IMLebanon

إسرائيل لن تغادر سماء سوريا!

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: يَعتقد مصدر عسكري كبير يعمل ضمن قوات حلفاء سوريا ان “من الصعب جداً على سلاح الجو الاسرائيلي مغادرة سماء بلاد الشام. ففي شباط الماضي أَظهرتْ الرادارات الروسية ان طائرتين اسرائيليتين قد أُسقطتا يوم إطلاق الدفاعات الجوية السورية صواريخها باتجاه سرب من سلاح الجو الاسرائيلي اخترق المجال الجوي السوري. فسقطت طائرة واحدة في منطقةٍ معلنة ولم تستطع اسرائيل إخفاء الواقعة، فيما سقطتْ أخرى في البحر. إلا أن تل ابيب اعترفت بفقدان طائرة واحدة من طراز F-16.

ويؤكد الضابط العالي الرتبة “ان إسرائيل لن تَقْبل بقواعد الاشتباك الجديدة التي شكّلها إطلاق نظام الدفاع الجوي السوري صواريخه تجاه طائراتها وما عناه من أن القيادة ستفعل ذلك في كل مرة. ولذلك من الممكن توقع ان تحصل مواجهات أخرى في المستقبل”.
وثمة اعتقادٌ ان اسرائيل لا تستطيع أن تسمح لائتلاف ايران – “حزب الله” – الأسد بالانتصار وفرْض قواعد اللعبة عليها. وتواصل إيران إرسال صواريخها المتطورة والأسلحة المحدّثة الى “حزب الله” لمواجهة التحدي المحتمل المتمثّل في حربٍ مستقبلية مع اسرائيل. وعلى الرغم من حقيقة واضحة أن مستودعات «حزب الله» قد تكون ممتلئة ومنتشرة على الجغرافيا اللبنانية – السورية بهدف تنويع مصادر النيران ضدّ إسرائيل، فإن إنتاج ايران المتقدّم وقدرتها الصاروخية المتطوّرة ضرورية لحماية استمرارية شريكها اللبناني وهزيمة اسرائيل في أي مواجهة مقبلة.

وفي شباط الماضي، بحسب المصدر العسكري الكبير نفسه، استخدمتْ دمشق تكتيكاً جديداً ضد سلاح الجو الاسرائيلي تمثّل بإطلاق نحو 25 صاروخاً مضاداً للطائرات دفعة واحدة للتأكد من أن من المستحيل ان تتجنّب الطائرات هذه الغزارة من النيران. وكان الهدف إلحاق الهزيمة بالقوات الجوية الاسرائيلية وهذا ما حدث تماماً.

وتملك روسيا وسوريا غرفة عمليات مشتركة مع إيران لمراقبة المعارك الدائرة في سوريا ولرصْد التحركات في السماء. وتغطي هذه الرادارات الحدود التركية والعراق والمنطقة الواقعة تحت الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سوريا وكذلك اسرائيل. وتتم مراقبة كل طائرة نفاثة تنطلق من المطارات العسكرية الاسرائيلية عن كثب وفي الوقت الفعلي، بما في ذلك حركة الطائرات الأكثر تطوراً – وأغلى طائرة في العالم التي يبلغ ثمنها بين 125 و112 مليون دولار تم بناؤها من قبل شركة «لوكهيد مارتن» – التي تملكها اسرائيل وهي الـ F-35s Stealth Fighters.

وقد أعلنتْ قوات مشاة البحرية الأميركية عن القدرة التشغيلية الأولى لطائرتها F-35B في تموز 2015، فيما أعلنت القوات الجوية الأميركية أنها أدخلت الى الخدمة طائرتها ال F-35A. . وتلقت القوات الجوية الاسرائيلية عدداً محدوداً (من المتوقّع ان يصل الى 50 طائرة بحلول 2024) من الطائرات F-35 Adir Stealth Fighters الأكثر تطوراً في العام 2016 ولكنها أكملت التدريبات وأدخلتْها في الخدمة نهاية العام 2017.

وعلى الرغم من ان الـ F-35 بُنيت للتملص من الرادارات، يبدو ان روسيا قادرة على بناء ما يكفي من البيانات لتتبع مسارها أثناء التحليق فوق سورية. ولذلك يستبعد الضابط الروسي في سورية ان تستخدم اسرائيل الـ F-35: «من الخطر للغاية ان تخسر اسرائيل طائرة واحدة F-35 وهي تعتبر فخر الولايات المتحدة، ولا سيما عندما تكون الأنظمة الدفاعية الأرضية في سوريا جاهزة للتعامل مع اي انتهاك اسرائيلي لأجوائها”.

وقال رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت ان “سلاح الجو الاسرائيلي لم يعد يطير فوق سوريا”. غير انه ناقَض نفسه في المقابلة عيْنها عندما قال ان “اسرائيل لن تتسامح مع تطوّر القدرات التي تهدد وجود اسرائيل، وهذه هي الرسالة المستقبلية لأعدائنا”. ويَعتقد ايزنكوت ان «حزب الله» لا يملك بعد صواريخ دقيقة قادرة على ضرب أهداف محددة في اسرائيل كما قيل سابقاً او اعتُقد في الماضي.

وعلى ذلك يجيب الضابط الرفيع المستوى ان «هذه المعلومات تُظهِر إما مستوى المعلومات الاستخباراتية التي تملكها اسرائيل، أو ما هي مستعدة لقوله لطمأنة الداخل أو لانتظار ردات الفعل للتأكد أو تقييم النفي أو المعلومات التي ستعود إليها من جراء هذا التصريح. ووفقاً لتقديراتنا فإن “حزب الله” كان يملك العام 2006 عدداً محدوداً من الصواريخ الدقيقة. إلا ان عدم تقييم ردة فعل اسرائيل (بحربٍ على لبنان) يوم خطْف الجنود الاسرائيليين (لاجراء عملية تبادُل بين السجناء والجنود) وبسبب التباطؤ اللوجيستي، فإن ذلك حال دون وصول كمية الصواريخ الدقيقة الى يد «حزب الله” في لبنان وبقائها في مخازنها الاستراتيجية. واليوم يبدو ان ايران تزوّد “حزب الله” بقدرات متطوّرة للتملّص من “القبة الحديدية” و”نظام ديفيد سلينغ” او نظام اعتراض الصواريخ الأميركية باتريوت. فلندع اسرائيل تكشف ما لدى حزب الله اذا كانت مستعدة لحرب ثالثة”.

وتحاول اسرائيل العودة الى قواعد الاشتباك القديمة لضرْب أي شاحنة تابعة لـ «حزب الله» متوجهة الى لبنان أو في المستودعات التابعة لها في سوريا قبل نقْلها. إلا ان هذه السياسة «الاستباقية» وضرْب أهداف للجيش السوري في جنوب سوريا لم تعد مفيدة. ويعود السبب الى انه لا يمكن لأي من الجماعات الجهادية او المعارِضة إحداث أي فارق في سورية بعدما فشل التحالف الأميركي – الأوروبي – الإقليمي في تحقيق ذلك بعد 7 سنوات من الحرب. وها هي غالبية المدن قد سقطت – عدا مدينة ادلب والاجزاء التي تقع تحت احتلال اميركا وتركيا – الواحدة تلو الأخرى، فيما سوريا المفيدة بيد حكومة دمشق.

وتُعتبر محافظتا درعا والقنيطرة آخر معقل مهمّ لتنظيم “داعش” المتمثّل بحليفه «جيش خالد بن الوليد»، و«القاعدة» والمئات من “الجيش الحر”. ولم يعد الأمر يستحق المغامرة وفقدان اسرائيل لسمعتها العسكرية إذا قررت مساعدة هؤلاء – كما فعلت في الأعوام الماضية – وخسارة طائراتها من دون تحقيق أي مكسب استراتيجي.

واذا أطلقت اسرائيل صواريخ بعيدة المدى، قال الضابط الحليف: “أعتقد ان القيادة في دمشق تفكر في إطلاق صواريخ ومضادات فوق المستوطنات الاسرائيلية لإيجاد قواعد اشتباك جديدة تحدّ من الانتهاكات الاسرائيلية للأراضي السورية. فسوريا العام 2011 لم تعد كما أصبحت عليه سوريا 2018 لأن دمشق اليوم مستعدة لمواجهة تحديات كثيرة لم تكن لتجابهها في السابق”.