IMLebanon

الاحتقان المذهبي يُعيد “الحوار الثنائي” الى الواجهة؟

لفتت “المركزية” أنه كان عاما 2015 و2016 عامي “الحوار الثنائي” بين الخصمين السياسيين اللدودين “تيار المستقبل” و”حزب الله”. ففيما الشلل يتآكل المؤسسات الدستورية بسبب الفراغ الرئاسي الذي بدأ منذ خروج الرئيس ميشال سليمان من سدّة الرئاسة في ايار 2014 من دون ان يُسلّم خلفه الامانة، بالتزامن مع تمدد رقعة المعارك في المنطقة لتصل الى الجارة الاقرب سوريا، رمى رئيس مجلس النواب نبيه بري حجراً في المياه الراكدة سياسياً واقتصادياً نتيجة الفراغ برعايته طاولة حوار تجمع التيار والحزب تحت قبّة عين التينة بجدول اعمال من بندين اساسيين: تنظيم الخلاف بين الفريقين في ظل الفراغ الرئاسي وكيفية ايجاد الحل وتنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، خصوصاً السنّي والشيعي في وقت كان يسلك مساراً تصاعدياً في المنطقة.

ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر مثّلوا “التيار الازرق”، المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” الشيخ حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله مثّلوا الحزب، والوزير علي حسن خليل كمعاون للرئيس بري في ادارة جلسات الحوار.

41 جولة حوارية عقدها الثنائي منذ اوائل العام 2015 وحتى 20 اذار 2017 نجحت اولاً بالصورة نفسها وانعكاسها الايجابي المنشود على “الجمهورَين” وعلى المناخ العام في البلاد وبانجاز الاستحقاق الرئاسي ثانياً الذي اتى بالرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا بتوافق القطبين بعدما كانت مواقفهما الرئاسية متباعدة جداً، ليتوقّف بعد ذلك عدّاد الجولات عند الرقم 42 نتيجة انخراط اعضائه بورشة انتاج قانون جديد للانتخابات.

فمنذ نيسان 2017 وطاولة الحوار الثنائي غائبة عن المشهد السياسي من دون ان تسقط معها الصورة الجامعة لقطبيها اللذين لا يزالان يجلسان معاً على طاولة حكومة “استعادة الثقة”. فهل ستظهر مجدداً على الشاشة المحلية مادام الحوار والتفاهم يطبعان مواقف القوى السياسية كافة الخارجة من انتخابات نيابية خلطت اوراق التحالفات والتوازنات؟ وهل الاشكالات التي شهدتها شوارع بيروت وبعض المناطق بعد صدور نتائج الانتخابات وما تخللها من مظاهر استفزازية، معطوفة عليها التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة بعد خروج اميركا من الاتفاق النووي مع ايران واشتعال الجبهة الايرانية-الاسرائيلية على الارض السورية، تدفع الى نفض الغبار من جديد عنها لتنفيس الاحتقان المذهبي.

واكدت مصادر في “حزب الله” لـ”المركزية” “ان لا مانع لدينا من استئناف الحوار الثنائي، ليس فقط لتنفيس الاحتقان المذهبي، انما للبحث في الاستراتيجية الدفاعية التي اعلن رئيس الجمهورية انها ستكون عنوان مرحلة ما بعد الانتخابات. كذلك، لا مشكلة لدينا في من سيكون الراعي الجديد له، رئيس الجمهورية او رئيس المجلس النيابي، فنحن منفتحون على كل ما من شأنه المحافظة على الاستقرار وعدم جرّ البلد الى اتون الصراعات والازمات، خصوصاً ما يحصل في المنطقة”.

وتخيم الاجواء الايجابية ايضاً على الضفة الزرقاء لجهة الترحيب بكل ما يأتي في خانة الحوار، الا ان مصادر في “المستقبل” دعت في المقابل عبر “المركزية” الى “انتظار النتائج التي ستخرج بها طاولة الحوار التي يعتزم الرئيس عون الدعوة اليها كما سبق واعلن لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وتنفيذ ما تبقى من اتّفاق الطائف”.

واذ قللت من ارتفاع منسوب الاحتقان المذهبي في البلد الذي كان نتيجة للشحن الانتخابي، بدليل ان طرفي الحوار ومعهما “حركة امل” سارعت الى استنكار الاشكالات التي شهدتها شوارع العاصمة منذ ايام ودعت الى نبذ الفتنة واخمادها في مهدها”، اعتبرت “ان لا داعي لاستئناف الحوار الثنائي اقله في هذه المرحلة، بحيث يجب ان نصبّ جهودنا في اتّجاه “إنجاح” طاولة الحوار المُزمع عقدها في بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية”.