IMLebanon

بين السلطة و”معارضيها”… ايجابية سياسية وتريث حكومي

صحيح أن التركيز مُنصبّ في الوقت الراهن على محاولة فكفكة العُقد التي لا تزال تعترض تشكيل الحكومة العتيدة، وهي المطبات المسيحية والدرزية، تلك المرتبطة بتوزير ممثل عن النواب السنّة من غير الدائرين في الفلك الأزرق.

وفي السياق، بدا اللقاءان اللذان شهدهما قصر بعبدا في الأيام الماضية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، من جهة، ووزير الاعلام، بوصفه مبعوثا من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع تمهيدا ضروريا لتأمين قفز “سلس” وسهل فوق العقدة المسيحية التي أذكاها السجال على خط ميرنا الشالوحي-معراب، إلى حد الحديث عن “موت تفاهم معراب” الذي يربط الطرفين منذ 18 كانون الثاني 2016.

لكن في المقابل، لا يغيب عن بال كثيرين رصد التموضع الذي ستنبري إليه القوى المصنفة في خانة معارضي النهج السياسي السائد في البلد راهنا. وهنا، تتجه الأنظار أولا إلى حزب الكتائب، الذي كان رأس حربة الفريق المعارض بامتياز في مرحلة ما بعد التسوية الرئاسية.

وفي هذا الإطار، تدعو أوساط سياسية مطلعة إلى مراجعة المسار الذي سلكه حزب الكتائب بعد الانتخابات، فهو أيّد تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة، في مسعى إلى منح فرصة للنهج الجديد الذي وعد به الحريري في خلال حملاته الانتخابية، على حد قول رئيس الحزب النائب سامي الجميل وعدد من أركانه ونوابه.

غير أن بعض المتفائلين المتسرعين ذهبوا إلى قراءة مشاركة كتائبية في الفريق الوزاري العتيد، بما من شأنه أن يفسر التفسيرات الكثيرة التي أعطيت للقاء الأخير الذي جمع النائب سامي الجميل بالمستشار الرئاسي للشؤون الديبلوماسية الياس بوصعب، علما أن الكواليس السياسية تحفل بكلام عن تعدد الرؤى السياسية في أروقة التيار الوطني الحر، في وقت يذهب البعض إلى الكلام عن تباينات في وجهات النظر بين بعبدا وميرنا الشالوحي. بدليل الرغبة الرئاسية في لمّ شمل الجميع تحت سقف الفريق الوزاري العتيد، في مقابل التلويح البرتقالي بضرورة وجود معارضة في مجلس النواب، وهو ما ألمح إليه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي مرات عدة.

وتفيد معلومات بأن حزب الكتائب حرص على عدم “تضخيم” الاجتماع، في معناه السياسي والحكومي، وفي ذلك محاولة للتأكيد على تمسك “الصيفي” بالنهج الايجابي تجاه مختلف الأفرقاء، من دون أن يعني ذلك أن الكتائب حسمت موقفها وقررت دخول الفريق الوزاري المنتظر. ذلك أنها لا تزال تنتظر صورة أوضح عن سياسات ونهج الحكومة العتيدة لتبني على الشيء مقتضاه السياسي في الوقت المناسب.

وتشير أوساط عليمة في هذا السياق، إلى مواقف رئيس الكتائب وكتلته في الآونة الأخيرة، ففي وقت قرأ التيار الوطني الحر والدائرون في فلكه بين سطور الاعتراض الكتائبي على مرسوم التجنيس وتداعياته الكارثية على الدستور والقانون والهوية (وهو موقف التقت عليه الصيفي مع معراب والمختارة) استهدافا مباشرا للعهد أعاد الجميل وحزبه إلى تموضعهما المعارض، يعتبر عالمون بالمواقف الكتائبية أن ذلك يأتي في سياق الأهمية التي يعطيها الكتائبيون لهموم الناس ومشكلاتهم، بدليل أنهم بادروا إلى رفع صوت الاحتجاج على وقف دعم القروض الاسكانية، باعتبار ذلك مؤشرا خطيرا إلى المدى الذي بلغته حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، ما يستوجب تشكيلا حكوميا سريعا، بعيدا من لعبة الشروط والشروط المضادة.