IMLebanon

معركة جزين: تحالفات مصالح تخطّت المبادئ لحساب المقاعد

كتب يوسف دياب في صحيفة “الشرق الأوسط”:

فرض القانون الانتخابي الجديد في لبنان، تحالفات الأمر الواقع في الدوائر المختلطة، على عدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية المتخاصمة منذ عام 2005، ودفع بها إلى تقديم تنازلات والتخلّي عن شعارات ومبادئ رفعتها لسنوات طويلة، لهدف واحد هو تقاسم المقاعد النيابية مع الحلفاء الجدد، على قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة»، وهذا ما يسري على دائرة صيدا جزين، بالغة التعقيد، التي زاد من تعقيداتها تعدد اللوائح فيها، وسقوط الاصطفافات السابقة، ما جعل الناخب فيها تائهاً بين خيار الحفاظ على المبادئ التي صوّت لأجلها في دورتين سابقتين، وتحالف انتخابي آنيّ مهدد بالانفراط في اليوم الثالث للعملية الانتخابية.

وتتنافس في هذه الدائرة أربع لوائح انتخابية، ثلاث منها ترتدي طابع المعارك السياسية باصطفافات جديدة؛ الأولى تتشكّل من تحالف تيار «المستقبل» مع المستقلين، والثانية لائحة تحالف «التيار الوطني الحرّ» مع «الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري، والثالثة لائحة تحالف حركة «أمل» و«حزب الله» مع رئيس الحزب الشعبي الناصري أسامة سعد، أما الرابعة فهي لائحة المجتمع المدني المدعومة من الأحزاب اليسارية.

ومع إغلاق باب تشكيل اللوائح، يبدو الحلفاء الجدد في قلق دائم، للنتيجة التي ستولدها صناديق الاقتراع، وقد اعترف منسّق تيار «المستقبل» في صيدا وجنوب لبنان الدكتور ناصر حمود، بأن المواجهة التي يخوضها التيار والمستقلون بمواجهة اللوائح الأخرى «ليست سهلة، لكنها منطلقة من تحالف يحمل أفكاراً جديدة قادر على تغيير الروتين القائم».

وأكد حمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن النائب بهية الحريري «متحالفة من المرشّح عن المقعد السنّي الثاني في صيدا حسن شمس الدين، ومع الدكتور روبير خوري المرشّح عن المقعد الكاثوليكي في جزين، والمحامي أمين رزق نجل الوزير السابق إدمون رزق عن المقعد الماروني في جزين، وأنجيل خوند عن المقعد الماروني، وجميعهم أصحاب تاريخ طويل في العمل الإنساني والاجتماعي والتربوي».

وفي وقت ارتأى «المستقبل» خوض غمار الاستحقاق خارج التحالف مع أي حزب في هذه المنطقة، فإن «التيار الوطني الحرّ» ذهب بعيداً في تحالف لافت مع «الجماعة الإسلامية»، رغم الخلافات المزمنة بينهما، باعتبار أن القانون الانتخابي الجديد ألغى كلّ الاصطفافات القديمة، وأزال ما كان يعرف بـ«المحادل» التي تكتسح مناطق بكاملها. ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل حزب أو شخصية لديها حجمها في دائرة صيدا جزين، لكن لا شيء ثابت في الأحجام».

غير أن تحالف «أمل» مع النائب السابق أسامة سعد، هو أكثر ما يقلق «التيار الوطني الحرّ»، لكونه تحالفاً قوياً تسعى عبره «أمل» إلى استعادة أحد المعقدين المارونيين في جزين إلى كتلتها النيابية، لكن زياد أسود رأى أن «أهمية التحالف مع (الجماعة) والبزري ينطلق من قاعدتين؛ الأولى الحفاظ على استقلالية كل منطقة، والثانية حفظ التوازنات التي لم يحترمها الآخرون»، في إشارة إلى حركة «أمل» ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان يحتفظ بمقاعد جزين الثلاثة ضمن كتلته النيابية.