IMLebanon

البيئة الشيعية لم تهضم مواقف “السيّد”!

تكاد تكون المنازلة الانتخابية التي ستشهدها دائرة البقاع الثالثة بعلبك – الهرمل من أشرس المواجهات المرتقبة في 6 أيار المقبل، حيث تستعد لائحتان الاولى تجمع “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل”، والثانية تضم الرئيس حسين الحسيني ومستقلين، لمواجهة لائحة الثنائي الشيعي”امل” – “حزب الله”، في منطقة يعتبرها الأخير في شكل خاص، “عرينه”.

الا ان عزم خصوم “الحزب” على تحقيق خرق في “حصنه المنيع” ليس فقط ما يقلق الضاحية، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”. فقد لمس “الحزب” في الايام الماضية خصوصا ومنذ “الانتخابات البلديّة” أصلا، “نقمة” شعبية في داخل البيئة الشيعية نفسها، على أدائه في المنطقة، تفاقمت على مرّ الاشهر والاعوام المنصرمة، اذ يُطلب من شبابها الذهاب للقتال في سوريا حيث عدد كبير منهم لا يعود الى دياره سالما، فيما الإنماء وتأمين أبسط مقومات العيش الكريم لهم ولذويهم في البقاع، غير مؤمّن من قبل نواب “الحزب”.

هذا الواقع غير المطمئن، استدعى تدخلا مباشرا وشخصيا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي خاطب قاعدة الحزب “المفترضة” في البقاع، متحدثا عن استعداده للتجوال في شوارعه للتثبت من تصويتهم لصالح لائحة “الامل والوفاء” في الاستحقاق المرتقب. الا انه لم يكتف بذلك، بل رفع السقف جازما “اننا لن نسمح لحلفاء “النصرة” و”داعش” بتثميل بعلبك – الهرمل”.

وفي وقت يُعتبر من “الطبيعي” الا يقبل منافسو “حزب الله” نعتهم بحلفاء للتنظيمات الارهابية، يبدو ان “معادلة” نصرالله لم يهضمها أيضا الشارع الشيعي، دائما بحسب المصادر. وفي السياق، تكشف عن انتقادات كثيرة وجّهت من قلب البيئة “الحاضنة للمقاومة”، الى مواقف الامين العام، حيث ذهب بعضها الى حد مطالبة نصرالله بالكشف عن اسماء “حلفاء داعش” حتى تتم مواجهتهم، والا فإن ما جاء على لسانه لا يستقيم. وقد قال هؤلاء، وفق المصادر، “كفى تخوينا” و”تحويرا للوقائع” و”كفى تغطية للسماوات بالقبوات”، معتبرين ان إخضاعهم لفحص دم عند كل مفترق طرق لا يجوز، ولسان حالهم “ندين بالولاء للمقاومة ونقف الى جانبها، الا ان ذلك لا يمنعنا من ان نخوض الانتخابات ضد لائحة “الامل والوفاء”، وإعطاء الفرصة لشخصيات جديدة لتسلّم الشأن العام في منطقتنا ومحاولة تحسين اوضاعها، فذلك لا يجعلنا في صفوف داعمي الارهاب”!

واذ تشير الى ان الامين العام يفترض ان يتطرق في كلمته مساء اليوم الى هذه القضية حيث يوضح موقفه بعد الالتباسات التي أثارها، تقول المصادر ان “الحزب” ينكب بكل قواه على متابعة مجريات المعركة الانتخابية المنتظرة في المنطقة. وفيما يبدو خرق لائحته شبه محسوم، بفعل طبيعة القانون الانتخابي من جهة وتصميم خصومه على تحقيق فوز في عقر دار “الحزب”، تلفت المصادر الى ان الاخير يدرس اليوم الخيارات المتاحة امامه، و”أحلاها مرّ”: فإما يرضى بخسارة نائب شيعي مقابل منع وصول مرشح “القوات اللبنانية” طوني حبشي الى الندوة البرلمانية، فيجيّر كمية كبيرة من اصواته التفضيلية للمرشح الماروني على لائحة “الأمل والوفاء” إميل رحمة، أو يرفض خرقه شيعيا من قبل خصومه، لما لهذا الخرق من رمزية، ويفتح الباب امام عبور أبرز معارضيه أكان في القوات او المستقبل او من الشخصيات الشيعية المستقلة الى ساحة النجمة، من بوابة بعلبك – الهرمل، وما تعنيه للحزب.