IMLebanon

لهذه الأسباب يشكل جورج عقيص عنوان معركة زحلة قواتياً

خاص- IMLebanon:

تخوض “القوات اللبنانية” معركة انتخابية بالغة الحساسية والدلالات في دائرة زحلة والبقاع الأوسط التي تُعتبر إحدى أبرز المعاقل القواتية، وربما الأبرز على الإطلاق بعد قضاء بشري. ولعل أبرز أسباب هذه الحساسية في انتخابات الـ2018 هي:

أـ تخوض “القوات” هذه الانتخابات من دون حليف مسلم فاعل، فهي في مواجهة الثنائي الشيعي المتحالف مع النائب نقولا فتوش في دائرة من المتوقع أن يبلغ فيها حجم التصويت الشيعي بحدود 17 ألف مقترع، وفي مواجهة تيار المستقبل المتحالف مع “التيار الوطني الحر” مع توقعات بأن يبلغ حجم التصويت السني أكثر من 30 ألف مقترع.

ب ـ تخوض “القوات” معركة زحلة الانتخابية للتأكيد على أن فوزها بـ3 مقاعد نيابية في انتخابات الـ2009 لم يكن مصادفة أو بضربة حظ، إنما لإثبات هوية زحلة القواتية مسيحياً مع الاعتراف بأن القانون الحالي النسبي يصعّب الفوز بـ3 مقاعد مجدداً رغم أن في حسابات “القوات” بات نيلها حاصلين أمراً واقعياً وهذا يُعتبر إنجازاً في ظل المعادلات القائمة.

إنطلاقاً مما سبق حددت “القوات اللبنانية” أولويات واضحة لمعركة الـ2018 ما جعل اسم القاضي السابق جورح عقيص العنوان الأهم والأبرز من دون منازع لمعركتها الانتخابية وذلك للأسباب الآتية:

ـ أولاً: جورج عقيص هو المرشح القواتي الكاثوليكي الأساسي في قانون انتخابي تدرك “القوات” أنه من المستحيل أن تنال فيه المقعدين الكاثوليكيين في عاصمة الكثلكة في البقاع ولبنان، وبالتالي فإن لفوز عقيص رمزية خاصة أكثر من ضرورية في تمثيل “القوات اللبنانية” لهوية زحلة والبقاع الأوسط السياسية.

ـ ثانياً: بعد الحملة الشرسة التي تعرّض لها القاضي السابق، قرّرت “القوات” ليس فقط ضرورة أن يفوز عقيص إنما أن يتصدّر كل لوائح مرشحي زحلة والبقاع الأوسط بالصوت التفضيلي، أي أن ينال عقيص العدد الأكبر من الأصوات التفضيلية في هذه الدائرة وبفارق عن جميع المرشحين على كل اللوائح لإثبات أن “القوات” تشكل القوة السياسية والحزبية والشعبية الأولى ومن دون منازع في زحلة والبقاع الأوسط في مواجهة ماكينات حزبية وعائلية شرسة وفي مواجهة إمكانات مالية هائلة.

هكذا أصبح اسم جورج عقيص عنواناً أول للمعركة القواتية في زحلة، وجعل كلمة السرّ القواتية تسري كالنار في هشيم زحلة الانتخابي: “كل الأصوات التفضيلية لجورج عقيص”، على اعتبار أن عدد النواب الذي ستناله “القوات” في زحلة مرتبط بعدد الحواصل التي ستحصل عليها اللائحة والذي يجب أن يأتي نتيجة مجهود الجميع وبغض النظر عن عدد الأصوات التفضيلية للمرشح الثاني في اللائحة، أما نيل عقيص أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية فهدفه وضع “القوات” في المرتبة الأولى في زحلة وبجدارة رغم المنافسة الشديدة القائمة.

ـ ثالثاً: انطلاقاً مما سبق تواجه الماكينة القواتية في زحلة أي محاولة لتشتيت للأصوات التفضيلية القواتية على أكثر من مرشح على اللائحة، وذلك حرصاً منها على عدم سحب أصوات قواتية باتجاه أي مرشح ولو كان قريباً مثل النائب إيلي ماروني الذي له صداقات بين القواتيين أو المرشح سيزار المعلوف الذي يملك إمكانات مالية ويوظف عدداً من القواتيين، وخصوصاً في ظل استشراف المسؤولين القواتيين لبعض المحاولات داخل اللائحة لاستقطاب أصوات قواتية ما يمكن أن يُضعف وضعية عقيص المطلوب له أن يتصدّر جميع المرشحين. ولهذا السبب يشدد المسؤولون القواتيون على المرشحين الآخرين في اللائحة على ضرورة العمل لاستقطاب الأصوات من خارج “القوات” لرفع حاصل اللائحة من جهة ولأن الأصوات القواتية يجب أن تصب بالكامل لمصلحة عقيص للأسباب المذكورة.

وفي الخلاصة يدرك القواتيون جيداً أن الدكتور سمير جعجع يولي لمعركة زحلة أهمية قصوى توازي بل تكاد تفوق متابعاته لكل الدوائر الأخرى، وهذا ما دفعه إلى النزول شخصياً إلى أرض المعركة من خلال مشاركته في قداس الشهداء في 14 نيسان واللقاءات التي أجراها والتي كان مطمئناً بنتيجتها إلى سير المعركة وفق الخطة المرسومة.