IMLebanon

سيارات تتخاطب مع بعضها…

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”: 

تتقدّم تكنولوجيا السيارات بوتيرة متسارعة، بحيث ستحتوي السيارات على نحو متزايد مجموعةً من التطبيقات المتّصلة بالمحيط من خلال تقنيات الإتصال والإنترنت.

وصلت التكنولوجيا إلى مراحل متطوّرة من التفاعل بين التقنيات المختلفة، الأمر الذي أدّى الى نشوء صلة واضحة بين صناعة السيارات والإتصال عبر شبكات الإنترنت، فيما يُعرف عالمياً بإسم «السيارات المتصلة». وتشير التوقعات إلى أنّ غالبية السيارات ستحتوي على أكثر التطبيقات إرتباطاً بالشبكة المحيطة بحلول العام 2025.

إمكانات واعدة

هناك إمكانات واعدة وهائلة من شأنها تعزيز مستوى تجربة القيادة والإستفادة من الوقت الذي نمضيه في السيارة. فوجود تقنيات الإتصال والإنترنت في نظام السيارات سيمكنها من التواصل والتخاطب مع بعضها ونقل المعلومات من دون تدخّل السائق عبر مفهوم يُعرف بالـ«Vehicle-to-vehicle»، وتنبيهه بما يحصل على الطريق أمامه.

وهذا يمهّد الى حقبة السيارات الذاتية القيادة. فالسيارت المتصلة ستضفي ميزات جديدة على تجربة القيادة، وذلك بسبب تخفيض نفقات التشغيل وزيادة القدرة على التحكّم وتأمين السلامة، إضافة إلى توفير المزيد من مزايا الراحة. إضافة الى كل ذلك ستوفّر السيارات المتصلة مع بعضها لمالكيها القدرة على التفاعل بوسائل متعددة، تماماً كما نتفاعل الآن مع الهاتف الذكي.

وعلى الرغم من كل تلك الإمكانات الواعدة، لا يزال هناك الكثير من العقبات التي تحتاج إلى معالجة في ظل تنامي الأعداد الكبيرة للشركات التي تتبنّى توجّهات مختلفة لقيادة ثورة السيارة المتصلة بعضها وبالإنترنت.

ومن هذه العقبات عدم إمكانية شبكات الطرق على التعامل مع السيارات المتصلة، ما جعل الإرتقاء بشبكات الطرق التي نستخدمها الى مستوى آخر أمراً واقعاً، لا سيما مع طرح نماذج وتصاميم السيارات الذاتية القيادة المتصلة مع بعضها وبالإنترنت التي بدأت بالظهور أخيراً، وشهدت إندفاع شركات تصنيع السيارات لأنها تجعل التنقل أكثر كفاءة وأماناً. فالبنية التحتية في غالبية دول العالم ليست قوية بما فيه الكفاية لإدارة وحماية البيانات المرتبطة بتقنيات إنترنت الأشياء في السيارة.

الأمن الإلكتروني

إنّ أبرز التحدّيات التي تواجه صناعة السيارات المتصلة بالإنترنت هو الأمن الإلكتروني. فالمخاطر المتنامية المرتبطة بالسيارات المتصلة بالإنترنت وبالشبكات الخلوية باتت واضحة وحساسة، لأنه قد يتسبّب أحد القراصنة من الوصول إلى السيارة، ومنها التحكّم من بعد بخصائص الأمان الهامة، ما يمكن أن يشكّل خطراً على الركاب وعلى حركة السير.

فالتركيز بشكل كبير على ضرورة ضمان أمن الركاب في هذه السيارات من خلال إيلاء مسائل الأمان الإلكترونية أولوية قصوى من أجل حماية البنية التحتية الذكية للسيارة والمنظومة المتنامية من التطبيقات المتكاملة والمعقّدة التي يتمّ تنزيلُها على أجهزتها.