IMLebanon

هل ينقذ عون تفاهم معراب؟

لم يَحُل إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليل الاثنين من بيت الوسط، بعيد لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري، “التهدئة” مع التيار الوطني الحر، ولا قولُه “سنوقف الرد على أي سجالات سياسية حتى لو تعرضنا لنوع من الهجومات والاتهامات”، وتأكيده “أننا متمسكون بتفاهم معراب حتى النهاية”، دون مضي رئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل قدما في التصعيد ضد “القوات”. فأطلق الثلثاء، بعد كلام “الحكيم” بساعات، موقفا هو الاعلى سقفا في شأن التفاهم المسيحي – المسيحي، سدّد فيه “رصاصة الرحمة” في صدره، قائلا “اتفاق معراب لم يعد موجودا” مع تشديده في المقابل، على ان ذلك لا يعني سقوط المصالحة.

أمام هذه التطورات “الدراماتيكية”، لم تقف معراب مكتوفة الايدي، وسارعت لمحاولة إنقاذ الاتفاق. فأوفد رئيس القوات وزيرَ الاعلام ملحم رياشي- أبرز طباخي المصالحة- الى بعبدا لمناقشة الواقع الجديد مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مباشرة.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، دأبت القوات منذ أشهر، على الفصل بين علاقتها مع رئيس الجمهورية وعلاقتها مع وزير الخارجية (التي غالبا ما اتسمت بالتوتر)، وهي ترى ان الاتفاق معنيٌّ به الرئيس عون شخصيا وليس باسيل. وقد قصدت بعبدا أمس، لمعرفة موقف رئيس الجمهورية الشخصي والمباشر مما أعلنه رئيس التيار الوطني، وما اذا كان يتبنى قا قاله الاخير. فماذا سمع وزير الإعلام من سيد القصر؟

لا معطيات نهائية حتى الساعة، تجيب المصادر، الا انها تشير الى ان اللقاء كان صريحا و”من دون قفازات”، ولم يخل من بعض العتب “الرئاسي”. فالرئيس عون سأل ضيفه عن أداء القوات في أكثر من محطة منذ الانتخابات الرئاسية، لم تظهر فيه الاخيرة انها فعلا داعمة للعهد، بل في مواجهته، ومنها ملف الكهرباء والتعيينات والتجنيس. فما كان من وزير الاعلام الا ان أكد ان ما فعلته “القوات” هو لخدمة العهد وصورته، لا لضربه، مشددا ايضا على ان حلفاء آخرين للتيار، وعلى رأسهم حزب الله، اتخذوا المواقف عينها، فـ”لماذا الاستنفار ضد القوات فقط”؟ في الموازاة، أكد رئيس الجمهورية لموفد معراب أنه سيتولى شخصيا متابعة حصة القوات في الحكومة العتيدة، غير انه أبلغه في المقابل بأن الاحجام ستُحدَّد هذه المرة، انطلاقا من نتائج الانتخابات النيابية فقط لا غير، بمعزل عن اي معايير سابقة او “تفاهمات” آنفة، وقد تمسك ايضا، دائما بحسب المصادر، بحقه الدستوري بالحصول على حصة وزارية وبتعيين نائب رئيس الحكومة.

وتدعو المصادر الى عدم المبالغة أو البناء على “القشور” وظواهر الامور، مشيرة الى ان الاهم هو تأكيد الرئيس عون ان المصالحة باقية ولا رجوع عنها. أما اتفاق “معراب” السياسي، فقد وُضع في عنايته، والرهان على ان تحمل الايام المقبلة، بدفع “رئاسي”، ما ينعشه. ولعلّ نفي مصادر في التيار الوطني الحر، أمس بعيد اجتماع عون – وزير الاعلام، ان يكون باسيل أعلن سقوط “تفاهم معراب” عندما قال إنّ “هناك اتفاقات سابقة لم تعد قائمة”، مشيرة الى ان “تصريح باسيل فُسّر بطريقة خاطئة، أمّا المقصود فكان الإتفاق السياسي الذي جمع “القوات” و”التيار” خلال الحكومة السابقة، حيث لم يتمّ احترام مضمون الإتفاق من قبل “القوات”، مع الحرص المطلق على المصالحة”.. لعلّه شكّل أولى ثمار اجتماع بعبدا. وربما استكمل الرئيس عون مساره لإعادة بث الروح في التفاهم، بإفراد حقيبة سيادية للقوات اللبنانية في التركيبة الحكومية العتيدة.