IMLebanon

شمص: بعلبك الهرمل لا تستأهل أن يتم التعامل معها بهذه الطريقة

اتخذت المعركة الانتخابية في دائرة بعلبك – الهرمل طابعاً عائلياً إثر اندفاع العشرات من أبناء العشيرة بمهاجمة المرشح على لائحة الثنائي الشيعي، اللواء جميل السيد، على ضوء فتح ملفات مرتبطة برفع الحصانة النيابية عن المرشح المنافس، يحيى شمص، في عام 1994، واتهامه بأنه يتبنى خطاب “تيار المستقبل” و”حزب القوات اللبنانية”، اللذين يتحالف معهما في لائحة واحدة.

ويعتبر يحيى شمص أبرز المنافسين للائحة الثنائي الشيعي في دائرة “بعلبك – الهرمل”، ويخوض الانتخابات على لائحة واحدة مع “المستقبل” و”القوات”، بينما يخوض السيد المعركة على لائحة الثنائي الشيعي. وقد هاجم الأخير، في إطلالة تلفزيونية، المرشح شمص، قائلاً إن “المجلس النيابي صوّت في عام 1994 على رفع الحصانة عن شمص، استجابة لطلب غازي كنعان، باستثناء كتلة (الوفاء للمقاومة) (كتلة حزب الله) الّتي انسحبت (يومها) من الجلسة، وها هو اليوم يترشح ضدهم”. كما اتهم شمص بتبني خطاب حليفيه “المستقبل” و”القوات” في الانتخابات.

وتحرك العشرات من آل شمص لانتقاد السيد، على ضوء تصريحاته، قائلين في مواقع التواصل الاجتماعي إن السيد “هبط بالمظلة على دائرة بعلبك – الهرمل”، بالنظر إلى أن الأخير يتحدر من قرية في قضاء زحلة، وترشح عن دائرة بعلبك – الهرمل، واعتبروا أن التعرض ليحيى شمص “إساءة للعائلة بأكملها”.

ويعد هذا التطور الأول من نوعه بين العائلة، التي يقدر عدد ناخبيها بنحو 7 آلاف صوت انتخابي، ومرشح على لائحة الثنائي الشيعي. وقد نفى يحيى شمص أن يكون بمواجهة اللواء السيد حصراً، قائلاً لـ”الشرق الأوسط” إنه قدم اعتراضه على ترشيحات “لائحة الثنائي الجنوبي”، بحسب تسميته لـ”الثنائي الشيعي”، وذلك “لأنهم رشحوا على لائحتهم شخصاً من خارج المنطقة”، مضيفاً أن المنطقة “لا تستأهل أن يتم التعامل معها بهذه الطريقة”.

وقال شمص: “لا ملفات قديمة عندي. المفروض أن يتحدث السيد عن الوقائع، وهو الأدرى بها بحكم موقعه السابق وقربه من السوريين في حقبة وجودهم”، وأضاف: “نخوض معركة انتخابية وفق قانون نسبي جعل من الصوت الانتخابي أمراً ذا قيمة، ونخوضها بشكل ديمقراطي. ففي النهاية، كلنا أبناء بعلبك – الهرمل أبناء عائلة واحدة، وتنتهي الخطابات الانتخابية بعد يوم الانتخابات، لذلك يفترض أن نتحاشى الخلافات، ونمنع المشكلات”.

وأعرب شمص عن رفضه للخطابات التي تتهمه بأنه معارض لـ”المقاومة”، مؤكداً أنه “ضد الاتجار بالمقاومة. ونحن لسنا ضدها كوننا من الأوائل الذين كنا في الخط، وما زلنا، للدفاع عن أرضنا وحدودنا”، مشدداً على أنه “يعارض أي تصرف له علاقة بالسيطرة في الداخل بقوة السلاح”، وأنه “مع تكريس منطق الدولة في الداخل اللبناني”.

ويحظى شمص، الذي يترأس اللائحة المنافسة للثنائي الشيعي، بتأييد قسم كبير من أبناء عائلته التي تنتشر بين الهرمل وبعلبك وقرى شعث واللبوة وبوداي والكنيسة.

وتقول مصادر مواكبة لـ”الشرق الأوسط” إن العائلة “منقسمة بين من يؤيد يحيى شمص وآخرين يؤيدون الثنائي الشيعي”، لافتة إلى أن هؤلاء “إما محزبين في (حزب الله) أو مناصرين له، أو لهم مصالح مشتركة تربطهم بحزبي الثنائي الشيعي”.

وقالت المصادر إن يحيى شمص “لا تقتصر شعبيته على أبناء العائلة، فقد حاز في انتخابات عام 2005 على 40 ألف صوت في الانتخابات، كما أن هناك كثيراً من مؤيديه ومناصريه في العائلات الأخرى، بالنظر إلى أن يواظب منذ زمن بعيد على تقديم خدمات للأفراد في المنطقة، ويحبه الناس، وقد أقام مشاريع كثيرة في المنطقة”، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن طبيعة القانون تفرض اصطفافات مختلفة عن السابق، وتضمن له في الأوساط الشيعية نحو 10 آلاف صوت على الأقل”، ما يعني أنه يحتاج إلى أصوات من السنة أو المسيحيين ليستطيع خرق لائحة الثنائي الشيعي.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن عدد المقترعين في الدائرة قد يصل إلى 160 ألف مقترع، ما يعني أن اجتياز عتبة الحاصل الانتخابي تستدعي حصول المرشحين العشرة على 16 ألف صوت بالحد الأدنى.

وأثار ترشيح السيد في المنطقة جدلاً في أوساط العائلات في بعلبك – الهرمل، التي تعتبر أن السيد من منطقة أخرى يفترض ترشيحه فيها، بينما هناك كثير من العائلات غير الممثلة ضمن حصة الثنائي الشيعي في البرلمان والحكومة، ويقتصر التمثيل على عدد محدود من كبرى العائلات والعشائر في المنطقة.