IMLebanon

هل تُخرَق “الأمل والوفاء” في الجنوب الثالثة؟

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

أقلّ من 11 يوماً تفصلنا عن الانتخابات النيابية في ظلّ تزايدِ الحماوة والتنافس الانتخابي، واستخدامِ العدة الانتخابية وما يرافقها من كلام سياسي يصل أحياناً إلى النبرة والحدة في الخطاب السياسي، وهو ما يندرج في إطار اللوازم الانتخابية، ويبدو أنّ دائرة الجنوب الثالثة التي تتنافس فيها 6 لوائح ستشهد ارتفاعاً في المنافسة التي تنحصر على ما يبدو بين لائحتين أساسيتين وهما «الأمل والوفاء»، و»الجنوب يستحق».

وتضمّ «الأمل والوفاء» تحالفَ حركة «أمل» و«حزب الله» والحزب «القومي السوري»، والتقدّمي والبعث السوري، مقابل لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة من تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والحزب الديمقراطي اللبناني، وتجهَد الثانية لإحداثِ خرقين أو خرقٍ على حدِّ ما تُردّده مصادرُها، فيما تؤكّد «الأمل والوفاء» قدرتَها على منعِ هذا الخرق برفعِ الحاصل الانتخابي الى أعلى قممِه من خلال دعوتها للإقبال الكثيف على الاقتراع للّائحةِ ومرشحيها لمنعِ ما تسمّيه أيّ تسَلل إلى متانتها القوية.

ومهما يكن فإنّ التحضيرات والاستعدادات تجري في الدائرة وسط مراقبة دولية لها من قبَل بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات التي تجول على المرشحين وعلى بلدات الدائرة وتسجيل ملاحظاتها في كلّ الامور والنواحي وتركّز في استفساراتها إن كان هناك ضغوطات على الناخبين في عملية الاقتراع من أيّ جهة حزبية.

وتُعتبر دائرة الجنوب الثالثة أكبرَ الدوائر الانتخابية من حيث عدد الناخبين، الذي يُقدَّر بأكثر من 460 ألف ناخب، والمخصّص لها 11 مقعداً في المجلس النيابي، وتضمّ أربعة أقضية: النبطية، مرجعيون، بنت جبيل، وحاصبيا.

ويؤكّد المعنيون بالعملية الانتخابية، على أنّ المعركة في الدائرة تكمن في الحاصل الانتخابي، الذي يقدَّر بـ 22000، فيما تتوقّع أوساطٌ مراقبة أن لا تكون هذه الدائرة خارج دائرة التجاذبات السياسية نظراً للتنوّع الطائفي والحزبي الذي تتميّز به، وهي بذلك قد تشهد تنافساً يَبلغ الذروةَ على بعض المقاعد، لا سيّما السنّي والأرثوذكسي، بدورها تصف أوساط «أمل» و«حزب الله» المعركة بـ»الهادئة نظراً للوقائع الميدانية التي تشير إلى أنّ القوّة الأساسية في هذه الدائرة تتمثّل بتحالف ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» الذي حصَد عام 2009 مع حلفائه المقاعدَ بأكملها».

من جهتها، تؤكّد مصادر لائحة «الأمل والوفاء» للناخبين الذين تلتقيهم في لقاءات منظمة يومياً، حاجتَها إلى كثافة اقتراعٍ في يوم الانتخاب، معتبرةً أن «لا حاجة ليشغلَ المنتخبون بالهم بالصوت التفضيلي بل أن يصوّتوا للّائحة، وإن نالت الحاصلَ الأعلى لا يعود هناك حاجة للبحث في الصوت التفضيلي»، مشيرةً إلى أنّ «المعركة شرسة في مرجعيون – حاصبيا وأنّ صوت أيّ ناخب يُعتبَر بصوتين: الأوّل تفضيلي والثاني للّائحة.

وتشدّد على عدم التصويت نهائياً للّائحة المنافسة لـ»عدم إنجاح عماد الخطيب أو شادي مسعد للخصومة السياسية معهما ولأنّ وصول أحدِهما وهو لا يحمل خيار أهالي الجنوب المقاوم»، على حدّ ما تُردّده مصادرُها الاعلامية، فـ»إنّ ذلك يعني أنّ خطاباً سياسياً آخر سيَشهده الجنوب لأربع سنوات وسيكون مختلفاً عن خطاب المقاومة، ولذلك فهي وإنْ كانت تخشى أيّ عملية خرق إلّا أنّها تسعى لسدّها من خلال رفع الحاصل الانتخابي».

بالمقابل، تؤكّد لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة من «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والحزب الديمقراطي اللبناني أنّها «قادرة على حصدِ 3 مقاعد، الأرثوذكسي شادي مسعد لخرق أسعد حردان في «الأمل والوفاء» عن قضاء مرجعيون حاصبيا، والسنّي عماد الخطيب، ولخرقِ قاسم هاشم في «الأمل والوفاء»، والدرزي وسام شروف لخرق أنور الخليل في «الأمل والوفاء» عن القضاء ذاته، أو على الأقلّ فهي مرتاحة لإحداث خرقٍ واحد قد يكون الخطيب على الأقل، وهي تسعى للوصول الى الحاصل الانتخابي».

هذا ويتنافس في هذه الدائرة 46 مرشّحاً يتوزّعون على ستّ لوائح:

1 – «لائحة الأمل والوفاء» وتضم: محمد حسن رعد، هاني حسن قبيسي، ياسين كامل جابر (شيعة/النبطية)، حسن فضل الله، أيوب حميّد، علي بزي (شيعة/بنت جبيل)، علي حسن خليل، علي رشيد فياض (شيعي)، قاسم هاشم (سنّي)، أنور الخليل (درزي)، أسعد حردان (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

2 – «لائحة الجنوب يستحق» وتتألف من: هشام محمود مفيد جابر، مصطفى علي بدر الدين، نديم عسيران (شيعة/النبطية)، محمّد مصطفى قدوح، حسين جهاد الشاعر (شيعة/بنت جبيل)، عماد الخطيب (مرشّح «تيار المستقبل، للمقعد السنّي)، شادي جرجس مسعد (مرشّح «الوطني الحر» للمقعد الأرثوذكسي)، وسام كمال شروف (مرشّح «الحزب الديمقراطي اللبناني» للمقعد الدرزي)، عباس محمد شرف الدين ومرهف أحمد رمضان (عن المقعدين الشيعيين)/ مرجعيون-حاصبيا.

3 – «لائحة شبِعنا حكي» وتتألف من: أحمد اسماعيل، رامي عليق (شيعة/النبطية)، علي الامين (شيعة/بنت جبيل)، عماد قميحة، (شيعي) وفادي سلامة (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

4 – «لائحة صوت واحد للتغيير» وتتألف من: علي حسين حاج علي (شيعي/النبطية)، عباس سرور، حسين بيضون، أحمد مراد (شيعة/بنت جبيل)، سعيد عيسى (سنّي)، غسان حديفة (درزي)، هلا أبو كسم (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

5 – «لائحة فينا نغيّر» وفيها: أحمد الأسعد (شيعي/النبطية)، محمد فرج، عبدالله السلمان (شيعة/بنت جبيل)، عبير رمضان، رباح بي حيدر (شيعة)، عدنان الخطيب (سنّي)، كنج علم الدين (درزي)، منح صعب (روم أرثوذكس) / مرجعيون-حاصبيا.

6 – «لائحة كلّنا وطني» وتضمّ: جميل بلوط (شيعي/النبطية)، ريما حميد، صلاح نور الدين (شيعة/بنت جبيل)، أكرم قيس (درزي)، وفادي أبو جمرة (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

وتتوزّع المقاعد الأحد عشر على الشكل التالي:

  • 3 مقاعد شيعية في بنت جبيل
  • 3 مقاعد شيعية في النبطية
  • 5 مقاعد في مرجعيون – حاصبيا ( 2 للشيعة، 1 سنّي، 1 درزي، 1 روم أرثوذكس)

ويرى الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق علي ناصر الدين في حديث لـ«الجمهورية» أنّ المعركة في دائرة الجنوب الثالثة «هادئة». وفق حساباته، ستحصد «لائحة الأمل والوفاء» تسعة مقاعد حُكماً.

وهنا يُرجّح أن تصلَ لائحة «الجنوب يستحق» إلى الحاصل الانتخابي ليكون من نصيبها المقعد العاشر، لتنحصرَ المعركة على المقعد 11 والذي من المتوقّع أن يعود أيضاً لـ»لائحة الأمل والوفاء»، وفق ناصر الدين الذي يُشير إلى أنّ اللوائح الأربع المتبقية «شبِعنا حكي»، «صوت واحد للتغيير»، «فينا نغيّر»، و«كلنا وطني» هي خارج دائرة المنافسة.

كما يشدّد الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق على أنّ الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة يعَدّ من أكبر الحواصل الانتخابية على مستوى لبنان، فنسبة الاقتراع قد تتخطّى الخمسين بالمئة، وسط توقّعات بتوجّهِ نحو 240 ألف مقترع الى صناديق الاقتراع.