IMLebanon

النازحون من بيت جن يغادرون “شبعا” عائدين إلى سوريا

كتبت كارولين عاكوم في صحيفة “الشرق الأوسط”:

بعد سنوات من التهجير يغادر المئات من أهالي بيت جن ومزرعة بيت جن في ريف دمشق، منطقة شبعا الحدودية في لبنان؛ وذلك نتيجة اتفاق المصالحة الذي كان توّصل إليه النظام والفصائل المعارضة في هذه المنطقة السورية نهاية العام الماضي، وأدى إلى خروج المقاتلين ورافضي الاتفاق إلى الشمال السوري.

ورغم بعض المعلومات التي أشارت إلى تعرّض الأهالي للضغوط من قبل النظام ورئيس بلدية بيت جن السابق هيثم حمودي الذي هدّدهم بالعودة الفورية أو منعهم من الرجوع بشكل نهائي، ينفي كل من رئيس بلدية شبعا محمد صعب وحمودي هذه المعلومات، مؤكدين أن السوريين الذين سيغادرون لبنان صباح اليوم على متن حافلات النظام الخضراء اختاروا الذهاب بإرادتهم بعيداً عن أي ضغوط، وذلك بعد حصولهم على ضمانات لعودة آمنة ووعود بعدم الملاحقة. ومع تولي الأمن العام اللبناني التنسيق مع النظام السوري لرعاية عودة اللاجئين على أن ينقل النازحون من المدخل الغربي لبلدة شبعا إلى قراهم في الجهة الشرقية لجبل الشيخ، عبر طريق الحاصباني – المصنع، أكد صعب لـ«الشرق الأوسط»، أن البلدية لا علاقة لها بالاتفاق إنما بُلّغت بنتيجته، وهي تقوم بدورها لتسهيل المهمة، وقد سجّل حتى الآن نحو 550 شخصاً من أصل ستة آلاف لاجئ يعيشون في شبعا، على أن ينقلوا على متن حافلات النظام الخضراء صباح اليوم (أمس)، لافتاً إلى أن معظم الذين اختاروا المغادرة هم من كبار السن، على اعتبار أن العائلات التي لديها أطفال في المدارس تفضّل انتظار انتهاء العام الدراسي. وأبلغ قائمقام حاصبيا أحمد الكريدي «وكالة الأنباء المركزية»، أنه «تلقى خبر عودة النازحين إلى سوريا من رئيس بلدية شبعا محمد صعب»، لافتاً إلى أن «بلديات العرقوب وشبعا تعاطت إنسانياً مع النازحين، ومنهم أهالي بيت جن، وقدمت لهم كل الدعم والمؤازرة الأخوية». من جهته، أشار حمودي الذي لجأ إلى لبنان في عام 2014 إلى «أن العودة تأتي نتيجة طبيعية لما آلت إليه الأوضاع في البلدة التي خضعت للمصالحة قبل أربعة أشهر، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» «حصلنا على تطمينات من النظام بأنه لم يعد هناك أي خطورة على جميع المواطنين، على أن تتم تسوية أوضاع كل المطلوبين قبل تاريخ 8 – 1 – 2018، وسيتم منح الشباب المطلوبين للخدمة ستة أشهر للالتحاق». وفي حين لفت إلى أن معظم المسجلين هم من أبناء مزرعة بيت جن الذين بإمكانهم العودة إلى بيوتهم، ويعتمدون على بعض الموارد الزراعية لتأمين لقمة عيشهم، قال إن معظم من فضّل البقاء في شبعا هم من عائلات بيت جن التي هدّمت منازلها أو غير قابلة للسكن.

ويبلغ عدد العائلات المتحدرة من بيت جن نحو 140 عائلة من أصل 380، وذلك من أصل ما يقارب 5 آلاف لاجئ هربوا إلى شبعا والعرقوب المجاورة من مناطق سورية عدة، منها حمص وإدلب ودرعا. ولن تقتصر العودة على عشرات العائلات التي ستغادر، بحسب حمودي إنما سيكون الباب مفتوحاً أمام الجميع للعودة في وقت لاحق. ويذكر أن الأمن العام اللبناني كان قد أنشأ مركزاً له عند هذه المنطقة الحدودية عام 2014 لمراقبة عمليات التسلل والانتقال غير الشرعي.