IMLebanon

الاقتراح الأميركي: الحدود البرية والبحرية ومزارع شبعا

تحرّك ملف النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل مجددا، وبقوّة، في الساعات الماضية، وقد استدعى اجتماعا رئاسيا تنسيقيا في بعبدا دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضمّه الى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. دوافع اللقاء تظهّرت تباعا: فبعد ان تحدث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز “عن افكار جديدة طرحت عبر قناة سرية اميركية للوساطة في النزاع البحري بين تل ابيب وبيروت”، متمنيا ان “نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع”، كشف الرئيس بري مساء أن الوفد الأميركي الذي زار لبنان الأسبوع ‏الماضي، وفي عداده عضو الكونغرس الأميركي من أصل لبناني داريل عيسى، نقل إلى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب كلاماً إسرائيلياً حول الرغبة في حوار كامل حول الحدود مع فلسطين المحتلة، ‏وضمناً مزارع شبعا المحتلة.

هي مستجدات أميركية، طرأت على القضية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فواشنطن، وبعد التغييرات التي أجرتها في الخارجية لناحية استبدال وزيرها ريكس تيلرسون بمايك بومبيو وتعيين ديفيد شينكر كمساعد له لشؤون الشرق الاوسط، خلفا للسفير ديفيد ساترفيلد الذي احيل الى التقاعد، تستعجل تسوية النزاع بين الجانبين وإنهاء الخلاف الحدودي. لماذا؟

الادارة الاميركية تعتزم تفعيل مسار “صفقة القرن” وحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي في المرحلة المقبلة، تتابع المصادر، وبالتالي ترى ان ضبط الوضع في المناطق المحيطة بالاراضي المحتلة وتهدئة الامور فيها، ضروري، لنزع فتيل اي توترات يمكن ان تنشأ فيها، تشوّش على عملية السلام وتؤثر سلبا على تفرّغ الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية.

الاقتراح الاميركي، بحسب المصادر، سلّة متكاملة، يشمل الحدود البرية والبحرية بين لبنان والكيان العبري، ومن ضمنها مزارع شبعا المحتلة التي دخلتها اسرائيل عام 1958. وبما ان هوية “المزارع” ملتبسة ومحط “تجاذب” اذا جاز القول، بين بيروت ودمشق، فإن واشنطن، وفق المصادر، تطرح أيضا، أن تترافق مساعي حل النزاع بين لبنان واسرائيل، مع ترسيم للحدود بين لبنان وسوريا، شرقا وشمالا.

فالحدود بين الدولتين سائبة ولم تخضع لأي ترسيم دقيق وواضح منذ عقود. وقد تبين لأكثر من مسؤول دولي وأممي تابع هذه القضية على مر السنوات، أن لبنان دولة غير محددة الأطراف ولا مستندات ولا وثائق واضحة ورسمية تظهر وتثبّت أين تبدأ الاراضي اللبنانية وأين تنتهي.

وتقول المصادر ان لبنان ينتظر زيارة يفترض ان يقوم بها شينكر في الايام او الاسابيع المقبلة، وربما بعد تأليف الحكومة العتيدة، الى بيروت، للاطلاع من كثب على تفاصيل الوساطة المتجددة التي تقوم بها واشنطن. الا ان موقف الدولة واضح وحاسم بعدم التخلي او التنازل عن اي جزء من حقوق لبنان ومصالحه وثرواته وأراضيه برا وبحرا.

في الاثناء، يفترض ان يساهم الاجتماع الثلاثي بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي برعاية الامم المتحدة في الناقورة، والذي يعقد الاسبوع المقبل، بحسب المصادر في تظهير التوجهات الاسرائيلية في مسألة الترسيم بحرا وبرا، علما ان تقدما حصل، بحسب المصادر في شأن النقاط البرية الـ13 المتنازع عليها، حيث لم يبق سوى اثنتين عالقتين.