IMLebanon

إسرائيل: نحن دمرنا منشأة “الكبر” في سوريا

اعترف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته دمرت منشأة في شرق سوريا يشتبه في أنها مفاعل نووي سري قبل أكثر من عشر سنوات.

وبهذا الاعتراف الذي يحمل في طياته رسالة تهديد واضحة لخصم إسرائيل الرئيس في المنطقة إيران، حسمت تل أبيب الشكوك حول مسؤوليتها عن تدمير المنشأة السورية في محافظة دير الزور عام 2007، وسجلت تلك الغارة الجوية الخاطفة رسميا باسمها بعد أن تكتمت عليها طويلا.

الغارة الجوية الإسرائيلية نفذت ليلة السادس من كانون الأول 2007، وأسفرت عن تدمير منشأة صحراوية في منطقة “الكُبر” في محافظة دير الزور، قالت عنها الولايات المتحدة إنها تضم مفاعلا نوويا تشيده سوريا سرا بمساعدة من كوريا الشمالية، الأمر الذي نفته دمشق مؤكدة أن المنشأة التي تم استهدافها كانت قاعدة عسكرية مهجورة.

وعلى الرغم من اتفاق الجميع على مسؤولية سلاح الجو الإسرائيلي عن تلك الغارة، إلا أن تل أبيب أعلنت رسميا للمرة الأولى بعد مضي أكثر من 10 سنوات أن طائراتها الحربية هي من نفذ تلك الغارة التي دمرت المنشأة السورية.

الاعتراف الإسرائيلي عن المسؤولية عن تدمير منشأة “الكُبر” السورية، يأتي بعد أن رفعت تل أبيب السرية عن وثائق متعلقة بالغارة، تزامنا مع تكثيفها تحذيراتها من أخطار تعزيز طهران لوجودها العسكري في سوريا، وتحريضها ضد الاتفاق النووي الدولي مع إيران، ما يجعل من هذا الاعتراف، رسالة تهديد إلى إيران بإمكانية استهداف منشآتها النووية وبأنها ستكون اللاحقة بعد سوريا.

تفاصيل الغارة

روت إسرائيل تفاصيل ما وصف بـ”الدقائق الثلاث” فوق سوريا، في اعترافها أن ثماني طائرات من طرازي “إف – 15″ و”أف-16”  أقلعت ليلة 6 أيلول من قاعدتي “حتسريم” و “رامون” الجويتين ونفذت غارة خاطفة دمرت خلالها مفاعلا نوويا سوريا بني بمساعدة كوريا الشمالية وهو مصمم لإنتاج مادة البلوتونيوم الإنشطارية المستخدمة في صنع القنابل النووية.

السرب الإسرائيلي كان يتكون من أربع من طراز “إف – 15” ومثلها من طراز “إف – 16″، أقلعت من القاعدتين الجويتين الواقعتين جنوب إسرائيل في صمت نحو الهدف، قبل نحو ساعة من منتصف الليل.

وتولت أنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة التشويش المتطورة في تلك الأثناء، تحييد الدفاعات الجوية السورية الصاروخية وأصابتها بالعمى، ما سمح للطائرات المغيرة بإلقاء أطنان من القنابل على الهدف الذي تقول المصادر الإسرائيلية أنه كان مموها كمنطقة زراعية.

الطائرات الإسرائيلية المغيرة نجحت في تدمير الهدف، وحرمت كما يظن الإسرائيليون، عدوهم العربي المتاخم “من سلاح يوم القيامة”.

الإسرائيليون أعلنوا أن طياريهم بعد تلك الغارة لم يحتفلوا بنجاح مهمتهم، وقال أحد الطيارين المشاركين في الهجوم الجوي “لم تكن هناك احتفالات، ولا ضجة”، وإنهم “كبحوا أنفسهم” لأنهم فهموا الأهمية التاريخية لما أنجزوه!

موقع “The Times Of Israel” نقل عن تامير باردو الذي تولى رئاسة جهاز “الموساد” بين عامي 2001 – 2016 قوله :”قامت سوريا لسنوات ببناء مفاعل نووي تحت أنوفنا، ولم نكن نعرف عنه شيئا”، مضيفا وهو يتحدث عن تلك المنشأة باعتبارها مفاعلا نوويا “لم يبن على الجانب المظلم من القمر، بل في بلد مجاور كنا نظن دائما أننا نعرف كل شيء عنه تقريبا”.

وفي السياق ذاته، نقل عن رام بن باراك، وكان يرأس أحد أقسام عمليات الموساد حينها قوله: “أي شخص يقول إنه على علم أن سوريا كانت تبني مفاعلا نوويا، إما أنه لا يعرف أو لا يقول الحقيقة. عندما حصل الموساد على  تلك المعلومات، كانت مفاجأة كاملة”، لبقية مؤسسات الدفاع الإسرائيلية.

وأوضح بن باراك أن التقييم الإسرائيلي حينها لاحتمال تطوير سوريا لمفاعل نووي يتمثل في “ربما نعم ، ربما لا.. ربما كانوا يخططون لمشروع نووي لتخصيب اليورانيوم، وربما مفاعل لإنتاج البلوتونيوم”، لكن لم يكن هناك شيء ملموس نعرفه.

وفي النهاية توصل الإسرائيليون إلى أن منشأة “الكُبر” مطابقة تقريبا لمجمع “يونغبيون” النووي في كوريا الشمالية وهو مخصص لإنتاج مادة البلوتونيوم المشعة.

وزير الدفاع الإسرائيلي ​افيغدور ليبرمان اشار  إلى أنه “على الجميع في ​الشرق الأوسط استيعاب الدرس من الضربة الإسرائيلية للمفاعل السوري”.