IMLebanon

الأسواق في قلب عاصفة تهديدات ترامب

كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”: 

ارتفعت حدّة الحرب التجارية امس بعد التهديد التصعيدي والاستفزازي للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على 200 مليار دولار من البضائع المستوردة من الصين. وشهدت الاسواق الناشئة يوماً متوتراً، كذلك الامر بالنسبة لاسواق القطع وبورصات الاسهم العالمية في مختلف القارات، في حين تلقى الذهب نصيبه من الخسائر ايضاً.

انخفض الدولار مقابل الين الياباني والفرنك السويسري امس الثلاثاء بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية على الصين مما أجج المخاوف من حرب تجارية متصاعدة مضرة بنمو الاقتصاد العالمي، لكن الدولار ارتفع مقابل العملات الاوروبية.

وزادت حدة الصراع بشأن التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم يوم الثلاثاء حين هدد ترامب بفرض رسوم نسبتها عشرة بالمئة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار ما أثار تحذيرا سريعا من بكين بالردّ.

وانخفضت أسواق الأسهم العالمية بشدة، وتراجع اليوان الصيني مقابل الدولار الى أدنى مستوى في أكثر من خمسة أشهر.

واقبل المستثمرون على العملات التي تعتبر ملاذا آمنا بما في ذلك الين الياباني الذي ارتفع 0.8 بالمئة إلى 109.56 ين للدولار وهو أعلى مستوياته في أسبوع.

وتلقى الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذا آمنا في أوقات اضطرابات الاسواق، دعما من التطورات الاخيرة ليرتفع 0.3 بالمئة مقابل الدولار إلى 0.9918 فرنك.

من جهة أخرى، شهدت الأسواق الناشئة حالة من التوتر الشديد بسبب الإنعكاسات المحتملة للحرب التجارية على قرارات المستثمرين، فهبطت أسهم الدول النامية وتراجعت العملات. حيث انخفض مؤشر الأسواق الناشئة 2% ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثمانية أشهر وهو إنخفاضه الخامس على التوالي وأكبر تراجع له في أكثر من 12 أسبوعا.

وتراجعت الأسهم حول العالم، وانخفضت الأسهم الأوروبية لليوم الثاني على التولي هذا الأسبوع وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية متّبعة الخسائر في جميع أنحاء آسيا، حيث إنخفضت الأسهم الصينية 3.78% الى 2907 نقطة لمؤشر شانغهاي مع إعادة فتح البورصة بعد العطلة.

وبقي المتعاملون منقسمين بشأن ما إذا كان الخلاف سيؤثر على الدولار وما إذا كان سيساعد العملة الأميركية أم يضرّها.

ويقول البعض إن الحرب التجارية تصب في صالح العملة الأميركية لأن فرض رسوم على الواردات يعزز التضخم في الاقتصاد الأميركي القوي بوجود سياسة حادة لرفع أسعار الفائدة.

وتراجع اليوان الصيني إلى 6.4490 للدولار وهو أدنى مستوياته منذ 15 كانون الثاني. كما تراجع اليورو 0.71% إلى 1.1572 دولار امس الثلاثاء مع اقترابه من أقل مستوياته في أسبوعين عند 1.1541 دولار الذي سجله يوم الجمعة الماضي. وتراجع الاسترليني 0.50% الى 1.3179 دولار.

بورصة بيروت

تراجع نشاط البورصة المحلية امس، وغلب الاتجاه الصعودي للاسعار حيث سُجل تداول 80611 سهما بقيمة 0.39 مليون دولار وذلك من خلال 26 عملية بيع وشراء لستة انواع من الاسهم، ارتفع ثلاثة اسهم منها وتراجع سهم واحد. الى ذلك، تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.19% الى 10.713 مليار دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:

1- اسهم شركة الاسمنت الابيض الاسمية التي زادت 2.84% الى 8.13 دولار مع تبادل 2799 سهما.
2- اسهم بنك بيبلوس التي تراجعت 1.35% الى 1.46 دولار مع تبادل 17352 سهما.
3- اسهم شركة سوليدير الفئة «أ» التي زادت 0.37% الى8.05 دولارمع تبادل 9555 سهما.
4- اسهم شركة هولسيم التي تراجعت 5.96 % الى 14.51 دولار مع تبادل 8677 سهما.
5- اسهم شركة سوليدير الفئة «ب» التي زادت 1.11 % الى 8.13 دولار مع تبادل 1915 سهما.

الاسهم العالمية

فتحت بورصة وول ستريت على انخفاض كبير متأثرة بالتصعيد التجاري بين اكبر اقتصادين في العالم. فتراجع مؤشر داوجونز 0.41% الى 24987 نقطة وتراجع ستاندرد اند بورز 0.21% الى 2773.75 نقطة.

وانخفضت الأسهم الأوروبية مع استمرار عمليات البيع بسبب تصاعد إجراءات الحماية التجارية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين مع تصدر أسهم شركات السيارات والتعدين والتكنولوجيا للقطاعات الخاسرة.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.2 بالمئة إلى أدنى مستوياته منذ 26 نيسان وتراجع مؤشر منطقة اليورو 1.4 بالمئة.

وانخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأوروبية بقوّة. فسجل مؤشر داكس الألماني أسوأ خسارة ليتراجع 1.30 بالمئة الى 12667 نقطة. كما تراجع مؤشر كاك الفرنسي 1.13% الى5389 نقطة وهبط مؤشر فوتسي البريطاني 0.45% الى 7597 نقطة.

وهوت الأسهم اليابانية إلى أقل مستوى في أسبوعين ونصف الأسبوع مع تصاعد الخلافات التجارية العالمية.

وأغلق المؤشر نيكي القياسي على هبوط 1.77% مسجلا 22278.48 نقطة وهو أقل مستوى له منذ الأول من حزيران. ومُنِيَ المؤشر بأكبر خسارة يومية من حيث النسبة المئوية منذ آذار. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.6% إلى 1743.92 نقطة.

النفط

انخفضت أسعار النفط امس مدفوعة بارتفاع الإنتاج وتراجع أنشطة التكرير الصينية، على الرغم من أن قوة استهلاك الوقود في الولايات المتحدة وانخفاض مخزونات الخام قدّما بعض الدعم.

وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت إلى 74.83 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.5% إلى 64.85 دولار للبرميل. وأعلنت الصين امس انخفاض أنشطة التكرير من 12.06 مليون برميل يومياً في نيسان إلى 11.93 مليون برميل يومياً في أيار على الرغم من أن معدل تشغيل المصافي على أساس سنوي مازال مرتفعاً بنسبة 8.2 بالمئة.

جاء الانخفاض في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات أن الناتج الصناعي الصيني والاستثمارات ومبيعات التجزئة سجلت نمواً يقل عن المتوقع في أيار.

كما تأثرت الأسعار سلباً بزيادة أخرى في إنتاج النفط الخام الأميركي الذي بلغ مستوى قياسياً أسبوعياً عند 10.9 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وزاد إنتاج الخام الأميركي 30 % تقريباً في العامين الماضيين وهو يقترب الآن من مستوى إنتاج روسيا أكبر منتج في العالم والتي ضخت 11.1 مليون برميل يومياً في أول أسبوعين من حزيران.

ويفوق إنتاج الخام الأميركي حالياً مستوى إنتاج السعودية أكبر دولة مُصدرة للنفط والتي تنتج ما يزيد قليلاً عن عشرة ملايين برميل يومياً.

الذهب

عادت اسعار الذهب للتراجع بعد ان ارتفعت صباحا مدعومة بالإقبال على الملاذات الآمنة مع تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الامر الذي اطلق عمليات بيع كبيرة في أسواق الأسهم. لكن الاسعار تراجعت مجددا لينخفض الذهب 0.27% الى 1275.00 دولار للاونصة، بعد ان كان صعد في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1280.29 دولار للأونصة.

وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.91 الى 16.29 دولار للأونصة، وتراجع البلاتين 0.3 بالمئة إلى 878.50 دولار للأونصة بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوياته منذ منتصف كانون الأول عند 872 دولارا.

وهبط البلاديوم 0.60 بالمئة إلى 983.60 دولار للأونصة بعد أن سجل أقل سعر له منذ الخامس من حزيران عند 979.99 في تعاملات مساء الاثنين.