الموعد النهائي والأخير لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية. وحتّى الساعة، فإنّ مشهدَ انتخابات 2009 لن يعود مجدّداً، حينها، كانت 8 و14 آذار تتواجهان في الأقضية الأربعة حيث اعتُمد قانون «الستين».

وتظهر اليوم أربع لوائح أساسية على الساحة، وربما تتألّف لائحة أو أكثر لما يُعرف بـ«المجتمع المدني»، واللوائحُ الأربع هي:

– لائحة «القوات اللبنانية» وتضمّ كلّاً من النائب ستريدا جعجع والمرشح جوزف اسحاق في بشري، النائب فادي كرم في الكورة، المرشحَين فادي سعد في البترون وماريوس البعيني في زغرتا.

– لائحة «التيار الوطني الحرّ» وحركة «الإستقلال» وتضمّ، الوزير جبران باسيل في البترون، المرشحَين جورج عطالله في الكورة وسعيد طوق في بشري، الوزير بيار رفول ورئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض في زغرتا، فيما لم يُحسم إنضمامُ النائب السابق جواد بولس من عدمه الى اللائحة.

– لائحة تحالف «المردة» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» والنائب بطرس حرب والتي تضمّ المرشح طوني فرنجية والنائبَين إسطفان الدويهي وسليم كرم في زغرتا، النائبَين السابقين سليم سعادة وفايز غصن في الكورة، حرب في البترون، والمرشح وليم طوق في بشري مع إمكان إنضمام روي عيسى الخوري إلى صفوفها.

– لائحة «الكتائب» وبعض قوى «14 آذار» وتضمّ النائب سامر سعادة والدكتور شفيق نعمة في البترون، النائب السابق قيصر معوّض في زغرتا، مرشح «اليسار الديموقراطي» جورج منصور في الكورة، والمرشح رياض طوق في بشري.

وهذه اللائحة غير مكتملة وغير نهائية، في انتظار إجراء بعض الإتصالات، ومن المتوقّع أن تخوض الإنتخابات بعشرة مرشحين، وتهدف الى تأمين الحاصل الإنتخابي كمرحلة أولى، والخرق بمقعد على الأقل. ويُتوقّع أن تحوز هذه اللائحة على دعم حزب «الوطنيين الأحرار» والوزير السابق أشرف ريفي، خصوصاً أنّ هناك عدداً لا يُستهان به من الأصوات السنّية تتوزّع بين أقضية البترون والكورة وزغرتا.

ويبقى الأساس هو مع مَن سيتحالف مرشّح تيار «المستقبل» النائب نقولا غصن في الكورة، حيث باتت الخياراتُ محصورةً بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ». ويرجّح البعض أن يتحالف غصن مع «التيار الوطني الحرّ» لأسباب عدّة أبرزها أنّ فرصَ الفوز مع «التيار» أكبر من «القوات»، خصوصاً أنّ النائب كرم يتفوّق على الجميع كورانياً. ومن جهة ثانية، فإنّ الحلفَ بين «المستقبل» و«القوات» إنهار في غالبية الأقضية، ومن المتوقع أن ينسحبَ هذا الأمر على دائرة الشمال المسيحي.

ويؤكّد غصن لـ«الجمهورية» أنّه «مرشحُ «المستقبل»، وأنّ مسألة إنسحابه من المعركة يقرّرها «المستقبل» والرئيس سعد الحريري. ويشدّد على أنّ «تحالفاته ستظهر في اليومين المقبلين، وعندها يكون لكلّ حادث حديث».

إذاً، تبقى التغيّرات في التحالفات رهينة الساعة الأخيرة، في حين أنّ المفاجآتِ الكبرى قد تحدث في 6 أيار، وربما تُظهِر الصناديق أحجاماً جديدة غير المعروفة حالياً.