IMLebanon

شابلن، تعال الى لبنان… (بقلم آية يونس)

نعم، لن تجد قوس قزح ما دمت تنظر إلى الأسفل.

نعم، يوم بلا ضحك هو يوم ضائع.

نعم، لا شيء دائم في هذا العالم، ولا حتى مشاكلنا.
نعم، نحن نفكر كثيرا ونشعر قليلا.
نعم، الشيء الذي يغني من يأخذونه ويزيد من يعطونه هو الابتسامة.

نعم، اليوم الأكثر مضيعة في حياتي، هو اليوم الذي لا أبتسم فيه.

نعم، انّها أقوال شارلي شابلن، هو الذي عاش أقسى أنواع الفقر والجوع والحرمان، وتألم في مرحلة الطفولة، فنام في الشوارع ثم عاش في ملجأ للأيتام.

هو الحزين الذي أسعد العالم. ومن دون تعميم، أسأل بعض المسؤولين اللبنانيين، كيف أدخلتم أنتم السعادة الى قلوبنا مثل شابلن؟

ضحك في كل الأوقات حتى في زمن الظلم والبكاء والسرقة والنهب والفساد السياسي وانتهاك الحريات…شارلي شابلن الذي وزّع الابتسامات على العالم وهو صامت، من دون صوت.

هو عاش بصمت وأنت أيها المسؤول اشتريت الصوت.

هو أضحك الناس معه وأنت ضحكت على الناس.

هو أخفى همومه وتعاسته وفقره في قبعته السوداء، وانت عملت من أجل التبعية والاقطاعية والديكتاتورية وقمع الحريّة والظلامية والعبودية وعلى رأسك قبّعة حمراء، صفراء، زرقاء، خضراء، وبقيت السوداء لتشابلن وللبنانيين.

اضطر شابلن أن يعمل في مسح الأحذية، وانت جعلت اللبناني مضطر الى تقبيل الأحذية.

أب مدمن على الكحول وأمّ في مصحّ للأمراض العقليّة ولم يغرق في هاوية المخدرات، فما بالك يا ابن الأكابر، ابن الأغنياء الذي لا ينقصك شيء سوى القليل من الحرمان لتعرف قيمة ما أنت فيه.

هذا “الصعلوك” “المتشرّد” “المتسكّع” حرّك مشاعر ووجدان الناس بأدواره السينمائية التي تحمل مضمونا اجتماعيا وانسانيا، وأنت أيها المسؤول اللبناني حرّكت الرأي العام كالدمى بأدوارك التمثيلية التي تحمل مضمونا سياسيا وسياسيا…

كان يرى أن “الفنّ الحقيقي لا يحتاج لكلمات حتى يصل للمشاهد”، وانت أيها المسؤول، جعلتنا نصدّق أن العمل الحقيقي يحتاج لكلّ هذه الضجّة وكلّ هذا الكلام والخطابات والاحتفالات لكي يصل الوطن، الى الوطنيّة.

هو جسّد في فيلم “الديكتاتور العظيم” شخصية أدولف هتلر النازية بطريقة كوميدية وضع فيها رؤيته الخاصة عن الديكتاتورية والتسلّط وحلم السيطرة على العالم، ولم يتردّد في مهاجمة هتلر رغم أن ألمانيا في هذا الوقت كانت في أقوى حالاتها ممّا أدّى الى نفيه خارج أميركا حتى وفاته.

هو الذي عندما سأل عن سبب رفضه حمل الجنسية الأميركية قال: “لأنني مواطن عالمي…أنا رجل أنتمي الى العالم كله. “جريء هو شابلن، لا يخاف! امّا انت أيها المسؤول، فتلجأ الى الدول الأخرى لتلحق بها وتستأذنها قبل القيام بأي مشروع واتخاذ اي قرار له علاقة بلبنانك.

فيه طموح الانسان الذي حاول اصلاح العالم بواسطة الضحك… ولا شيء غير الضحك! وانت لم تحاول اصلاح هذه النقطة الصغيرة من العالم بواسطة شيء، ولا شيء غير اللا شيء.

نعم، هو الكوميدي الصامت الذي أضحك العالم… وبأقواله دعا الناس الى الابتسامة والفرح والأمل والجرأة.

هو شابلن صانع السعادة من وراء المآسي.

فابتسم أيها اللبناني وتأمّل أن يتحقّق “الحلم اللبناني”.