IMLebanon

الاتصالات للقاء جعجع – باسيل انطلقت… وعون يفضل التواصل المباشر

ما أن أوصدت أبواب لقاء بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، حتى فتحت أبواب الاتصالات التمهيدية لاجتماع “الحكيم” بوزير الخارجية والمغتربين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل نزولا عند الرغبة الرئاسية، فكان اتصال ليلي بين جعجع وباسيل، تم خلاله التوافق على بدء التواصل  لكسر الحلقة المفرغة في سلسلة العلاقات بين “القوات” و”التيار” التي أحدثتها عناصر كثيرة استجدت منذ توقيع اتفاق “تفاهم معراب” وما أعقبه من تطورات إثر انتقال عون إلى الرئاسة وتسلم الوزير باسيل قيادة “التيار”.

اللقاء لا بدّ منه، تؤكد أوساط معراب لـ”المركزية”، ولو أن “القوات” التي لطالما كانت “أمّ الصبي” ليست في وارد التنازل عن مطالبها الحكومية، لان اي تنازل، بعد الثقة التي محضها اياها الشعب في الانتخابات النيابية بناء على ادائها السياسي عموما وممارسة وزرائها العمل الحكومي خصوصا، من شأنه ان يطيح “الصبي” وهذا ما لا يمكن ان تقدم عليه. الا ان الحزب يعرب عن اعتقاده بأن رئيس الجمهورية الذي نصرّ على فصله، بما يمثل، عن “التيار الوطني الحر”، قادر على تقصير المسافات وهو من هذا المنطلق نصح “الحكيم” بالتواصل المباشر مع باسيل لوضع العلاقة بين الطرفين بكل تفاصيلها وحيثياتها على طاولة النقاش المعمّق وصولا الى تبديد الالتباسات واعادة الامور الى نصابها والانطلاق نحو التوافق على الحلول في مجمل الملفات، حتى اذا ما اكتملت مجمل هذه العناصر يتم اسقاط الاتفاق على الملف الحكومي، بطريقة مباشرة من دون وساطات من اي طرف ثالث.

اما عن موعد اللقاء، تقول الاوساط، فلا يمكن تحديده منذ اللحظة، لان جدول اعمال الرجلين مثقل بالمواعيد، كما ان الوزير باسيل يغادر بيروت غدا في اجازة عائلية الى اوروبا، فإذا ما اكتملت مقومات التواصل المباشر الذي يتولى الاعداد له ممثلون عن الجانبين، يمكن للرجلين ان يلتقيا اثر عودة باسيل، الذي لا تستبعد مصادر متابعة ان يلتقي في الخارج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يتوجه بدوره الى ايطاليا خلال الساعات المقبلة لإحياء مناسبة عائلية خاصة، بحيث يضيف اللقاء، اذا ما انعقد، لبنة الى جدار محاولات اخراج التشكيلة من عنق زجاجة التأزم العالقة فيها.

وتؤكد اوساط معراب ان المدى الزمني الممكن ان تستغرقه المفاوضات بين جعجع وباسيل غير محدد، ما دامت ملفات النقاش كثيرة ومتشعبة، والخلافات متراكمة في ظل انقطاع اللقاءات المباشرة منذ ما قبل الانتخابات النيابية، بحيث قد تحتاج والحال هذه، الى اكثر من جلسة على الارجح، ليتسنى للطرفين الانطلاق من عرض وجهتي نظرهما لبلوغ نقطة الاتفاق على توحيدها الى الحد الاقصى المتاح.

على هذا الاساس، تتوقع ان تستهلك المفاوضات مزيدا من عمر التشكيل الذي بلغ الاسابيع الستة وسط ترنح قاتل ومراوحة في دوامة العقد التي تحولت من ثلاثية الى ثنائية على ما يبدو، بعدما بات توزير سنّة “8 اذار” من الماضي، استنادا الى ما يرشح من معلومات، فيما تبقى العقدتان، المسيحية تنتظر اجتماع جعجع- باسيل لحلّها، والدرزية التي لم يبرز جديد على خط “فكفكتها” لا بل يبقى التمترس خلف التمسك الجنبلاطي بالحقائب الدرزية الثلاث اصلب من ذي قبل، في ضوء ما يرشح عن حركة الاتصالات في هذا الاتجاه، وتاليا لا تشكيل في المدى المنظور، ما دام لا حكومة من دون “القوات” و”الاشتراكي”، تجزم اوساط معراب.