IMLebanon

انتخابات المغتربين: شكاوى وأسماء تحت الخانة السوداء!

كشفت صحيفة «الجمهورية» انّ مراجع وجهات سياسية تَلقّت على مدى نهار أمس، سلسلة من الشكاوى من بعض اللبنانيين المسجّلين في انتخابات المغتربين، وكذلك من مندوبي بعض الماكينات التابعة لهم، حول حصول الكثير من الامور المُلتبسة، ومنها خلو لوائح الشطب من أسماء بعض المسجلين، وإضافة أسماء على بعض اللوائح في بعض الاماكن بخَط اليد وخلافاً للقانون، والتضييق على بعض الناخبين الذين ينتمون الى مناطق معينة وممارسة التهويل عليهم وتقييد حريتهم.

وبحسب المعلومات، فقد أفيدت المراجع المذكورة بأنه في بعض الاقلام في احدى العواصم العربية، تمّ منع ما يزيد عن 30 لبنانياً من احدى المناطق الجنوبية من الادلاء بأصواتهم، وابلغ بعضهم انّ اسماءهم تحت الخانة السوداء.

وهذا الامر حَرّك في الساعات الماضية اتصالات على اكثر من خط داخلي، عبّرت خلاله بعض المراجع عن استنكارها لهذا الامر الذي من شأنه ان يضع هذه الانتخابات مع نتائجها في خانة الشبهة، التي لا يمكن ان يُقبل بها. وقالت: «في الأساس، كنّا نخشى على كيفية نقل صناديق الاقتراع من العواصم العربية الى بيروت، وحذّرنا من أنها لن تكون مأمونة، لأنها تفقد في الطائرات من يحميها، وتكون عرضة للتلاعب فيها. والآن إضافة الى ذلك تبلّغنا بما أكّد خشيتنا ممّا كنا نخشى منه من ضغوطات وما شَابَه على الناخبين من لون معيّن ومن مناطق معينة».

وقال مصدر مسؤول معنيّ بلوائح الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية»: «إن صحّت هذه المعلومات، فمن الصعب علينا ان نُمرّر هذا، لا بل يستحيل علينا ان نمرّرها، وسنواجهها حتماً بالخطوات الملائمة لها، والتي ستكشف عن نفسها بنفسها».

في سياق متصل، أجمعت قراءة بعض الخبراء في الشأن الانتخابي للانتخابات الاغترابية العربية، على انّ أهميتها تكمن في انها المرة الاولى التي يشهد لبنان مشاركة للمغتربين في انتخاباته، وهو أمر يسجّل للقوى السياسية التي وافقت على هذا الامر. وبالتالي، لا يمكن مصادرة هذا الانجاز وتجييره لفريق دون غيره من الفرقاء. كذلك تكمن أهميتها في أنها قدّمت الصورة التقريبية لِما سيكون عليه حال انتخابات السادس من ايار من حيث نسبة الإقبال، ذلك انّ المزاج اللبناني واحد سواء أكان مقيماً او مغترباً.

وبالتالي، حماسة الناخبين تبقى دائماً ضمن السقف (قيل انها تخطت الستين في المئة)، فالناخبون في الخارج هم من مختلف الدوائر وبلغت نسبة إقبالهم اكثر من خمسين في المئة بدرجتين او ثلاثة، ما يعني انّ هذه النسبة هي النسخة المصغّرة عن النسبة التي ستصل اليها انتخابات 6 ايار، والتي تشكّل اختلافاً جوهرياً عن النسبة التي حققتها انتخابات العام 2009 والتي بلغت 55.65%.

ما يعني انّ الناخب اللبناني متأثّر بما هو متأثّر به سابقاً، وليس بالمؤثرات الجديدة التي سعى بعض الاحزاب والتيارات، وخصوصاً أحزاب السلطة، الى استخدامها لتحشيد الناخبين سياسياً وطائفياً ومذهبياً».

وعكست مواقف الديبلوماسيين والقناصل المُشرفين على العملية الانتخابية، انها تمّت في أجواء طبيعية في كافة الاقلام، وانّ عملية الانتخاب تتمّ بحرية من دون تَدخّل من أحد. وتمّ نقل وقائع العملية الانتخابية عبر كاميرات جهّزت لهذه الغاية في 6 دول عربية وفي 32 قلم اقتراع، وذلك حفاظاً على تأمين الحق الانتخابي بأعلى معايير الشفافية والنزاهة، على حدّ تعبير الامين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، الذي اشار الى «اننا لم نلحظ وجود مشاكل والتفاصيل التي أبلغنا عنها تمّ تذليلها، لم نلحظ أيّ مشكل خارج المألوف، بعض الانتقادات البسيطة قمنا بتوضيحها».

ويبلغ عدد المغتربين الذين سجلوا أسماءهم للاقتراع في بلاد الانتشار قبل زهاء 4 أشهر، حوالى 83 ألفاً، على أن تشطب أسماؤهم من لوائح القيد في لبنان، إذ إن كثراً منهم يزورون البلد للمشاركة في الاقتراع، كما كان يحصل في الدورات الانتخابية السابقة.

وتحولت القنصليات والسفارات اللبنانية في مصر، دولة الإمارات، السعودية، عُمان، قطر والكويت، مراكز اقتراع، إضافة إلى اعتماد بعض القاعات (32 مركز اقتراع) منذ السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً، فيما أقيمت غرفة عمليات في مقر وزارة الخارجية في بيروت، في حضور مندوبين عن وزارة الداخلية، ورُبطت مراكز التصويت فيها إلكترونياً وعبر شاشات كبيرة، مكّنتها من مراقبة تصويت كل مقترع ورصد المخالفات ونسبة الاقتراع تدريجاً، وهي بلغت 46.8 في المئة، أي 5908 مقترعين حتى عصر أمس، من أصل 12615 ناخباً كانوا سجلوا أسماءهم. وحضر مندوبون عن اللوائح الـ77 المتنافسة في مراكز الاقتراع في الدوائر الـ15.

وأشرف وزير الخارجية جبران باسيل على غرفة العمليات منذ الصباح، وانتقل رئيس الجمهورية ميشال عون إليها لتفقد سير العملية مبدياً إعجابه بالتنظيم والوسائل التقنية في مراقبة مجرياتها من بُعد، معتبراً أنه «أرقى شيء في العالم». أما باسيل فاعتبر أن «من حق المغتربين المشاركة في رسم مستقبل لبنان». وانضم إليهما وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي رأى أن العملية الانتخابية في الدول العربية «في أيدٍ أمينة مع وزير الخارجية ولديّ ملاحظات فرح وإعجاب… ولا شكاوى حتى الآن».

رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، تحدث عن «حصول شائبة سأضعها برسم وزارة الداخلية للعمل على حلها، إذ سقط بعض الأسماء سهواً، لأنها كافية للطعن بالعملية الانتخابية». واستدرك: «فخورون باقتراع المنتشرين، وهذه ثمرة نضال عشرة أعوام وفي النهاية حصلنا على هذا الحق».

وعلمت «الحياة» من مصادر اغترابية أن بعض الذين سجلوا أسماءهم في السعودية وكندا وألمانيا وبلجيكا اكتشفوا أن أسماءهم غير موجودة على لوائح المقترعين عند توزيع الأسماء على مراكز الاقتراع. كما أن بعض الفرقاء شكا لـ «الحياة» عدم حصول مندوبيه على أذونات الحضور في أقلام الاقتراع للمرحلة الثانية غداً.