IMLebanon

الأسد يتحدى الاتفاق الأميركي الروسي: إيران باقية في سوريا

أطلق رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأربعاء، سلسلة مواقف لافتة من حيث المضمون، ومن ناحية التوقيت أيضًا. فهو اعتبر أن الطلب من “حزب الله” مغادرة سوريا سابق لأوانه، لأن مكافحة الإرهاب ستستمر لفترة طويلة. وأكد في الموازاة أن الجنوب السوري أمام خيارين، إما المصالحة أو التحرير بالقوة، مشيرًا إلى أن “ما طرح بعد تحرير الغوطة هو التوجه إلى الجنوب، وكنا أمام خيارين: إما المصالحة أو التحرير بالقوة، وهنا طرح الروسي إمكانية إعطاء فرصة للتسويات والمصالحات”، وتابع خلال مقابلة مع قناة “العالم” الإيرانية “لكن حتى هذه اللحظة ليست هناك نتائج فعلية لسبب بسيط وهو التدخل الإسرائيلي والأميركي”، متهمًا إياهما “بالضغط على الإرهابيين في تلك المنطقة لمنع التوصل إلى أي تسوية أو حل سلمي”، مضيفًا “بغض النظر عن غرفة الموك (غرفة الاستخبارات المشتركة لدول ما يسمى “أصدقاء سوريا-الموك” ومقرها عمّان) ذهبنا باتجاه الجنوب ونعطي المجال للعملية السياسية فإذا لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة”. وشدد، ردًا على سؤال عن وجود صفقة لإخراج حليفته إيران من جنوب سوريا، على أن العلاقة “استراتيجية” مع طهران و”لا تخضع لتسوية في الجنوب أو الشمال”. وقال الأسد، ردًا على سؤال حول عدم وجود قواعد إيرانية في سوريا على غرار القواعد الروسية: “لو وجدنا بالتعاون والتنسيق أو بالحوار مع الإيرانيين أن هناك حاجة لوجود قواعد عسكرية إيرانية فلن نتردد”.

وفي معرض تحليلها لكلام الأسد، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، إن إثارته الوضع في الجنوب السوري والحضور الإيراني في سوريا ليست بريئة، خصوصًا في هذه اللحظة السياسية الدولية. فهو يبدو يتحدى الإرادة الأميركية – الروسية على تعزيز مناطق خفض التوتر في سوريا، ولاسيما جنوبًا، عبر فرض سحب المقاتلين الإيرانيين من هذه المنطقة، بإصراره على بقاء قوات الجمهورية الإسلامية ومن يدور في فلكها وعلى رأسهم “حزب الله” في سوريا ولـ”فترة طويلة”، على حد تعبيره.

وتشرح المصادر في السياق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أبلغ الأسد، خلال استقباله في موسكو منذ أسابيع، بضرورة خروج المقاتلين الأجانب من الجنوب، على أن ينتشر الجيش النظامي فقط في المنطقة، بالإضافة إلى الشرطة الروسية. فكان رد الأخير أنه سيتولى المهمة مع حلفائه الإيرانيين. غير أن الوقت مضى، وتبين أن أي تقدم على هذا الصعيد لم يطرأ، بل أن دمشق وطهران تبديان عزمًا على مواصلة عملياتهما العسكرية في الجنوب السوري، بدليل حديث الأسد عن أن “لا خيار سوى التحرير بالقوة”.

وأمام هذا الواقع، تقول المصادر إن موسكو نقلت إلى الأسد، تحذيرًا من أن أي إجراءات ميدانية للنظام وإيران في تلك البقعة الجغرافية لن تحظى بأي دعم جوي روسي. لكن الأخطر هنا، تتابع المصادر، هو أن نفض روسيا يدها من دمشق وتصرفاتها المستقبلية قد يسهّل إقدام الأخيرة على خطوات غير محسوبة النتائج، ربما أشعلت المنطقة، إن هي وحلفاءها قررا تعزيز وجودهما في الجنوب على مقربة من الجولان وعلى مرمى حجر من الحدود الإسرائيلية.

وبحسب المصادر، يأتي تصعيد الأسد كلاميًا عشية إطلاق المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا محركاته مجددًا على خط إحياء المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية، إذ أعلن الأربعاء أن “مسؤولين روسًا وإيرانيين وأتراكًا كبارًا سيجتمعون في جنيف الأسبوع المقبل لبحث تشكيل لجنة دستورية سورية، قبل أن يشير الخميس إلى أنه سيجتمع مع مسؤولين من أميركا ودول حليفة لبحث اللجنة الدستورية السورية في 25 حزيران.