IMLebanon

معركة الكورة… مَن الأقوى بين المرشحين؟

كتب ألان سركيس في صحيفة “الجمهورية”:

يعيش قضاء الكورة أياماً حاسمة قبل يوم 6 أيار، خصوصاً أنّ هذا القضاء يشكّل فسيفساء لأحزاب وشخصيات عدّة، تتصارع فيما بينها.

تحتلّ الكورة موقعاً يتوسّط أقضية البترون وبشري وزغرتا، لتشكّل معها دائرة الشمال الثالثة التي تضم 10 مقاعد مسيحيّة.

وتُعتبر الكورة القضاء الوحيد في لبنان الذي يضمّ 3 نواب أرثوذكس، ويبلغ عدد الناخبين 61 ألف ناخب، يتوزعون كالآتي: 8.5 آلاف ناخب سنّي، 1200 ناخب شيعي، 500 ناخب علوي، و50 ألف ناخب مسيحي.

إقترع في قضاء الكورة عام 2009 نحو 27 ألف صوت، وفي الإنتخابات الفرعية عام 2012 التي فاز فيها مرشح «القوات» فادي كرم إقترع نحو 24 ألف صوت.

ويتنافس في دائرة الشمال الثالثة 4 لوائح، وبالتالي فإنّ الإنتخابات في الكورة ستخاض على هذا الأساس، أما اللوائح المتنافسة كورانياً فهي:

لائحة «الشمال القوي» التي تضمّ تحالف «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المستقبل» وحركة «الإستقلال» وقد رشّحت في الكورة كلاً من النائب نقولا غصن، والمرشحَين جورج عطالله وغريتا صعب.

لائحة «معاً للشمال ولبنان» التي تتألف من تحالف تيار «المردة» والحزب «السوري القومي الإجتماعي» والنائب بطرس حرب، ورشحت كلاً من النائبَين السابقين سليم سعادة وفايز غصن، وعبدالله الزاخم.

لائحة «نبض الجمهورية القوي» والتي تتألف من تحالف «القوات» و«الكتائب» واليسار الديموقراطي» وتضمّ في الكورة كلاً من النائب فادي كرم، ومرشح الكتائب ألبير إندراوس، ومرشح «اليسار» جورج منصور.

لائحة المجتمع المدني «كلنا وطني» وتضمّ في الكورة المرشحَين سليم غنطوس وفدوى ناصيف.

وتتأثر النتائج في دائرة الشمال الثالثة بما سيجرى في الكورة، ولذلك لا بدّ من النظر الى وضعية القوى الموجودة وأحجامها التقريبية.

«القوات»

تعطي «القوات اللبنانية» أهميةً استثنائية لمنطقة الكورة خصوصاً أنها تشكل بوابة بشري، وقد بدأ العمل القواتي منذ عام 2005 مع النائب الراحل فريد حبيب واستمرّ مع النائب الحالي فادي كرم الذي يُعتبر من النواب القليلين جداً الذين يسكنون في منطقتهم، والناجحين برلمانياً وإعلامياً وخدماتياً.

وساعدت عوامل عدة «القوات» لتصبح القوة الأولى في الكورة، ولعلّ أبرزها العمل المتراكم في المنطقة، واتّجاه الكورة الى خط القومية اللبنانية.

وسقطت مقولة أنّ نقطة قوة «القوات» في القضاء هي حضورها في البلدات المارونية مثل دربعشتار، عين عكرين، بزيزا، رشدبين وغيرها. فقد حافظت على وجودها في هذه البلدات لكنها اصبحت قوة صعبة في بلدات أرثوذكسية كبرى مثل كفرعقا، كوسبا، بصرما، دده، بشمزين، كفرحزير. كما أنّ النائب كرم من بلدة اميون وقد نجح في تحقيق خرق شعبي في قلعة الحزب «السوري القومي» باعتراف الخصوم، وقد يراوح عدد الأصوات التفضيلية التي سيحصدها بين 8 و10 آلاف صوت.

«القومي»

ويبدو جلياً، أنّ الصراع في الكورة بين خطّي «القوات» و«السوري القومي» مستمرّ، وقد أثّرت الخلافات بين القوميين على الترشيحات في حماستهم، وقد حسم الحزب خياره باعتماد النائب السابق سليم سعادة، ويطمح «القومي» للعودة الى المجلس، وتُعتبر أميون مركز قوته، اضافة الى وجود مهم في بلدات القويطع.

لم يعد القومي القوة الأساسية في الكورة لكنّ التقديرات تشير الى انه قد تراوح أصواته التفضيلية بين 5 و6 آلاف صوت.

«ألمردة»

يستغل تيار «المردة» هذه الإنتخابات من أجل العودة النيابية الى الكورة، فقد كان ممثلاً قبل إنتخابات 2005 بالنائب السابق فايز غصن، لكنّ التغيّرات السياسية أدّت الى خروجه من الندوة النيابية.

ويعتمد غصن بشكل أساسي على رصيده الخدماتي ورصيد رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي حلّ أولاً في الكورة في إنتخابات 2005، لكنّ مشكلة غصن الأساس هي أنّ مرشح «القومي» قد يسبقه في الأصوات التفضيلية. ويقدّر البعض قوة «المردة» بين 3 و 5 آلاف صوت.

«التيار الوطني الحرّ»

ويحاول «التيار الوطني الحرّ» التأسيس لحالة شعبية في الكورة، وقدّ رشح عام 2009 المحامي جورج عطالله، وأعاد ترشيحه في الإنتخابات الحالية، ويسعى الى تكوين حيثية، على رغم أنه من بلدة كفرعقا التي تُعتبر الخزان البشري لـ«القوات» أرثوذكسياً.

وعلى الرغم من التحالف مع الحزب «السوري القومي» في دوائر عدّة، إلّا أنّ التحالف مع «التيار» في الكورة قد فشل لأنّ الأرضية لم تسمح بذلك، وظلّ التباعد بينهما حتى في الفترات السابقة.

وتقدَّر قوة «التيار» بين 3 و 4 آلاف صوت في القضاء.

«المستقبل» وغصن

يُعتبر النائب نقولا غصن من الزعامات التقليدية في الكورة، خصوصاً انه نجل زعيم الكورة النائب الراحل فؤاد غصن، إبن بلدة كوسبا، العاصمة السياسية للقضاء.

يقدّر البلوك الخاص بغصن بنحو 1500 صوت، تُضاف إليها أصوات تيار «المستقبل» التي تقدّر بأكثر من 3 آلاف صوت إضافة الى أصوات نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ما يجعله من أوفر المرشحين حظاً.

الكتائب و«اليسار الديموقراطي»

عرف حزب الكتائب في فترة ما قبل الحرب تمدّداً في الكورة وخصوصاً في البلدات المارونية، لكن بعد مجزرة إهدن عام 1978 تهجّر الكتائبيون من الكورة، من ثمّ حضر حزب «القوات اللبنانية» بقوة في المنطقة. ويحاول الكتائب من خلال مرشحه ألبير إنداوس تحقيق خرق ما، لكنّ إندراوس هو إبن بلدة كفرعقا التي تتمتع فيها «القوات» بشعبية كبيرة، ما يُعتبر ثغرة، وينطبق عليه ما ينطبق على عطالله.

بدوره، يحاول «اليسار الديموقراطي» الذي شكّل جزءاً مهماً من «14 آذار» التواجد في الكورة، خصوصاً أنّ البيئة الكورانية كانت مؤاتية للأفكار اليسارية، لكنّ التغيّرات السياسية أدّت الى تراجع الأحزاب اليسارية.

وتقدّر قوّة الكتائب «اليسار» بما يزيد عن الألف صوت.

النتيجة

في المحصلة، لا يمكن حسم النتيجة من الآن، لأنّ هذه الأرقام قد تتصاعد خصوصاً إذا إرتفعت نسبة التصويت.

في المقابل، فإنّ الحاصل الإنتخابي العام سيؤثر على توزيع النواب في الكورة وبقية أقضية الدائرة، وقد تفوز أيُّ لائحة بمقعدين في حال لم تستطع أخذ نواب في أقضية أخرى وكل ذلك رهنٌ بعملية جمع الأصوات التفضيلية وقسمتها على اللوائح، وبذلك تُعرف النتيجة.